المفتى: جماعات التطرف والعنف اختزلت مفهوم "الجهاد" فى القتال

الأربعاء، 13 يونيو 2018 10:40 ص
المفتى: جماعات التطرف والعنف اختزلت مفهوم "الجهاد" فى القتال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية: "إن مصطلح الجهاد الحقيقى تمت سرقته على يد الجماعات الإرهابية بإساءة فهمه واستخدامه".

جاء ذلك فى الحوار اليومى الرمضانى فى برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس"، مضيفًا أن الجهاد مصطلح إسلامى له مفهومه الواسع؛ فهو يطلق على مجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على قتال العدو الذى يُراد به دفعُ العدوان وردعُ الطغيان، ويطلَق على الحجِّ، ويطلَق على قول الحقِّ فى موضعه وفق الضوابط الشرعية، كما يطلق على عمارة الأرض والسعى فى الخير ونشر الرحمة والسلام والوئام.

وأضاف مفتى الجمهورية أن جماعات التطرف والعنف اختزلت مفهوم "الجهاد" فى القتال ، معتبرين أنه مقصود فى نفسه مع ترسيخهم المشبوه أن الأصل فى المعاملة بين المسلمين وغير المسلمين هى الحرب والقتل، مرددين لتمويه أهدافهم الخبيثة جملةً من الدعاوى المرجفة التى يخدعون بها الناس؛ كقولهم: "الجهاد الآن فريضة معطَّلة أو غائبة"، وترويجهم بأن "ما يقومون به من التفجيرات والأعمال الانتحارية هو بمنزلة إحياء لفرض الجهاد الإسلامي، وقد غفلوا عن أن الجهاد مفعَّل دومًا وعلى مر العصور وغير معطَّل، بل تناسوا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم سَمَّى القتالَ "جهادًا أصغر"، وجعل مجاهدة الهوى والنفس هو "الجهاد الأكبر".

ولفت المفتى النظر إلى أن حياة المسلم كلها جهادٌ: فى عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس. والادِّعاءُ بأنَّ مفهوم الجهاد فى الإسلام مقصور على الحرب والقتال فقط هو ادِّعاءٌ مخالفٌ للحقيقة، وهذا الادِّعاء هو المطية التى يركبها المُرجِفُون والمتطرفون فى سوء فهمهم للإسلام، مع أن منهج الإسلام بعيد عن أفعالهم المنكرة وإفسادهم فى الأرض الذى يريدون إلصاقه بالجهاد، والجهاد منه بريء.

وشدد فضيلته على أن هذه الأفعال التى يفعلها المتطرفون باسم الجهاد والدعوة إليه تعد من كبائر الذنوب؛ لأنها سفك للدم الحرام وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين التى حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق.

وأوضح فضيلة المفتى أن هذه الأفعال منافية لمقاصد الشرع الشريف الكلية؛ فقد جاء الشرع مؤكِّدًا على وجوب المحافظة على المقاصد الشرعية للمسلم وغير المسلم، بل أفعال هؤلاء الإرهابيين مخالفة لمبادئ السلام والرحمة، فلو تأثر هؤلاء بعبادتهم لاستيقنوا قيمة الرحمة والسلام المتكررة فى كل عبادات المسلمين.

وأكد أن الجهاد فى معناه الحقيقى هو طريق لتحقيق السلم والعمران وليس القتال والعنف كما يتصور بعض ضعاف العقول، وبالغوص فى معانيه فإنه ينبئ عن حقيقة الإسلام ذاتها التى تقوم على أسس ثابتة وهى الإيمان والأخلاق والعمل، التى هى المعانى الحقيقية للجهاد، فنستطيع أن نجاهد من خلالها لنصل إلى العمران ثم إلى السلام، فالجهاد فقه للحياة بمفهومه الشامل.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن هؤلاء المخربين غير مدركين لوقائع الأحوال دينيًّا وحربيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، التى تراعى المآلات والمصالح والمفاسد المتعلقة بالاعتبارات الإقليمية والمعاهدات الدولية ومعرفة موازين القوى العالمية.

واختتم حواره بأن إعلان الحرب حق ثابت لولى الأمر فقط لا ينازعه فيه غيره باتفاق العلماء، فلا يحق لأى جماعة أو أفراد إعلان الجهاد، ومن يعلنه منهم فهو إعلان للقتال على مفاهيم الدين والحياة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة