سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 يونيو 1956..عبد الناصر يسأل فتحى رضوان عن موعد حادث دنشواى.. و«رضوان» يطالبه بالرقص والغناء لجلاء الاحتلال

الأربعاء، 13 يونيو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 يونيو 1956..عبد الناصر يسأل فتحى رضوان عن موعد حادث دنشواى.. و«رضوان» يطالبه بالرقص والغناء لجلاء الاحتلال جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل جمال عبد الناصر،إلى فتحى رضوان،يوم 13 يونيو «مثل هذا اليوم» عام 1956 وسأله عن الموعد الذى وقعت فيه حادثة دنشواى،حسبما يؤكد أحمد حمروش فى كتابه «ثورة 23 يوليو 1952» الصادر عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة»، مضيفا: «أجاب رضوان على سؤال عبدالناصر قائلا، إن حادث دنشواى وقع  يوم 13 يونيو 1906، أى من نصف قرن بالضبط، فرد جمال عبد الناصر: «الإنجليز تم انسحابهم سرا اليوم».
 
كان فتحى رضوان وزيرا للإرشاد القومى وقتئذ، وكان جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية، وكان مناسبة الحوار بين الاثنين، كما يقول حمروش، هى «جلاء البريطانيين عن آخر معقل كانوا يحتلونه فى بورسعيد وهو مبنى البحرية الذى تسلمه الجيش المصرى يوم 13 يونيو «مثل هذا اليوم» عام 1956».
 
كان سؤال عبد الناصر لفتحى رضوان عن موعد حادث  قرية دنشواى التابعة لمحافظة المنوفية  يحمل مغزى كبيرا،فهو يريد التذكير بأنه جاء اليوم الذى يجنى فيه المصريون ثمار نضالهم وتضحياتهم بتحقيق الاستقلال بعد سنوات احتلال دامت من عام 1882، وأن هذا اليوم هو الرد العملى لما حدث فى دنشواى من قهر واستعباد وظلم من الاحتلال،ففيه «13 يونيو 1906» سقط فلاحون فقراء من القرية برصاص الاحتلال بسبب قيام جنود وضباط إنجليز بصيد الحمام فيها مما تسببوا فى إشعال الحرائق وجرح سيدة وشيخ خفر وإصابة ضباط إنجليزى ووفاة ضابط بضربة شمس،وتم القبض على عدد كبير من أهالى دنشواى، واستمر التحقيق عدة أيام، وفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل باعث النهضة الوطنية» عن «دار المعارف– القاهرة»: «فى يوم 27 يونيو أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام لأربعة، واثنين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبالسجن 15 سنة على واحد، وسبع سنوات على ستة آخرين،وثلاثة بالحبس سنة، وجلد كل واحد منهم خمسين جلدة، وعلى خمسة بالجلد خمسين جلدة»، ويتذكر الرافعى وقائعها كشاهد عليها: «كنت طالبا فى السنة الثانية من مدرسة الحقوق،وكنت أطالع نبأها فى اللواء «جريدة الحزب الوطنى بزعامة مصطفى كامل»، وأدركت مبلغ هوان المصرى فى نظر الاحتلال، وتحققت أن لا كرامة لأمة ولا لأى فرد من أبنائها بغير الاستقلال».
 
هكذا كان الربط بين اليومين «13 يونيو 1906» و«13 يونيو 1956»حاضرا فى ذاكرة ووجدان عبد الناصر ، ويستكمل «حمروش» ما دار مع  رضوان قائلا: «اقترح فتحى رضوان أن يخرجوا إلى الجماهير ويشاركوها الفرح بالغناء والرقص فى هذا اليوم البهيج.. ولكن عبدالناصر ابتسم فى هدوء قائلا له: روح انت غن وارقص لوحدك»،يعلق حمروش: «قال له ذلك كما لو كانت النتيجة التى وصلوا إليها طبيعية،وليست نقطة نهاية وإنما نقطة بدء»،ويضيف: «فى 18 يونيو 1956 الذكرى الثالثة لإعلان الجمهورية فى مصر، رفع جمال عبدالناصر العلم على مبنى البحرية فى بورسعيد، واعتبر هذا التاريخ منذ ذلك الوقت عيد الجلاء».
 
ووفقا لحمروش: «جاء هذا الانسحاب تنفيذا للاتفاقية التى تم توقيعها يوم 19 أكتوبر 1954، ونصت على انسحاب القوات البريطانية خلال عشرين شهرا من التوقيع النهائى، وانتهت معاهدة 1936 وكافة ارتباطاتها، واعتبرت قناة السويس جزءا من مصر تكفل حرية الملاحة فيه اتفاقية الآستانة فى 29 أكتوبر 1888، ووقعها عن مصر جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر وعبداللطيف البغدادى وصلاح سالم ومحمود فوزى، وعن إنجلترا أنطونى ناتنج وزير الدولة البريطانى وسير رالف سنتبفنسون وميجر جنرال منسون كبير المفاوضين العسكريين، ويذكر «ناتنج» فى كتابه «ناصر» ترجمة: شاكر إبراهيم سعيد، عن مكتبة مدبولى- القاهرة: «المفاوضات حول المعاهدة التفصيلية استغرقت عدة أسابيع من المساومات والجدل العنيف الذى علمنى الكثير عن شخصية عبدالناصر وأساليبه،لقد تولى محمود فوزى وزير الخارجية، الدبلوماسى والمفاوض المحنك الموهوب،كافة المسائل المالية وكثيرا من القضايا السياسية، ولم تكن هذه المسائل تبحث مع عبد الناصر إلا إذا تعذر الاتفاق بينى وبين محمود فوزى، أما عند إثارة أية مسألة تتعلق بالترتيبات الخاصة بالقواعد فكان يتولاها عبدالناصر شخصيا، مهما كانت تفصيلية، بل إن مسألة توزيع المساكن بين الفنيين البريطانيين وكبار الضباط المصريين فى القاعدة الأساسية عند المعسكر الذى يقع خارج مدينة الإسماعيلية كان لابد من تسويته معه».
 
يذكر حمروش عن الصحفى الفرنسى «جان لاكوتير» أنه يوم توقيع الاتفاقية كان وجه جمال عبدالناصر يشوبه العبوس، وعندما سأله قائلا: والآن؟..رد عبد الناصر قائلا: «والآن يبقى علينا إعادة بناء بلدنا».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة