ترامب يعاقب العملاق الأسيوى.. فرض رسوم جمركية على بضائع صينية بـ50 مليار دولار لخفض الميزان التجارى..وتهديدات بالمزيد فى حالة الاعتراض.. و"التنين" يرد برسوم مماثلة.. وأوروبا وكندا والمكسيك قد ينضمون لبكين

يمضى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بخطى ثابتة نحو إشعال الحرب التجارية سواء ضد حلفاءه أو الغريم التجارى الأقوى الصين.

وبعد أسابيع من المفاوضات مع بكين، صدق ترامب، على قرار فرض الرسوم الجمركية على واردات البضائع الصينية للولايات المتحدة لتدخل حيز التنفيذ.

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، عن رسوم جمركية جديدة على الصين، وقال الرئيس دونالد ترامب، فى بيان، إنه سيطبق رسوما بنسبة 25% على سلع قيمتها 50 مليار دولار من الصين تحوى تكنولوجيات مهمة صناعيا، وأضاف أن قائمة الرسوم تتضمن سلعا من خطة "صنع فى الصين 2025" الاستراتيجية الخاصة بالصناعات عالية التكنولوجيا.

يأتى قرار ترامب نحو المضى قدما فى خطته التجارية المثيرة، بعد أن أشعل الرئيس الصراعات التجارية على العديد من الجبهات، بما فى ذلك فرض رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم المستورد من الحلفاء والخصوم فى جميع أنحاء العالم والنزاع مع كندا والمكسيك حول مستقبل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا".

العقوبات ضد الواردات من الصين، بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز، سيتم تنفيذها على شريحتين، إذ أوضح مكتب الممثل التجارى للولايات المتحدة إن التعريفات الجمركية على نحو 34 مليار دولار من المنتجات الصينية، مستمدة من قائمة نشرتها الإدارة الأمريكية في أبريل وتم منافشتها فى سلسلة من جلسات الاستماع منتصف مايو الماضى، ستدخل حيز التنفيذ فى 6 يوليو، كما تقترح الإدارة أيضا قائمة جديدة من التعريفات على ما يقرب من 16 مليار دولار من المنتجات، والتى قالت إنها ستخضع لمزيد من المراجعة، بما فى ذلك جلسات الاستماع العامة.

وسيتم تطبيق التعريفات على 1102 فئة من السلع الصينية، وهى قائمة تركز بشكل عام على القطاعات الصناعية التى تتعلق بخطة "صنع فى الصين 2025"  للهيمنة على صناعات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الطيران والسيارات والآلات الصناعية وتكنولوجيا المعلومات والروبوتات، ولن تخضع السلع المشتراة بشكل شائع من قبل المستهلكين الأمريكيين، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون، للضريبة.

وفى رد انتقامى سريع، أعلنت الصين، أنها فرضت رسوما "مساوية" على السلع الامريكية وهو ما قد يعادل أكثر من ثلث واردات الصين من الولايات المتحدة، حيث قالت وزارة التجارة الصينية، فى بيان على موقعها الالكترونى "سنفرض على الفور رسوما مساوية وبنفس القوة" داعية أيضا دولا أخرى إلى "القيام بتحرك جماعى" ضد "هذا السلوك الرجعى الذى عفا عليه الزمن".

وأكد قنج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، فى مؤتمر صحفى، أن دولته جاهزة لرد سريع على إجراءات الرئيس الأمريكى الذى يسعى لفرض رسوم وضرائب على البضائع الصينية، موضحا أنه إذا اتخذت الولايات المتحدة أى إجراءات حماية تضر بمصالح الصين، فسوف نقوم بالرد فورا، وسنتخذ جميع التدابير الضرورية لحماية مصالحنا المشروعة بشكل صارم".

وبالمثل فشلن المفاوضات التى أجرتها واشنطن مع كندا والمكسيك وأوروبا، حيث مضت الإدارة الأمريكية، مطلع الشهر الجارى، نحو تطبيق تعريفة بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم من الشركاء التجاريين الثلاثة، منهية إعفاء مؤقت منذ مطلع الربيع.

نهج الولايات المتحدة الصارم تجاه أقرب شركائها التجاريين سيجعل من الصعب صياغة رد مشترك على زيادة العرض الصينى من الصلب، ووصف رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تحرك ترامب "بالحمائية"، وأضاف "أن باستهداف من لا يتحملون مسئولية الإنتاج الزائد، فإن الولايات المتحدة تعمل لصالح أولئك المسئولين عن المشكلة".

وقد يدفع نهج الولايات المتحدة الانعزالى، أوروبا ودول أخرى نحو علاقات اقتصادية أوثق مع الصين، ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، بحسب ميكى كانتو، الممثل التجارى الأمريكى السابق فى إدارة كلينتون.

وقالت تقارير غربية إن ترامب اتخذ قرارا بشأن فرض رسوم على البضائع الصينية، نظرا إلى أن تأثير بكين على بيونج يانج لم يعد له نفس الأهمية بالنسبة لواشنطن، كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الأربعاء الماضى، حيث أكدت أن الإدارة تستعد لبدء فرض رسوم على البضائع القادمة من الصين.