• الأب عاد إلى المنزل بعد تلقيه اتصالًا من شقيقة زوجته فوجدهم جثث هامدة
• الأمن فحص كاميرات المراقبة فى الفترة ما بين مبارة كأس العالم واكتشاف الجريمة
• النيابة استمعت لأقوال الأهالى وسألتهم عن طبيعة علاقاتهم بالضحايا
كانت المقاهى ممتلئة على بكرة أبيها بالمشجعين الذين تنافسوا فيما بينهم على حجز مقعد لمشاهدة المنتخب المصرى فى ثانى مبارياته فى كأس العالم 2018، بينما كانت الشوارع هادئة لا حركة فيها ولا نفس، فقط السكون الحاد مسيطر عليها، فالجميع مشغولون فى مشاهدة المبارة، وكان ذلك الوقت المثالى الذى اختاره القاتل المجهول بعناية لتنفيذ جريمة قتل ربة منزل فى العقد الرابع من عمره وابنتيها بدماء باردةً؛ لأسباب غير معروفة إلى الأن، هل هى السرقة؟ أم الانتقام؟ أم فى الأمر شيئًا أخر ما زال غامضًا؟.
فى أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع الملكة أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، وفى ساعة متاخرة عقب مبارة المنتخبين المصرى والروسى فى كأس العالم، فوجئ الأهالى بـ"صلاح المرسى" أحد سكان المنطقة يهرول مذعورًا بوجه شاحب نحو منزله فى الطابق الثالث، وبعدها بدقائق حضرت شقيقة زوجته وسيارات الإسعاف والمباحث، وتبين أن فى الأمر جريمة قتل، راح ضحيتها زوجته "هبة الله" 38 وابنتيه "حبيبة" 11 عامًا و"جنة الله" 14 عامًا.

إحدى الضحايا
انتقل "اليوم السابع" إلى مسرح الجريمة، لرصد روايات الأهالى والجيران حول الواقعة، تقابلنا مع "كريم.ح" 28 عامًا عامل بمحل لمنتجات الألبان، والذى قال:أنه توجه إلى المحل الذى يعمل به على ناصية الشارع الذى شهد الجريمة، وفوجئ برجال المباحث والأمن متجمعين حول عقار الصحابة_محل سكن الضحايا_، وعرف من الأهالى أن "أم حبيبة" وبناتها قلتوا، اختلفت الروايات حول كيفية مقتلهم، فالبعض قال أنهم قتلوا ذبحًا وأخرين أكدو انهم توفوا خنقًا وأخرين قالوا إنهم توفوا نتيجة جرعة "سم".

المجنى عليها
وتابع "حافظ"، أنه يوم اكتشاف الجريمة شاهد عم "صلاح" يهرول نحو منزله، عقب مبارة المنتخب فى كأس العالم، وعلم فيما بعض أسباب ذلك، حيث انه تلقى اتصالًا هاتفيًا من شقيقة زوجته، أخبرته فيه بأنها لا ترد عليها، وهو ما أثار الشك لديه، وعاد مسرعًا للاطمئنان عليها وأبنائه، ولكنه وجدهم جثثًا هامدة، وكان ذلك فى غضون الساعة الثانية أو الثانية والنصف فجرًا.

المجنى عليهم
داخل محل صغير مواجه لميكانيكى سيارات، يعمل "عمرو.إ"، أحد جيران الضحايا، والذى قال لـ"اليوم السابع"، إنه لم يكن هناك ثمة خلافات بين عم "صلاح" زوجته، سواء بين بعضهم البعض أو بينهم وبين الجيران، فهم فى حالهم، ولم يكن اختلاطهم بالأهالى كبير، كانوا حريصين على أن يكونوا دائمًا فى حالهم، رغم تواجدهم فى المنطقة لأكثر من 7 أو 8 سنوات.

عقار الأسرة
وعن مشاهدة الأهالى لسيدة منتقبة وشاب يصعدان إلى منزل العقار يوم الواقعة، يقول "عمرو"، إنه لا يمكن الجزم بصحة ذلك، وحتى ولو كان صحيحا، فعدد كبير من النساء فى العقار الذى شهد الواقعة ملتزمات دينيًا وربما كانت تلك السيدة صديقة لأحدهم، وعلى أية حال فإن رجال المباحث فحصوا كاميرات المراقبة المنتشرة بمحيط المحال التجارية، فى الفترة ما بين المباراة وحتى اكتشاف الجريمة، وربما ذلك يقدم دلائل كافية لتحديد هوية الجانى.
الأزمة الحقيقة الآن والتى جعلت جميع الأهالى فى حالة غليان، هو كيفية دخول الجانى إلى المنطقة دون أن يراه أحد، كيفية صعوده إلى منزل تلك السيدة الطيبة وقتلها بدمً بارد دون أن يسمع أحدًا صوتًا لها يقول "سيد.ع" فى الخمسينيات من عمره صاحب محل صيانة مبردات، المنطقة أصبحت غير آمنة، وأبنائى وزوجتى أصبحوا يخشون الخروج، بل ويخشون أن يتواجدوا وحدهم فى المنزل، ويرفضون نزولى إلى العمل.

محل العقار اللذى شهد الجريمة
فيما يقول أبو أدم أحد جيران الضحايا، إنه كان متواجدًا بحكم عمله داخل المحل المملوك له أمام العقار الذى شهد الجريمة، وإنه حتى الساعة الـ2.30 بعد منتصف الليل، لم يشاهد أى حركة غريبة، ولم يصعد أى شخص غريب إلى العقار، حتى حضر "صلاح" زوج المجني عليها، وصافحنى على عجل، بعدها صعد مهرولًا إلى منزله، وبعد فترة وجيزة حضرت شقيقة زوجته، وظلت تصرخ وتبكى، كما حضرت سيارات الإسعاف ورجال المباحث، وعلمت فيما بعض بوفاة أم "حبيبة" و"جنة" وبناتها.

محل سكن الأسرة المجنى عليها
وتابع "أبو آدم"، أن النيابة العامة استمعت لأقوال عدد كبير من الأهالى وهو كان من بينهم، وكان مجمل الأسئلة حول طبيعة علاقاتهم بالمجني عليه، وكان رده عليها أن علاقته بهم علاقة جيران وكل ما يربطهما حول السلام، ولم يكن بينهما أكثر من ذلك.
واختتم حديثه مشددا على أن البنات الصغار الضحايا كانوا غاية فى الاحترام والأدب، وكانوا دائمًا ما يلقون عليه التحية فى ذهابها وعودتهم إلى المدرسة، رحمهم الله، وأمهم وأسكنهم فسيح جناته.