سحر الحكايات فى رمضان.. السندباد البحرى وطائر الرخ

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 06:00 ص
سحر الحكايات فى رمضان.. السندباد البحرى وطائر الرخ ألف ليلة وليلة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نستكمل اليوم، حكاية شهر زاد عن السندباد البحرى من ليالى ألف ليلة وليلة، والتى ترويها شهرزاد لشهريار، ونقتطف حكاياتها فى سلسلة سحر الحكايات فى رمضان.

الليلة السابعة والثلاثين بعد الخمسمائة من ليالى ألف وليلة
 

قالت: بلغنى أيها الملك السعيد، أن السندباد البحرى لما زاد تعجبه من الطائر الذى رآه فى الجزيرة تذكر حكاية أخبره بها قديماً أهل السياحة والمسافرون، وهى أن فى بعض الجزائر طيراً عظيماً يقال له الرخ يزق أولاده بالأفيال فتحققت أن القبة التى رأيتها إنما هى بيضة من بيض الرخ؛ ثم إنى تعجبت من خلق الله تعالى.

فبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذلك الطير نزل على تلك القبة وحضنها بجناحيه وقد مد رجليه من خلفه على الأرض ونام عليها، فسبحان من لا ينام فعند ذلك فككت عمامتى من فوق رأسى وثنيتها وفتلتها حتى صارت مثل الحبل وتحزمت بها وشددت وسطى وربطت نفسى فى رجلى ذلك الطير وشددتها شداً وثيقاً وقلت فى نفسى لعل هذا يوصلنى إلى بلاد المدن والعمار ويكون ذلك أحسن من جلوسى فى هذه الجزيرة. وبت تلك الليلة ساهراً خوفاً من أن أنام فيطير بى على حين غفلة.

فلما طلع الفجر وبان الصباح قام الطائر من على بيضته وصاح صيحة عظيمة وارتفع بى إلى الجو حتى ظننت أنه وصل إلى عنان السماء وبعد ذلك تنازل بى حتى نزل إلى الأرض وحط على مكان مرتفع عال، فلما وصلت إلى الأرض أسرعت وفككت الرباط من رجليه وأنا أنتفض، مشيت فى ذلك المكان ثم إنه أخذ شيئاً من على وجه الأرض فى مخالبه وطار إلى عنان السماء فتأملته فإذا هو حية عظيمة الخلقة كبيرة الجسم قد أخذها وذهب بها إلى البحر فتعجبت من ذلك.

ثم إنى تمشيت فى ذلك المكان فوجدت نفسى فى مكان عال وتحته واد كبير واسع عميق، وبجانبه جبل عظيم شاهق فى العلو لا يقدر أحد أن يرى أعلاه من فرط علوه، وليس لأحد قدرة على الطلوع فوقه فلمت نفسى على ما فعلته وقلت يا ليتنى مكثت فى الجزيرة فإنها أحسن من هذا المكان القفر، لأن الجزيرة كان يوجد فيها شيء آكله من أصناف الفواكه وأشرب من أنهارها وهذا المكان ليس فيه أشجار ولا أثمار ولا أنهار فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم أنا كل ما أخلص من مصيبة أقع فيما هو أعظم منها وأشد.

ثم إنى قمت وقويت نفسى ومشيت فى ذلك الوادي، فرأيت أرضه من حجر الألماس الذى يثقبون به المعادن والجواهر ويثقبون به الصينى والجزع منه شيئاً ولا أن يكسره إلا بحجر الرصاص. وكل تلك الوادى حيات وأفاع وكل واحدة مثل النخلة ومن أعظم خلقتها لو جاءها فيل لابتلعته، وتلك الحيات يظهرن فى الليل ويختفين فى النهار خوفاً من طير الرخ والنسر أن يختطفها ويقطعها ولا أدرى ما سبب ذلك.

فأقمت بتلك الوادى وأنا متندم على ما فعلته، وقلت فى نفسى والله إنى قد عجلت بالهلاك على نفسى وقد ولى النهار على فصرت أمشى فى ذلك الوادى والتفت على محل أبيت فيه وأنا خائف من تلك الحيات ونسيت أكلى وشربى ومعاشى واشتغلت بنفسى فلاح لى مغارة بالقرب منى فمشيت فوجدت بابها ضيقاً فدخلتها ونظرت إلى حجر كبير عند بابها فدفعته وسددت به باب تلك المغارة وأنا داخلها وقلت فى نفسى قد أمنت لما دخلت فى هذا المكان، وإن طلع النهار اطلع وأنظر ما تفعل القدرة.

ثم التفت فى داخل المغارة فرأيت حية عظيمة نائمة فى صدر المغارة على بيضها فاقشعر بدنى وأقمت رأسى وسلمت أمرى للقضاء والقدر وبت ساهراً طوال الليل إلى أن طلع الفجر ولاح، فأزحت الحجر الذى سددت به باب المغارة، وخرجت منه وأنا مثل السكران دائخ من شدة السهر والجوع والخوف وتمشيت فى الوادي.

وبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذبيحة قد سقطت من قدامى ولم أجد أحداً فتعجبت من ذلك أشد العجب وتفكرت حكاية أسمعها من قديم الزمان من بعض التجار والمسافرين وأهل السياحة أن فى جبال حجر الألماس الأهوال العظيمة ولا يقدر أحد أن يسلك إليه ولكن التجار الذين يجلبونه يعملون حيلة فى الوصول إليه ويأخذون الشاة من الغنم ويذبحونها ويسلخونها ويرشون لحمها ويرمونه من أعلى ذلك الجبل إلى أرض الوادى فتنزل وهى طرية فيلتصق بها شىء من هذه الحجارة ثم تتركها التجار إلى نصف النهار فتنزل الطيور من النسور والريخ إلى ذلك اللحم وتأخذه فى مخالبها وتصعد إلى أعلى الجبل فيأتيها التجار وتصيح عليها وتصير من عند ذلك اللحم وتخلص منه الحجارة اللاصقة به ويتركون اللحم للطيور والوحوش ويحملون الحجارة إلى بلادهم ولا أحد يقدر أن يتوصل إلى مجىء حجر الألماس إلا بهذه الحيلة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة