لا نجيل أخضر ولا ترتان.. شباب الدراويش بشمال سيناء ينظمون أكبر دورة رمضانية "ع الرمال".. الدورة تحمل اسم شهداء الروضة.. ومحاربة الإرهاب بحب الحياة "الرسالة الأهم".. ويفتخرون بتحويل قريتهم لوجهة عشاق الكرة

لا نجيل أخضر ولا ترتان صناعى.. بساطهم الرمل الناعم حولوه لملعب كرة قدم حول مربعه الموسوم بإشارات أعواد خشبية يلتف حولها المئات من المشاهدين لأكبر دورة قدم رمضانية شعبية فى شمال سيناء، تجذب إليها كل ليلة عشاق الساحرة المستديرة من قرى مناطق غرب سيناء لمشاهدة دورى شعبى نظمه شباب منطقة الدراويش تحت اسم "شهداء الروضة لن ننساكم" مشاهدينها من كل الأعمار تعلو صيحاتهم كلما سدد الفريق الذى يشجعونه هدفا فى مرمى من عوارض قائمة على اعمدة شجر بدائية تتعلق بأطرافها الشباك، وأمنيتهم أن يشاركهم فى إحدى لياليهم وزير الشباب والرياضة بحضور مبارياتهم.

الدورة تجرى فعالياتها للعام الثانى على التوالى فى نطاق مركز بئر العبد بمنطقة الدراويش التابعة لقرية الخربة،وأبرزت جهد شباب تحدوا ظروف نقص الإمكانيات وافتقار منطقتهم لمنشآت رياضية رسمية وخدمية أخرى باستثناء مدرسة ابتدائية وإعدادية، وحولوا المكان لوجهة عشاق الساحرة المستديرة بجهود ودعم تلقائى من الأهالى.

وقال حسين منصور محارب، المتحدث الرسمى باسم الدورة، لـ"اليوم السابع"، أن الدورة حملت هذا العام اسم " شهداء الروضة لن ننساكم "، تعاطفا مع من زهقت أرواحهم على يد الإرهاب الغاشم من أهالى أبرياء وتأكيد أنه من المحن تولد المنح، وإن شمال سيناء تستطيع أن تقاوم الموت بالحياة وبجهود شعبية بسيطة.

وأضاف أن الحضور الممثل فى المئات يوميا من المشاهدين والمتابعين لدورة رمضانية بسيطة تؤكد أن أهالى شمال سيناء يعشقون تحدى كل الظروف الصعبة، لافتا أنهم نفذوا إرادة الشباب وحولو مساحة فضاء لقبلة عشاق الرياضة، وبإمكانيات بسيطة جدا وبدعم من جهود الأهالى.

وأشار إلى أن كل هذا المجهود يقف وراءه عددا من شباب القرية دورهم ما بين تنظيم وتأمين للعب 16 فرقة تتنافس فى 4 مجموعات كل مجموعة 4 فرق صنفت لمستويات من الأول حتى الرابع وبداية القرعة لتقسيم الفرق تمت بحضور رموز العمل الأهالى والرياضى فى مركز بئر العبد والفرق هى أبو شاهين، ونجوم المستقبل، وشباب النصر، والصبيحى، وشباب الريال، ونجوم الدراويش، ودهب للكابلات، ورأس غليص، والنادى الرياضى، والعوضى، وشباب الخربة، وشباب النجاح، ومركز شباب الخربه، وشباب الزوايدة، وشباب المرازقة، والنجم الساطع.

وأضاف أن اللقاءات اتسمت بالإثارة والندية، والتزام كلى من اللاعبين والجمهور بأخلاق الرياضة والرياضيين.

وتابع: جهودنا البسيطة نفتخر بها، ونأمل أن تتوج فرحة الأهالى هنا بحضور قيادات وزارة الشباب والرياضة لنهائى الدورة وعلى رأسهم وزير الشباب والرياضة وهى رغبة الجميع هنا ليتعرف عن قرب عن احتياجاتهم من المنشأت الرياضية وأهمها إنشاء ملعب على قطعة أرض مساحتها 3 فدادين تبرعوا بها لهذا الغرض.

وأشار الشيخ مرعى محمود، أحد رموز المنطقة من الأهالى، إلى أنهم سعداء بجهود شبابهم أبناء القرية، استطاعوا أن يجعلوها محط أنظار الكل فى شمال سيناء وبإمكانيات بسيطة فى دورة امتزج فيها التراث العريق باستخدام أدوات بدائية لتحقيق مقصد ومحل اهتمام كل الشباب فى الوقت الحالى وهى رياضة كرة القدم.

وأضاف أنه وكل الأهالى من رموز من كل الأعمار يحرصون على الحضور والمشاهدة والتشجيع، ويأتى للمكان جمهور غفير من القرى المجاورة.

وتابع توفيق شاهين، كابتن فريق ابو شاهين، وهو الفريق الحاصل على بطولة دورة رمضان العام الماضى، أنهم فى قرية الدراويش فخورين كشباب بإقامة وتنظيم دوره رمضانية من أكثر الدورات اقبالا من حيث المتابعة وعدد الفرق المشاركة وتنظيم احتفالية موسعة فى النهائى وبدون أى تدخل أو تشجيع أو دعم من الشباب والرياضة، مشيرا أنهم يقدمون الصورة الإيجابية عن قريتهم وشبابهم.

وقال محمد سالمان، كابتن فريق شباب الريال المشارك فى الدورة، أن مستوى التنظيم هذا العام متقدم، وإننا نرسل رسالة من ارض الدراويش أن سيناء ستبقى آمنة بفضل الله وهذا اقصى ما نستطيع أن نفعله تعاطفا مع اهالى قرية الروضه رحمهم الله، وإن سيناء ستبقى مرفوعة الرأس دائما وسيبقى علم مصر مرفوعا خفاقا يرفرف على أرض الوطن الغالى بفضل ابطال قواتنا المسلحة وشرطتنا المخلصة التى تبذل الغالى والنفيس فى سبيل أمن مصر عامة وشمال سيناء خاصة وشعار دورتنا الذى يحمل اسم شباب الدراويش ضد الارهاب فإننا نعلن إننا كشباب الدراويش متواصلون وداعمون لجيشنا العظيم لتطهير أرضنا من الإرهاب، ومن هنا تحية شكر وتقدير إلى جميع القادة العسكريين والجنود المخلصين الذين يضحون بأنفسهم لرفعة هذا الوطن.

وقال خليل حميد، رئيس اللجنة المنظمة، أنه عاما بعد آخر تتوسع المشاركة من شباب يمثلون اغلب قرى بئر العبد من اللاعبين الموهوبين وهم يحرصون على ترك بصمتهم على أرض الملعب البسيط.

وأضاف أنهم تقديرا لكل جهد بذله أهلهم وذويهم من الأباء على أرض سيناء سيقومون هذا العام فى ختام الدورة بتكريم أسماء المجاهدين أبناء قراهم ممن قاموا بدور بطولى فى مساندة القوات المسلحة وتنفيذ أعمال بطولية خلال فترة احتلال سيناء فى تعبير بسيط من جيل اليوم لجيل الأمس اننا لن ننسى بطولاتهم وهى نبراس على اثره نسير فى بطولات اخرى ومناحى اخرى لتبقى راية الحياة مرفوعة تتحدى الموت على أرض سيناء.