خالد صلاح يكتب: عودة الروح لصناعة اسمها "كرة القدم"

الثلاثاء، 19 يونيو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: عودة الروح لصناعة اسمها "كرة القدم" الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
هل يوجد استثمار لأى دولة على وجه الأرض أكبر من هذا الاستثمار «الصناعى السياحى التجارى التسويقى» الذى تفوز به البلاد المنظمة لبطولة كأس العالم؟
 
منجم ذهب من غير عمال وجبال ومناجم وماكينات، بئر بترول بلا حفارات عملاقة وبراميل وشحن ونقل وحروب سياسية وعسكرية.
 
هذه اللعبة الساحرة تطغى بتأثيرها الاقتصادى على كل ما دونها من استثمارات، وما يجرى الآن أمام أعيننا فى روسيا يدفعنا هنا فى مصر إلى استعادة هذه الصناعة الحيوية من جديد، وإعادة التفكير والتخطيط لما يمكن أن تفعله كرة القدم فى الاقتصاد، وفى النمو السياحى، وفى البنية التحتية، وفى سمعة البلدان المنظمة للبطولات الدولية على الصعيد العالمى.
 
هل تعرف كم أنفقت روسيا على تنظيم كأس العالم.. وما الذى ربحته فى المقابل؟
 
روسيا أنفقت ما يقرب من 14.1 مليار دولار، ذهبت بالكامل فى مشروعات بنية تحتية عملاقة، شيدت روسيا 11 استادا بأعلى التقنيات الحديثة، وطورت الطرق والمواصلات العامة والحدائق والخدمات الصحية والفنادق فى الإحدى عشرة مدينة التى تستضيف فعاليات المونديال، صحيح أن هذه الأموال الضخمة أحدثت تأثيرا ضاغطا على الأوضاع المالية للحكومة، لكن موسكو حققت نتائج وأرباحا أهم وأعظم تأثيرا:
 
1 - هذه الأموال تم إنفاقها فى الداخل ووجهت لتطوير المدن الرئيسية، وهو إنجاز تنموى حقيقى ويخدم ملايين المواطنين من سكان هذه المدن.
 
2 - الاستادات الرياضية تمثل إضافة لثروة الدولة، كما تعتبر نواة مهمة لتطوير الأنشطة الرياضية، وتخدم سكان المدن التى شيدت على أراضيها هذه الملاعب.
 
3 - تنظيم المونديال قدم لروسيا فرصة تاريخية بأن تعيد تسويق نفسها للعالم كوجهة سياحية مميزة بمدنها الخلابة والمنظمة على عكس الصورة التى تدمن الميديا الغربية ترويجها عن خصمها اللدود فى قيادة العالم.
 
4 - تسويق روسيا لم يكن للمشجعين القادمين من الخارج والذين يتوقع أن يصلوا إلى 570 ألف مشجع أجنبى فى شهر واحد، و700 ألف مشجع من المقيمين فى روسيا، لكن هذا التسويق وصل لمئات الملايين من البشر الذين يتابعون بشغف مباريات كأس العالم عبر شاشات التليفزيون فى كل بلاد العالم.
 
5 - طفرة كبيرة فى الإشغالات الفندقية طوال فترة البطولة، وفرض المدن الروسية بشكل أكثر اتساعا على خريطة السياحة الدولية.
 
6 - إظهار قوة الدولة الروسية وقدراتها فى التنظيم والإدارة بكفاءة كبيرة.
 
7 - استثمار فرصة كأس العالم لتسويق فرص الاستثمار والتعاون المشترك بين رجال الصناعة والاقتصاد الروسى، ونظرائهم فى العالم.
 
نحن أمام عائد للاستثمار لا ينتهى، وأرباح جنتها روسيا أكبر بكثير من هذا الإنفاق الهائل، روسيا التى يسمع عنها الناس قبل كأس العالم لن تكون هى روسيا التى رآها الناس فى كأس العالم.
 
تأسيسا على ذلك أسأل نفسى وإياكم: هل آن الأوان لنستعيد مجد هذه الصناعة وأرباحها المالية والتسويقية والتجارية التى أهدرناها فى سنوات الدم فى الملاعب ما بعد الثورة؟
 
هل آن الأوان لتعود الجماهير للملاعب؟
 
هل آن الأوان لتعود الفرحة إلى الاستادات الرياضية، وتعود الأعلام إلى المدرجات، ونوفر آلاف فرص العمل فى هذه الصناعة، بدءا من تشييد الأبنية، وحتى بيع الفيشار فى الدرجة الثالثة؟
 
إذا كانت روسيا قد تغيرت بعد إنفاق 14.1 مليار دولار، فإن فرصتنا فى التغيير كبيرة أيضا دون أن ننفق كل هذه الأموال، نحن لدينا فرصة حقيقية لنفتح صفحة جديدة مع هذه الصناعة، ندفن بها آلام الماضى وآثامه، وننظر إلى الفرص الكبيرة والاستثمارات الهائلة والأرباح العظيمة التى يمكن لهذا السحر الكروى أن يحققها لاقتصادنا وسياحتنا وتجارتنا وتسويقنا، ونسب نمونا فى السنوات المقبلة.
 
تذكروا أن شابا واحدا اسمه محمد صلاح، غير صورة مصر والعروبة والإسلام فى العالم، انظروا لسحر رجل واحد، وتأملوا سحر صناعة بأكملها، تعالوا نبدأ فى ترتيب أوراقنا من جديد.
 
كلنا، الدولة والأندية والإعلام، ومن قبل ومن بعد «الجماهير».
 
 مصر من وراء القصد
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة