أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف آثر خطاب التيار الإسلام السياسى على الحياة الحزبية؟.. الإسلاميون اعتبروا السياسة "نجاسة" ثم شاركوا فيها وحشدوا للانتخابات بـ"غزوة الصناديق" للوصول للسلطة.. وسياسيون: أضر بالديمقراطية وأفسد الحياة السياسية

السبت، 23 يونيو 2018 03:00 م
كيف آثر خطاب التيار الإسلام السياسى على الحياة الحزبية؟.. الإسلاميون اعتبروا السياسة "نجاسة" ثم شاركوا فيها وحشدوا للانتخابات بـ"غزوة الصناديق" للوصول للسلطة.. وسياسيون: أضر بالديمقراطية وأفسد الحياة السياسية هشام إبراهيم وحاتم صابر وطارق البشبيشى
كتب كامل كامل – محمود العمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعلك تذكر كلام شيوخ التيار الإسلامى عن السياسة، فتارة اعتبروها رجسا من عمل الشيطان، وتارة أخرى لخصوها فى كلمتين "السياسة نجاسة"، ولكن فى حقبة أخرى، شاركوا فيها بقوة جعلتهم يطلقون على المشاركة فى الانتخابات "غزوة الصناديق".. فخطاب التيار الإسلام السياسى عن المشاركة فى الحياة الحزبية والسياسة عامة، طرأ عليه متغيرات كثيرة، وليس فيه قواعد ثابتة.

 

اللافت فى الأمر أن التيار الإسلام السياسى عندما يحرم المشاركة فى العمل السياسى، يستشهد بأدلة كالأحاديث النبوية والمواقف دينية ليبرهن موقفه، وهو نفس الأمر الذى يفعله عندما يتخذ موقف مغاير، ويقرر دخول اللعبة السياسية،  ليس هذا فحسب بل يتبدل رأى تحريم السياسة بأن المشاركة فيها جهاد فى سبيل الله.. كل هذه المتغيرات التى يمر بها خطاب تيار الإسلام السياسى ينعكس على العميلة السياسية بكل أطرافها سواء أحزاب أو جماهير.

 

 تيار الإسلام السياسى أفسد الحياة السياسية فى الوطن العربى

طارق البشبيشى، الخبير فى الحركات الإسلامية، والقيادى السابق بجماعة الإخوان، أوضح كيف أثر خطاب التيارات الإسلامية على الحياة السياسية، قائلا: "الخطابات الدينية التى صدرت خلال السنوات الماضية والحالية من التيار الإسلامى أفسد الحياة السياسية فى كل الأوطان العربية، فهذه الخطابات ساعدت فى الكثير من عملية العزوف عن المشاركة فى الحياة السياسية، وليس فى مصر فقط، بل فى الوطن العربى، فلو لاحظنا على مدار التجارب العربية فى الحياة السياسية، نجد أن التيارات الإسلامية ساعدت فى إفشال وإفساد الحياة السياسية كلها على مدار السنوات الماضية.

 

وأضاف الخبير فى الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن تيارات الإسلام السياسى دخلت الحياة السياسية من أجل الهيمنة عليها، فمثلا فى تجربة مصر عندما وصلت جماعة الإخوان الإرهابية إلى السلطة، لم تر إلا نفسها فى الحياة السياسية، وتجاهلت وهمشت جميع الأحزاب وأدوارها، وذلك نتيجة الهيمنة والسيطرة على البلاد لمصالحها الشخصية، فجميع أبناء التيار الإسلامى يتعاملون من هذا المنطلق مصلحتها الشخصية أولا، فكل هذا ساعد فى فشل العمل السياسى والحزبى فى مصر كلها بل والوطن العربى .

 

التيار الإسلامى شوه الحياة السياسية 

وأتفق مع الرأى السابق، العقيد حاتم صابر، الخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، موضحًا أن خطاب التيار الإسلام السياسى فى كل الدول العربية على مدار السنوات الماضية، كان بمثابة موت لبقية الاحزاب السياسية الأخرى، فالخطأ الأكبر هو كان من وجود أحزاب دينية فى الساحة السياسية، لأن هذه الأحزاب ساعدت فى تشويه صورة السياسة بشكل عام وخاصة فى مصر.

 

 وأضاف الخبير فى مكافحة الإرهاب، لـ"اليوم السابع" أن تيارات الإسلام السياسى ساعدت فى أن تكون هناك حالة عزوف من المواطنين على الاحزاب، فمثلا الإخوان الإرهابية هى سبب رئيسى فى تدمير الحياة العامة والسياسية فى كل المجتمعات العربية، فهى كانت سبب فى حدوث أزمات فى مصر وليبيا واليمن وتونس وغيرها، وهذه الجماعات ولدت منها التنظيمات الإرهابية التى دمرت هذه الدول، تحت منطلق السياسة والثورات .

 

المتغيرات التى طرات على خطاب التيار الإسلامى بشأن المشاركة فى الحياة السياسية 

فيما رصد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، المتغيرات التى طرأت على خطاب التيار الإسلامى بشأن السياسة، لافتًا إلى أن الخطاب السياسى لتيار الإسلام السياسى اتسم ببعض السمات المباشرة، الأول إنكار العمل السياسى، واعتبار السياسة هو الشر الممكن،  بينما المرحلة الثانية دخول العمل السياسى وتوظيف القاعدة الجماهيرية فى العمل السياسية، وتحويل دور العبادة والزوايا فى الدول العربية إلى نافذة لممارسة العمل السياسى من أجل الوصول للسلطة.

 

وتابع طارق فهمى: "المرحلة الثالثة الوصول للسلطة، وقد اتسمت هذه المرحلة  بنموذجين الأول، عدم الاستمرار فى المشهد السياسى  والإطاحة بهم من السلطة كما حدث لجماعة الإخوان فى مصر، وهناك النموذج الثانى كالحالة الأردنية التى كتب لها الاستمرار، حيث خاض الإخوان الانتخابات التشريعية فازوا  فى البرلمان ولازالوا متواجدين حتى الآن، بينما فى تونس والمغرب، يشارك التيار الإسلام السياسى بحالة  الصهر أو التكامل، وهى محاولة الاندماج فى المنظومة الاجتماعية والمشاركة تطبيقا لنموذج "المشاركة لا المغالبة".

 

وأضاف  أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: "جماعات الإسلام السياسى وظفت حضورها الاجتماعى والجماهيرى للوصول إلى السلطة ثم محاولة الاستئصال أو السيطرة او الهيمنة بالسلطة ثم".

 

وبسؤال هل أضر التيار الإسلام السياسى الحياة الديمقراطية فى المجتمعات العربية أم أضرها، قال "فهمى": "التيار الإسلامى السياسى أَضر بالنظم السياسة وأعاق الديمقراطية ونقل فكرة الاستبدادية فى الممارسة إلى أنظمة الحكم العربية"، مضيفًا :"النموذج الجزائرى لم يحقق أى نجاحات برغم وجوده فى الحياة الحزبية منذ سنوات طويلة، وأيضا حركة حماس فى فلسطين أضرت بتأريخ القضية الفلسطينية، كما أن النموذج التونسى لم يقدم جديدا"، متابعًا: "تيارات الإسلام السياسى لم تفد الأنظمة العربية، بل اعاقت مرحلة تطورها الليبرالى والسياسى حينما مزجت الدين السياسة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة