كريم عبد السلام

حكاية الأذان الشيعى بمسجد الحسين

الأحد، 10 يونيو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفع الأذان الشيعى فى مسجد الحسين، عبارة تتدحرج مثل كرة النار على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة أنها مصحوبة بفيديو لمؤذن مصرى بصوت جميل يرفع الأذان الشيعى، ويمد فى جملة أشهد أن عليا ولى الله، وتتوالى التعليقات والتعقيبات المصدومة من الاختراق الشيعى لمعقل الإسلام السنى الوسطى، وتنطلق الشعارات الغاضبة، إلا مسجد الحسين، لا لتدنيس مسجد الحسين، نموت دفاعا عن مسجد الحسين ضد الاختراق الشيعى، ويبادر نواب بالبرلمان بتقديم أسئلة واستجوابات لوزارة الأوقاف حول الواقعة، وكأنها حقيقة لا يأتيها الشك، ثم تسارع الأوقاف بنفى الواقعة، لكن كرة النار تنتقل بسرعة كبيرة بين الصفحات والأكاونتات ويستخدمها أصحاب الهوى السياسى خارج مصر وداخلها لأهداف فى نفوسهم.
 
ولا تجد وزارة الأوقاف إلا أن تصدر بيانا جديدا تذكرنا فيه أن مذهبها سنى أزهرى، يرفض رفع الشعائر الشيعية ولا يقبل إقامتها فى المساجد تحت أى وضع، وأن ملتقى الفكر الإسلامى مقام بجور مسجد الحسين وقت الصلاة وبه كبار علماء الأزهر، مع وجود قيادات الأوقاف ووكيل الوزارة بجوار المسجد، ولم يرصد أى منهم رفع الأذان الشيعى، كما أن مسجد الحسين به 3 أئمة أزهريين وسطيين حاصلين على دكتوراة من الأزهر، ويرفضون شعائر الشيعة، وأن مديرية الأوقاف تراقب عمل المساجد وأداء الشعائر بحسب المذهب السنى بجميع مساجد الجمهورية.
 
لكن بيانات وزارة الأوقاف لم تقف حائط صد أمام سيل الشائعات والانتقادات، لماذا؟ لأن الوزارة لم تتابع أصل الشائعة وتفندها بالأسلوب المناسب، واكتفت بقول الحقيقة من وجهة نظرها، وهى أن الأذان الشيعى لم يرفع فى مسجد الحسين، وإذا كانت هذه هى الحقيقة كما تراها وزارة الأوقاف، فهل هناك حقيقة أخرى؟ وهل ارتفع الأذان الشيعى بصوت مقرئ وفقيه مصرى؟ وهل ارتفع الأذان الشيعى بصوت مقرئ وفقيه مصرى فى مصر؟
الحقيقة الأخرى التى لم توردها وزارة الأوقاف فى بياناتها، والتى كانت كفيلة بوأد الشائعة وإسكات أصوات المنتقدين، أن الفيديو المتداول للأذان الشيعى صحيح وغير صحيح فى الوقت نفسه، وأنه تم استخدامه للهجوم على الأوقاف والأزهر والسلطات المصرية، فبطل الفيديو هو الدكتور فرج الله الشاذلى، أمين عام نقابة القراء السابق، وهو بالفعل رفع الأذان الشيعى، ولكن ليس فى مسجد الحسين، وإنما فى أحد مساجد العراق، كما أن الواقعة برمتها قديمة وتعود لسنوات خلت، كما أن بطلها الدكتور فرج الله الشاذلى توفى إلى رحمة الله منذ عام مضى، وهو لم يعتنق المذهب الشيعى مطلقا، بل ظل سنيا مالكيا، واعتذر قبل وفاته، عن سقطته بأداء الأذان الشيعى تحت ضغوط أثناء زيارته للعراق، كما أحالته الوزارة للتحقيق ومنعته من أداء الشعائر بمسجد الحسين.
 
لماذا لم تعلن وزارة الأوقاف هذه التفاصيل فى بياناتها المتتابعة واكتفت بالنفى القاطع؟ لماذا تركت كرة الشائعات تتضخم وتستند على الفيديو غير المفبرك القديم والمتداول على مواقع التواصل؟ ولماذا لم تستخدم اللغة التفسيرية الموجزة المدعمة بالحقائق التاريخية لتقطع الطريق على مروجى الشائعات والصائدين فى الماء العكر ومديرى المنصات الإلكترونية لقصف العقول؟
 
أعتقد أننا فى الوزارات المختلفة بحاجة لمراجعة طريقة الرد على الشائعات وتوقيت الرد ومضمون الرد بحيث لا يترك للمغرضين فرصة للتشويه أو نشر الأكاذيب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة