أطلقت وزارة التعاون الدولى والتضامن الإجتماعى مشروعا جديدا ضمن مشروعاتها لدعم وتمكين الشباب واستغلال الموارد الطبيعية بشمال سيناء، واستهدف المشروع تعليم وتدريب عددا من شباب مركزى الشيخ زويد ورفح المقيمين فى مركز بئر العبد غرب المحافظة على فنون تصنيع الأرابيسك ومنتجات خزف النخيل والجريد بهدف إكساب الشباب مهارة وصنعة بسيطة من تعتمد على مكونات البيئة المحيطة.
ومن المقرر أن يستمر المشروع لمدة 15 يوما، يتم خلالها تدريب 30 شابا من أبناء قرى جنوب الشيخ زويد ورفح، فى عددا من الأماكن داخل مدينة بئر العبد والقرى المجاورة لها، وتنفذ المشروع جمعية تنمية المجتمع المحلى بالجورة، تحت إشراف محافظة شمال سيناء، ومتابعة مديرية التضامن الاجتماعى بشمال سيناء وأتيحت خلاله الفرصة للشباب من أعمار 18 حتى 30 عاما للتدريب .
وقال الدكتور خالد زايد، المدير التنفيذى للمشروع، إنه فى إطار مشروع دعم وتمكين الشباب لاستثمار الموارد الطبيعية فى شمال سيناء، يتم التدريب على حرف منوعة تستهدف استغلال منتجات زعف النخيل وغيره من مكونات شجرة النخيل، وتحويلها لخامات ومشغولات نافعة منها أدوات منزلية مصنوعة من الخزف، ومن جريد النخيل، وقبعات خاصة وغيرها من مشغولات زينة وأخرى للديكور.
وأشار إلى أن المشروع يهدف لتعليم الشباب حرفة بسيطة من مكونات محيطة بها، لافتا أنه نظرا لاشتهار مركز بئر العبد بزراعة النخيل بكثافة، تم اختيار التدريب على إنتاج مشغولات من النخيل.
وقال مدير المشروع، أن التدريب يتم داخل دواوين ومجالس فى أماكن تجمعات الأهالي المنقولين من الشيخ زويد ورفح، وبواسطة مدربين محترفين من كبار السن المجيدين لهذه الحرفة، وأصحاب الخبرة فيها، وتم اختيارهم لتعليم الشباب أسرارها.
وقال إن أهمية التدريب كونه يعلم حرفة لشباب يعانون ظروف معيشية صعبة نظرا لانتقالهم من مناطقهم لأخرى، وهم بحاجة لاكتساب مهارة معيشية جديدة تساعدهم على التغلب على هذه الظروف.
وأشاد " زايد " بدور وزارة التضامن والتعاون الدولى ومحافظة شمال سيناء، على تشجيع إقامة مثل هذه المشروعات، ودعمها والتي حققت أثر فى المجتمع السيناوى.
وأوضح سليمان ضيف الله، عضو مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالجورة، أن المشروع يأتي ضمن سلسلة مشروعات تنفذها الجمعية بتمويل من وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، ووزارة التضامن، وتتضمن هذه المشروعات إضافة لتصنيع خامات النخيل، تعليم التدريب على تصنيع منتجات النخيل، وتصنيع الأعلاف للحيوانات المنزلية.
وسبق عقد تدريبات للشباب والفتيات والسيدات على تعليم مهارة تصنيع الصوف وصناعة الكليم اليدوى، ومهارة تصنيع مشغولات نافعة من الخرز الزجاجى.
وبدورهم أكد عددا من الشباب المتدربين، أنهم خلال ورش العمل التى تعقد، تمكنوا من اكتساب مهارة جديدة فى مجال تصنيع مشغولات من الخزف ومكونات جذوع النخيل، منها تصنيع الطواقى الخزفية "القبعات" التى يستخدمها الأهالى فى المنطقة أثناء أعمال الزراعة والصيد، وتصنيع " القفاف " التى تستخدم فى نقل المؤن ، وتخزين الأعلاف وغيرها من الاستخدامات وتصنع بأشكال وأحجام مختلفة، وتصنيع أدوات تستخدم فى المنزل من بينها أشكال أطباق وسلال وغيرها.
وقال إنه يتم متابعة تنفيذ كل مشروع أولا بأول وموافاة الوزارات المختصة بما يتم ونتائج كل ورشة تدريب، والتى بدورها تقوم بمتابعة الية العمل ومراقبته والتحقق من سيره.
وأضاف خالد سلامة، أحد الشباب، إن الجديد فى تدريبهم هو أن الحرفة بالنسبة لهم فى مناطق التى قدموا منها جنوب الشيخ زويد لم تكن معروفة، وهى فى المناطق التى استقروا بها مؤخرا مهمة وتتوفر خاماتها بكثرة، كما أن المشغولات المصنعة لها رواج فى السوق المحلى، ويقبل الأهالى عليها، وأنه تمكن من تعلم بعض من أسرار المهنة خصوصا تقطيع جريد النخل وتحويلها لشكل متكامل ومشغولة نافعة.
وأعرب عن أمله أن يتم تكثيف الدورات المهارية فى كثير من مجالات التصنيع الحرفية بشكل خاص وهو الجانب الذى يميل إليه الشباب أبناء مناطقهم، لافتا أن من بين زملائه المتدربين من حاصلين على مؤهلات ومعاهد عليا وآخرين مؤهلات متوسطة وبعضهم حاصلين على الشهادة الإعدادية.
وقال سلامة سليمان، أحد المدربين، إن منطقة بئر العبد بشمال سيناء، تكثر فيها وتشتهر بزراعة أشجار النخيل، وأنهم مبكرا تعلموا كل حرف وفنون استغلال كل جزء فى مكونات النخلة، وهى بالنسبة لهم نبع خير طوال العام وليس فى طلعها فقط.
وأشار إلى أنه يعمل منذ أكثر من 60 عاما فى المهنة من عمره الذى اقترب من الثمانين، وعندما طلب منه أن يدرب الشباب لم يتأخر، موضحا أنه مطلوب أن تبقى هذه المهنة الخاصة بتصنيع مشغولات النخيل.
وقال : فى الماضى كانت هذه المنتجات مهمة وتمثل ركن أساسى فى استخدامات الأهالى وضمن مكونات حياتهم البسيطة فهم فيها ينقلون طعامهم فى القفاف، كما يصنعون "السرقانيات" التى تستخدم لنقل المؤن على ظهور الإبل، والأدوات المنزلية المختلفة، وطواقى تقيهم حرارة الشمس صيفا.
وأبدى المدرب سعادته باهتمام الدولة الرسمى بهذه المهنة التى يعتبرها نادرة، وقال إنه بمثل هذه التدريبات يتم احيائها، خصوصا أن من يجيدونها كبار سن ومن يتوفى تفقد المنطقة خبرته، معربا عن أمله تكثيف الدورات التدريبية فى مثل هذه المجالات لأهميتها.
جانب من التدريب
التدريب
استخدام الجريد
ورشة العمل
تعليم الشباب
كبار يعلمون صغار
إحدى التدريبات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة