بعد الفشل المستحكم لجماعة الإخوان وأتباعها من الحركات الفوضوية واتحاد ملاك يناير، فى صناعة الأزمات فى الشارع المصرى، وكراهية المصريين المفرطة لهم، وفقدانهم القدرة الكاملة على التأثير فى حارة مزنوقة، فوجئنا بتغيير شامل فى سياسة هذه الجماعات والحركات، باستبعاد عناصر اللجان الإلكترونية القديمة، والاستعانة بعناصر جديدة، من «الذباب الإلكترونى» على السوشيال ميديا.
مهام الذباب الإلكترونى، مدبرة بخبث شديد، من خلال اختيار عناصر هادئة، وعلى دراية كاملة بما يدور على الساحة، وتبدأ فى الترويج بأنها تقف فى ظهر الدولة، وتدعم كل المشروعات الوطنية فى كل المجالات، السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية والإعلامية، ثم يبدأون فى اصطياد خطأ لا يتجاوز حجمه جناح بعوضة، لتضخيمه وشن حملات الهجوم، والتشويه وقلب الحقائق!!
وبدأت لجان «الذباب الإلكترونى» عملها بالتسفيه من المسلسلات التى أذيعت فى رمضان، والمتبنية تصحيح الصورة الذهنية عن عمل رجال القوات المسلحة البواسل، وضباط الشرطة، ومدى التضحيات التى يقدمونها للوطن..!!
ولم يكتفوا بالتسخيف من المسلسلات ذاتها، وإنما دبروا حملات التشويه لبعض الفنانين الذين لعبوا أدوار ضباط الشرطة والجيش، واقتربوا من حياتهم الخاصة، ووصفوهم بالمغرورين والمتفاخرين بأموالهم وسياراتهم، ولاقت هذه الحملات طريقها نحو الانتشار بشكل لافت، وتعاطى معها الأبرياء الأنقياء بحسن نية مفرطة!!
حملات التشويه، شاملة وساحقة، طالت كل شىء، حتى التبرع لمؤسسات علاجية تطارد الآلام من الأجساد مثل مستشفى 57357 أو 500 500 أو معهد مجدى يعقوب للقلب، أو مؤسسات خيرية تتعقب الفقر والعوز وتدعم الغلابة والمحتاجين، مثل جمعيتى الأورمان ومصر الخير، وغيرهما من المؤسسات التى تعد ظهير الدولة المصرية، وجناحها الثانى فى قضايا التنمية على كل شبر من ربوع مصر!!، كما تبنوا حملات تنال من المنتخب الوطنى المصرى، وتشوه الرموز، من شخصيات عامة وفنانين ورجال أعمال وإعلاميين توجهوا إلى روسيا لدعم وتشجيع المنتخب الوطنى لكرة القدم، على نفقة الدولة، وقلبوا الحقائق، وظهرت التناقضات، قبل البطولة فوجئنا بهذه اللجان تهاجم المدير الفنى للمنتخب هيكتور كوبر بضراوة، واتهمته بأنه مدرب ضعيف فنيا، وأن اختياراته للاعبين تسودها العلاقات الشخصية، حيث استبعد لاعبين يستحقون عن جدارة الانضمام، وضم لاعبين لا يستحقون الانضمام، وبعد بدء البطولة، نقلت اللجان هجومها من خانة المدير الفنى واللاعبين إلى خانة الفنانين والإعلاميين والشخصيات العامة، وتناسوا أن هناك مشاهير من مختلف دول العالم سافروا لروسيا لمساندة ودعم منتخبات بلادهم.
ناهيك عن شائعات أن الحكومة طرحت أراضى حديقة الحيوانات بالجيزة للبيع بالمتر، ونقل الحيوانات إلى العاصمة الإدارية، كما قررت أيضا اقتراض 5 مليارات دولار لسداد ودائع قناة السويس، كما ستستحدث ضريبة على «التركات» وإقرار رسوم لدفن الموتى، وفرض ضريبة %50.
الحقيقة أن الذباب الإلكترونى، بدأ ينتشر بشكل مخيف، على مواقع التفسخ الاجتماعى «فيس بوك وتويتر وإنستجرام»، متبنيا حملات عنيفة تستهدف العقل الجمعى المصرى، وإصابته بتشويش خطير، والجلوس لمراقبة كل خطأ مهما كان حجمه، ومهما كان مجاله، وتحويله إلى أزمة خطيرة، مع بهارات الإحباط والتشكيك والتسخيف، والعمل على تدمير جينات الانتماء للوطن، ليصير المواطن أسيرا للإحباط، ومن ثم يصبح رقما مهما فى معادلة الهدم وإثارة الفوضى.
حملات صناعة الأزمات، متلاحقة ومكثفة، وضاغطة بشكل مرتب ومغلفة بدهاء وخبث شديدين، ومقدمة فى شكل جرعة الخوف على مصلحة المواطن، ومستقبل أبنائه، وتوعيته من السقوط فى مستنقع الكذب والخداع الذى تمارسه الحكومة، وتصدير أن الدولة تهتم بالأغنياء فقط، وتزيد من أعباء البسطاء والغلابة.
لجان الذباب الإلكترونى الإخوانى التركى القطرى، استطاعت تصنيف رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وتقسيمهم إلى فئات، إعلاميين وفنانين ورجال أعمال وشخصيات عامة ومؤيدين وداعمين بقوة، وفلول، ومتعاطفين، ومرتبكين، ودولجية وثوار وكارهين للدولة ومعارضين من أجل المعارضة.
وكل فئة من تلك الفئات تديرها لجنة ذباب إلكترونى متخصصة، ومتابعة لكل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق باهتمام الفئة المنوط بها متابعتها، ووجدنا للأسف الشديد سقوط عدد كبير من الذين يطلقون على أنفسهم الدولجية فى فخ إعادة «تشيير» الأكاذيب التى تروجها لجان الذباب الإلكترونى، والتعاطى معها على أنها حقائق، وإذا ناقش عاقل هؤلاء الدولجية فى خطأ هذه المعلومات، يبدأ الدولجى فى الاستسلام، مؤكدا أنه فاض به الكيل من التبريرات، دون إدراك حقيقى أنه تمارس عليه حملة ممنهجة أكثر شراسة من التى كانت تمارس عليه قبل وأثناء وبعد 25 يناير 2011.
أما الفئة الخطيرة التى سلمت نفسها تسليم مفتاح للذباب الإلكترونى، هى ما يطلق عليها «أبناء مبارك» والذين يتخذون من صفحة «آسفين ياريس» نهجا وعملا تحت شعار الدفاع عن مبارك وأسرته، ولكن الحقيقة أن هؤلاء تحولوا إلى خنجر مسموم فى ظهر الوطن، ومخاطرهم صارت أكثر من مخاطر جماعة الإخوان الإرهابية، ولا يدركون أن النظام الحالى لو، لا قدر الله، ترك السلطة، فإن هؤلاء سيكونون وقود نار الفوضى.
«أبناء مبارك» سلموا لجان الذباب الإلكترونى مفاتيح نشر الشائعات والإحباط وترويج الشائعات وتأجيج الأوضاع، ودعم «الهاشتاجات» المسيئة، بكل أريحية، ودون تفكر أو تدبر.
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
الذباب ينجذب الى القمامة
عندما تختفى القمامة التى إبتليت بها مصر سيختفى معهما الذباب