كثير من الانتقادات توجه حاليا للشباب المصرى وتصفهم بالسلبية والتكاسل وانعدام الوطنية، ولكن هناك العديد من الشباب المصرى الواعى والإيجابى والقادر على إثبات روح الإيجابية والشغف الوطنى من خلال المشاركة الفعالة فى المبادرات الاجتماعية والأنشطة الكشفية والتنظيمية.
وكانت الحركة الكشفية مصدراً لإلهام الكثير من الشباب حيث ترسخ فيهم أفضل القيم والصفات، مثل الأمانة والثقة فى النفس وروح التعاون ومساعدة الآخرين، فمنذ نشأة الحركة الكشفية عام 1906، من قبل لواء بالجيش الإنجليزى يدعى روبيرت بادن باول، كانت حركة الكشافة تعلم الأشبال خبرات حياتية مثل التخييم والرياضة ودروس عن الطبيعة وكيفية التأقلم والحفاظ عليها.
وعلى مر السنين، تطورت الحركة حيث أثبت الشباب المتطوع بها كفاءاتهم فى مختلف مجالات الحياة، وخصوصاً رغبتهم الدائمة فى مساعدة الغير والتطوع لفعل الخير، أخذت الحركة جانباً عالمياً مع نشأة المنظمة الدولية للحركة الكشفية التى أسسها بادن باول ذاته فى عام 1922، والتى تضم الآن أكثر من 169 حركة كشفية بأكثر من 40 مليون عضو فى أرجاء العالم.
ثقافة التطوع تؤثر كثيراً فى المجتمعات وتلعب دوراً حيوياً فى التنمية، وهذا ما تتوجه إليه الدولة مع رؤية مصر 2030، خاصا مع زيادة دور مؤسسات المجتمع المدنى التى تعمل يداً بيد مع الدولة لضمان وصول أفضل الخدمات لأكبر عدد ممكن، وأكثر الاسر استحقاقاً.
وتعد "مصر الخير" من المؤسسات الرائدة فى مجال التنمية المجتمعية، التى استطاعت أن تزرع فى جيل كامل من الشباب هذه العقلية النبيلة بالتطوع والتضحية بالوقت والمجهود لمساعدة الغير فى حملاتها المختلفة، فالباب مفتوح دائماً لكل من يريد أن يساهم فى مساعدة الغير وتنمية المجتمع.
من أكثر الجهات حرصاً على عمل الخير ومساعدة كل من يحتاج بغض النظر عن نوع أو لون أو دين أو عرق، هى الحركة الكشفية الكنسية فى مصر، وبالأخص مجموعة اللوتس التى تضم مجموعات كشافة كنائس حدائق القبة، حيث تبرع 35 شابا وشابة بوقتهم ومجهودهم لتعبئة كراتين رمضان الخاصة بمؤسسة مصر الخير والخاصة بحملة إفطار 10 ملايين صائم فى خلال الشهر الكريم.
وبفضل النظام والمجهود المبذول من قبل شباب مجموعة اللوتس، استطاعوا فى غضون 3 ساعات تعبئة عدد قياسى من الكراتين وتحديداً 850 كرتونة.
وحرصت مؤسسة مصر الخير من خلال حملة رمضان الأخيرة على نشر ثقافة التطوع فى المجتمع المصرى، حيث يتبرع الناس بوقتهم ومجهودهم فى سبيل تحقيق التنمية ومساعدة الغير، هذا وقد حققت الحملة نجاح كبير بتخطيها مستهدف الحملة وهو 10 مليون صائم خلال الشهر الكريم.
وتضمنت الحملة عدد من الأنشطة منها تعبئة وتوزيع حوالى 420 ألف كرتونة رمضانية، وإقامة 60 خيمة رمضانية فى 22 محافظة، إضافة إلى إفطار المسافر من خلال توزيع 500 ألف وجبة بنهاية الشهر الكريم وفك كرب 5000 غارم وغارمة.
وحملة إفطار 10 ملايين صائم لا تعتبر التعاون الأول، حيث تعاونت مجموعة اللوتس الكشفية من قبل مع مؤسسة مصر الخير فى حملة الشتاء حيث قاموا بالمساهمة فى تسقيف المنازل وغبرها من الأنشطة التى هدفت إلى مساعدة الأسر الأكثر استحقاقا على مواجهة الظروف الجوية القارسة.
وتهدف مؤسسة مصر الخير إلى دعوة جميع المجموعات الكشفية والميدانية إلى المساهمة فى انشطتها للوصول إلى اكبر عدد من الأسر الأكثر استحقاقا وإلى إعلاء قيم التعاون والمحبة والتآخى بين أبناء الوطن الواحد.