خالد صلاح يكتب: أسئلة بسيطة

الأربعاء، 13 يونيو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: أسئلة بسيطة الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 
 
كنت على وشك أن أكتب مقالًا حول فكرة واحدة، لكننى وجدت مجموعة من الأسئلة فى مجالات مختلفة، كل سؤال منها يصلح مقالًا منفردًا، لكنها تداعت فى ضميرى مرة واحدة، فرأيت أن أكتب لك الأسئلة كما هى، ربما نفكر معًا فى إجابة عن كل سؤال منها فى مقال منفصل.
 
هذه هى الأسئلة كما طاردتنى قبل الكتابة:
 
• ما قيمة النمو الاقتصادى فى أى دولة إذا كانت معدلات النمو السكانى أسرع وأوسع وأخطر من أى نسب نمو أخرى؟ ما القيمة فعلًا إذا كان النمو السكانى قادرًا على حرق ثمار عام كامل من النمو الاقتصادى تحت عجلات زيادة المواليد؟
 
• ما قيمة  الديمقراطية بكل نفقاتها فى الانتخابات والتصويت والفرز والدعاية والإعلان والتكلفة على ميزانيات الدول إذا كان رجل واحد مثل دونالد ترامب غيَّر فى عام واحد كل ما فعله سلفه باراك أوباما فى البيت الأبيض، الشعب انتخب أوباما، وانتخب برنامجه السياسى والاقتصادى والصحى والتعليمى وعاش فى ظل هذه البرامج 8 سنوات كاملة، ثم بعد ذلك انتخب رجلًا مسح كل ما جرى فى هذه السنوات بجرة قلم، هل يجب أن يعيد العالم النظر فى فلسفة الديمقراطية وآلياتها؟ إذا ما الفرق بين الديمقراطية هنا، وبين الاستبداد والديكتاتورية فى بلدان أخرى فى العالم؟
 
• ما قيمة  دعوة الدولة لتشجيع دور المجتمع المدنى فى مواجهة التحديات التنموية، وتشجيع الجمعيات الأهلية لمساعدة الحكومة فى معالجة مشكلات الناس، فى الوقت الذى تتعرض فيه كل صور العمل الأهلى والتضامن الاجتماعى وجمع التبرعات لبناء المستشفيات إلى حملات مأجورة وجاهلة ومتعمدة ومتحيزة لتشكيك الناس فى مستشفيات بعينها وفى إنجازات اجتماعية شعبية مرموقة؟ 
 
• ما قيمة  كل مؤتمرات المصالحة ولجان التسويات الدولية فى الأزمة السورية إذا كان الناس يموتون ليلًا ونهارًا، والغدر العسكرى مستمر بين كل الأطراف والشعب تائه فى الداخل والخارج؟ 
 
• ما قيمة التاريخ إن لم نتعلم من أخطائنا فى الماضى؟ العرب أخطأوا عشرات الأخطاء التى قادت هذا الإقليم إما للاستعمار عبر قوى عالمية غربية، أو إلى التقسيم العرقى أو التقسيم المذهبى أو التقسيم بالثروات فقرًا وغنى، ما القيمة إن لم نقرأ ما جرى، وكيف وصلنا إلى هذا المنحنى الذى نتحول فيه إلى أرض حاضنة للإرهاب والفقر والنزاعات المسلحة، بينما لدينا أعظم رسالة سماوية، وأكبر ثروة موارد طبيعية وثروات مالية فى العالم ما قيمتنا إن لم نتعلم، وما قيمتنا إن لم نغير هذا الواقع؟ 
 
• ما قيمة  الروحية التى نخرج بها من صوم رمضان كل عام، هذا الشهر الذى فرض علينا لتهذيب سلوكنا الإنسانى والاجتماعى، وسلوكنا فى الطعام والشراب، ما القيمة التى نخرج بها هذا العام وكل عام، إذا كانت معدلات الاستهلاك للطعام والشراب هى الأكبر على الإطلاق من كل أشهر السنة، وإذا كانت القيم الروحية تتبدد أمام المسلسلات والبرامج الساخرة واللمة التليفزيونية الشهيرة بعد الإفطار وقبل السحور مباشرة، وإذا كانت القيمة الروحية الوحيدة التى تعيشها الأسرة هى فقط قبل دقائق من أذان المغرب حين يتضرع الجميع إلى السماء يطالبون بسرعة قدوم الأذان؟ أظن أن أرواحنا وأفكارنا وعلاقتنا بهذه العبادات العظيمة وعلاقتنا بهذا الشهر الكريم خصيصًا تحتاج إلى إعادة بناء من جديد.
 
والله أعلى وأعلم
 

 


 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة