أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات إقدام مستوطنين متطرفين من البؤرة الإستيطانية "حفات جلعاد" على حرق أكثر من 300 شجرة زيتون فى بلدة "تل" جنوب نابلس، حيث أقدموا على إطلاق منطاد حرارى صوب أراضى القرية المزروعة بأشجار الزيتون.
وأكدت الوزارة ـ فى بيان لها اليوم الاثنين ـ" أن هذه الجريمة تأتى عقب أيام قليلة بعد اعتداء إرهابى مشابه أدى إلى إحراق 300 شجرة زيتون أخرى فى قرية بورين، وذلك فى إطار الهجمة الاستيطانية الشرسة التى تديرها وتدعمها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ضد الوجود الفلسطينى فى المناطق المصنفة (ج) عامة وفى هذه المنطقة الاستراتيجية الحساسة الواقعة بين مدينتى نابلس ورام الله، التى تشهد تصعيدا استيطانيا واسعا، وعمليات شق طرق وأنفاق لخدمة المستوطنين".
وحذرت الوزارة من المخططات الاستيطانية التوسعية "الهادفة إلى استكمال بناء تجمع استيطانى ضخم فى المنطقة الواقعة جنوب غرب نابلس، يضم أيضا مستوطنة الفى منشيه، كدوميم، كرنى شمرون، عمانويل وباقى المستوطنات والبؤر الاستيطانية المنتشرة فى المنطقة، وربط هذا التجمع بالعمق الإسرائيلى عبر "تسمينه" بالآلاف من الوحدات الاستيطانية وزيادة عدد المستوطنين فيه ليتجاوز الـ 25 ألف مستوطن فى المدى المنظور بما يؤدى إلى محو الخط الأخضر بمد استيطانى تهويدى يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها".
وأضافت" أن هذا التكتل الاستيطانى الضخم سيؤدى إلى توسيع ما يسمى بـ "خاصرة" دولة الاحتلال باتجاه الشرق، ويحدث تدميرا واسعا فى واقع وحياة القرى والبلدات الفلسطينية، ويحرمها من أى توسع أفقى ويحولها إلى سجون ذات كثافة سكانية عالية فى محيط استيطانى كبير".
وقالت الوزارة أن هذا البيان بمثابة تحذير للمجتمع الدولى كى يستفيق من غيبوبته ويتحمل مسؤولياته حيال الشعب الفلسطيني، من خلال سرعة توفير الحماية الدولية له وتطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بخصوص الحماية، كما يستدعى من مؤسسات حقوق الإنسان التى يعلو صوتها فى عديد المناسبات المهمة وغير المهمة أن تسمع صوتها هذه المرة، وتتحمل هى الأخرى مسؤولياتها أمام هذا الاعتداء الصارخ على كل ما له علاقة بالقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة