كريم عبد السلام

من وحى مونديال روسيا.. ثغرة الدقيقة 90

الإثنين، 18 يونيو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حكاية الدقيقة 90 مع منتخبنا الوطنى؟ نلعب ونؤدى ونقدم عرضا جيدا، ونظهر صورتنا كفريق متماسك متميز فى الناحية الدفاعية ووسط الملعب وتلوح لنا الفرص التهديفية، لكننا فجأة نتلقى الضربة الموجعة أو الهدف القاتل فى الدقيقة 90، ليضيع جهد اللاعبين طوال المباراة ونخسر النقاط الثلاث، ولا ينفع بشىء الكلام عن الأداء المشرف أو التميز الدفاعى أو الندية لأكبر الفرق.
 
تجرعنا مرارة الهدف القاتل فى ودية البرتغال التى كنا متقدمين فيها حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن نسمح بأنفسنا، ونتيجة لقلة تركيزنا وارتباكنا، لرونالدو أن يحرز هدفين متتاليين لنخرج خاسرين المباراة، وبرغم الإشادات بالأداء، فإن ما سجلته الأجندة الدولية أن منتخب الفراعنة خسر بهدفين لهدف واحد أمام البرتغال فى عام 2018.
 
وبالمثل هذا ما حدث فى أولى مبارياتنا فى الدور الأول من مونديال روسيا، فقد واجهنا الأوروجواى ونحن منظمون دفاعيا لأقصى درجة، ونمارس الرقابة على نجومهم سواريس وكافانى كاسيرس ونؤدى الضغط العالى والتمركز فى الملعب كأفضل ما يكون مع فدائية فى مواجهة الهجمات المتتالية من الفريق الأوروجوانى، واستمر الحال على هذا المنوال حتى الدقيقة 90، كما لاحت لنا عدة فرص مؤكدة أهدرناها بغرابة وبضعف شديدين، لترتد الأمور علينا ونتجرع مرارة الهزيمة وضياع مجهود اللاعبين فى آخر دقيقة.
 
الفرق الكبيرة تقاتل لآخر دقيقة وتبذل الجهد لتحقيق هدفها من المباراة، طبعا الخسارة والمكسب واردان فى أى مباراة، ولكن الفرق الكبيرة والمنظمة لا تخسر بسبب قلة التركيز أو الأخطاء الساذجة فى التمركز والتغطية، كما أنها تستطيع أن تدير المباراة فى دقائقها الأخيرة، لأن الهدف فيها لا يمكن تعويضه، لأنه يقتل المباراة بالسكتة القلبية، وإذا كنت تبنى خطتك خلال المباراة على الدفاع المنظم وخطف هدف كما هو الحال مع منتخبنا فإنك ستعانى إذا دخل هدف فى مرماك فى تلك اللحظات الأخيرة، خصوصا إذا لم يكن مهاجموك على نفس القدرة والفاعلية فى مراكزهم مثل المدافعين.
أيضا، ما يجعلنا دائما نشعر بمرارة الخسارة فى الدقائق الأخيرة أننا نهدر الفرص وأنصاف الفرص التى تلوح لنا ببطء التصرف وعدم التصويب الدقيق على مرمى الخصم، وعدم التحرك السريع والجيد فى محيط منطقة جزاء الخصم، وتشعر عندما يتسلم مهاجمونا الكرة أنهم حائرون ولا يعرفون ماذا يفعلون بها، مترددون وغير جاهزين ذهنيا باستثناء صلاح للتصرف الأمثل بالكرة، ولذلك خطورتهم قليلة ودائما يقعون فى قبضة دفاع الخصوم أيا كان مستواهم.
 
التفريط فى نصف الفرصة وربع الفرصة، هو مقدمة الضربة القاتلة التى تصيبنا فى الدقيقة 90 من المباريات، وفى مباراة أوروجواى مثلا لاحت لنا فرصتان يمكن اعتبارهما مؤكدتين فضلا عن فرص أخرى غير مؤكدة تحتاج لمهاجم ذى مهارات أو تحرك جماعى سريع للوصول للمرمى، لكننا افتقدنا محمد صلاح بشدة فى النصف الأخير من الملعب، كما افتقدنا التحرك المثالى بالكرة عند امتلاكها، وإنهاء الهجمة بصورة مرضية.
 
إجمالا، حتى نتخلص من كابوس الهزيمة فى الدقيقة الأخيرة، لابد أن نلعب على الفوز، وأن نستغل أنصاف وأرباع الفرص التى تلوح لنا لأن كرة القدم لا تسامح من يهدر الفرص، وسرعان ما تعاقبه بقسوة حتى يتعلم، ونتمنى أن نتعلم سريعا من مباراتى البرتغال وأوروجواى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة