أكد الشيخ رضا الفلاح إمام مسجد السلام بالبحيرة والمتقدم لنيل درجة الدكتوراة فى الفقه من كلية الشريعة والقانون التابعة لجماعة الأزهر بدمنهور على اتخاذه للمنهج الوسطى طريقا له بعيدا عن رؤية العلماء المتشددين المغالين فى الدين.
وأضاف أنه لم يتبن أراء سيد قطب أحد رموز جماعة الإخوان الإرهابية فى رسالته العلمية على الإطلاق و لم يقصد الاعتماد على مؤلفاته خلال رسالته للدكتوراة التى جاءت تحت عنوان "أحكام العمليات التفجيرية فى غير ميادين القتال".
وأوضح الشيخ الفلاح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن اعتراض الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية خلال مناقشته لرسالة الدكتوراه كان منصبا على تضمين مؤلفات سيد قطب فى تفسير القرآن الكريم بالمراجع العلمية فقط وتم حذفها على الفور بناء على رؤية المفتى الصحيحة.
وأشار إلى أنه مكث أكثر من 5 سنوات فى الإعداد لدراسته العلمية التى تعد هى الأولى من نوعها فى هذا المجال الفقهى والقانونى وخلال تلك السنوات تغيرت الظروف السياسية بشكل كبير عن وقت البدء فى إعداد رسالة الدكتوراة.
وعن أهم تفاصيل رسالة الدكتوراة قال الشيخ على الفلاح إمام مسجد السلام بمركز شبراخيت إن الرسالة تهدف فى الأساس إلى توضيح أحكام الشرع والقانون للعمليات التفجيرية فى غير ميادين القتال مثل العمليات الإرهابية وذلك ببيان الوصف الفقهى والقانونى لتلك العمليات الدموية وبيان السبل الوقائية والعلاجية للعمليات غير المشروعة.
ولفت إلى اشتمال الرسالة البحثية على عدة نماذج تطبيقية لاستخدام المتفجرات بشكل مشروع مثل العمليات الحربية وتفجير المحاجر وبشكل غير مشروع مثل التفجيرات التى تقوم بها الجماعات الإرهابية.
وشدد الباحث الإسلامى فى رسالته على أهمية تبصير المجتمع بنهى الشرع الحنيف عن القيام بالاعتداء والقتل واستباحة أموال الغير واستخدام المتفجرات بشكل غير مشروع فى العمليات الإرهابية لأن ذلك إفساد فى الأرض ويجب إقامة الحدود الشرعية على مرتكبى تلك الأفعال الشنيعة التى تريد تدمير المجتمع، مشيرا إلى ضرورة تحرير المصطلحات الشرعية من الالتباس وضبطها بشكل واضح للتفرقة بين الإرهاب والجهاد فى سبيل الله.
وأوضح باحث الدكتوراه فى رسالته على أهمية قيام الدولة بدورها لإزالة الأسباب المؤدية للإرهاب والجرائم بشكل عام ومنها القضاء على البطالة ورفع مستوى المعيشة وكذلك تشديد العقوبة على حيازة المتفجرات بشكل غير مشروع.
كما طالب فى رسالته بقيام الدولة بفتح باب الحوار مع المتطرفين فكريا والرد على مزاعمهم المغلوطة بالقرآن والسنة النبوية الشريفة وفتح باب التوبة والمراجعات الفقهية أمامهم حتى لا يقعوا فى براثن الإرهاب.
واستند الباحث الإسلامى فى مبادرة الحوار مع المتطرفين إلى قيام الصحابى الجليل ابن عباس بالتحاور مع الخوارج الذين بلغ عددهم 6 آلاف شخص ومناظرتهم فى عهد على بن أبى طالب رضى الله عنه وإقناع أكثر من نصفهم بالحجة والبرهان ليعودوا إلى رشدهم مرة أخرى.
وأوصى الشيخ رضا الفلاح فى رسالته للدكتوراه بضرورة إصدار قانون موحد لإحراز المتفجرات بشكل غير مشروع وتغليظ عقوبته بدلا من المواد المتناثرة فى القوانين المختلفة التى أدت إلى حالة من الارتباك فى المحاكم.
كما أوصى بضرورة تنفيذ العقوبات بحق المجرمين والإرهابيين مثل الإعدام بشكل علنى وصلبهم أمام المواطنين وتطبيق حد الحرابة عليهم ليكون ذلك رادعا لأى شخص متطرف تسول له نفسه تعريض حياة المواطنين للخطر والاعتداء على ممتلكاتهم.
وكذلك دعا الباحث بضرورة تعويض الدولة المجنى عليهم فى الجرائم الإرهابية بالإضافة إلى إغلاق وسائل الإعلام التى تدعو إلى هدم ثوابت الدين والاستهزاء بعلماء الإسلام وسب الصحابة .
ولفت إلى أن مبدأ التنفيذ العلنى للعقوبات هو من أصول الشريعة الإسلامية ولا يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان وذلك لأن مرتكب تلك الجرائم لا يراعى فى الأساس حقوق المجنى عليهم ولا حقوق المجتمع بأسرة وحقه فى الاستقرار والأمان وعدم ترويعه تحت مزاعم فاسدة متسترة وراء الدين الإسلامى وهو منها براء.
وكان الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أعرب عن غضبه الشديد لاعتماد بعض الباحثين الأزهريين على مراجع كتب المتطرفين فى دراستهم العلمية ومنهم سيد قطب أحد منظرى جماعة الإخوان الإرهابية، واصفا ذلك بـ"المصيبة الكبرى" التى لا تليق بعلماء الأزهر الشريف.
واعتبر مفتى الجمهورية الاستناد إلى مراجع المتطرفين مثل سيد قطب وغيره ممن يسمون بالجهاديين فى دراستهم العلمية بالأزهر هو بمثابة هدم للرؤية الصحيحة للدين الإسلامى، وتكريسا للتطرف الفكرى الذى يعانى منه المجتمع بأسره.
وأشار إلى أن سيد قطب هو المؤسس الحقيقى لفقه الإرهاب المعتمد على تكفير المجتمع وهو الذى نظر لسياسة الاغتيالات وتدمير مؤسسات الدولة للخروج بالمجتمع من جاهليته على حد زعمه المتطرف.
يذكر أن مناقشة رسالة الدكتوراه للباحث رضا الفلاح شارك فيها الدكتور جودة حسين جهاد أستاذ القانون العام بكلية الشريعة والقانون بدمنهور وإشراف الدكتور أحمد محمد إسماعيل أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون والدكتور رأفت عبد الفتاح حلاوة أستاذ القانون الجنائى عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور سابقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة