قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن المعارض التركى الذى تم ملاحقته وسجنه بتهمة إهانة الرئيس يترشح فى انتخابات الرئاسة من داخل سجنه.
وأشارت لمجلة فى تقرير بعددها الأخير إلى أنه قبل ثلاث سنوات، كان صلاح الدين ديميرتاش يحتفل بثورة سياسية فى تركيا، وخوفا من الحكم الاستبدادى لرجب طيب أردوغان، شكل محامى حقوق الإنسان الكردى حزبا سياسيا، حزب الشعب الديمقراطى، وقاده لتحقيق فوز فى انتخابات تاريخية. ولأول مرة، كانت الأقلية الكردية التى تعرضت للقمع لفترة طويلة تستعد لشغل مقاعد فى البرلمان، مما حرم حزب الرئيس من أغلبية وعرقل خططه لتوسيع سلطاته التنفيذية.
لكن بعد تحركات الجيش فى يوليو عام 2016، أمر أردوغان بحملة واسعة النطاق ضد المعارض، ووجد ديميرتاش وتسعة آخرون من قادة حزب الشعب الديمقراطى أنفسهم وراء القضبان، وتم وصفهم بأنهم إرهابيين. وكان من بين الاتهامات التى وجهت إليه أيضا إهانة الرئيس.
والآن، فإن ديميرتاش البالغ من العمر 45 عاما يعود مجددا رغم سجنه فى زنزانة مزدوجة بسجن إديرن، ففى 24 يونيو المقبل، سيتحدى السياسى الكردى أردوغان فى سباق الرئاسة، ويدور أساس حملته يدور سجنه، ويجادل بأن احتجاز شخصية سياسية لأربعة عشر شهرا للإدلاء بتصريحات معارضة دليل على أن أردوغان قد استبدل الديمقراطية بدولة قمعية يحكمها حزب واحد، وخلال العام الماضى، أضاف المدعون مزيد من الاتهامات له قد تؤدى إلى سجنه 142 عاما.
وقال ديميرتاش ردا على أسئلة لمجلة نيوزويك التى تم إرسالها إليه عبر فريقه القانونى أنه من غير الدقيق وصف ما يجرى معه بالمحاكمة، ولكن يتم احتجازه كرهينة سياسية، ورغم أن ديمرتاش الكردى ليس لديه فرصة كبيرة لهزيمة أردوغان فى بلد يمثل الأكراد فيه 25% من سكان البلاد، إلا أنه بس منافسا صوريا، ففى يونيو 2015، فاز حزبه بأصوات خارج مناطق تمركز الأكراد بدفاعه عن حقوق المرأة والأقليات وحرم أردوغان من الأغلبية. كما أن الرئيس ورفاقه القوميون يخشون تكرارا للسيناريو لو فاز ديمرتاش بالأصوات الكافية لحرمان أردوغان من نسبة الـ 50% التى يحتاجها للفوز. فى هذا السيناريو، كما تقول نيوزويك، يمكن أن تتوحد العديد من جماعات المعارضة ضد أردوغان فى جولة تصويت ثانية.
وخوفا من مقارنته بزعيم جنوب أفريقيا السابق نيسلون مانديلا، حاول السياسيون القوميون دون نجاح أن يحدوا من شعبية ديمرتاش، وقال أحد الباحثين الأتراك ويدعى إيجى سيكن أن ديميرتاش أظهر قدرة على المستوى الخطابى للصراع مع أردوغان بطريقة فشل فيها زعماء المعارضة الآخرون.
وتقول "نيوزويك" إن هذه الانتخابات مهمة لأردوغان، ففى العام الماضى، حقق انتصارا بفارق ضئيل فى استفتاء على التعديلات الدستورية التى منحت الرئيس التركى صلاحيات جديدة، ليؤسس بذلك ما يسمى بالرئاسة التنفيذية التى تلغى منصب رئيس الوزراء وتمنح الرئيس سلطة تعيين وإقالة أعضاء الحكومة والقضاة والعاملين بالهيئات المدنية، إلا أن أردوغان يجب أن يفوز فى إعادة الانتخاب للحصول على المنصب الذى صممه بنفسه.
وفى حين أن أردوغان يحظى بدعم الأتراك المحافظين والمتدينين، فإن شعبيته بشكل عام تتراجع، ففى ظل حكم تشهد البلاد فرض حالة الطوارئ منذ عامين وهى الفترة التى تم خلالها اعتقال آلاف الصحفيين والمدرسين ولعاملين المدنيين الذين تم فصلهم من عملهم وسجنهم.
وفى ظل الاضطراب السياسى، فإن التراجع السريع فى الليرة التركية يثير مخاوف من انهيار اقتصادى، ويواجه أردوغان لأول مرة معدلات شعبية أقل من 50%، ودعا إلى الانتخابات المبكرة فى يونيو قبل عام ونصف من الموعد المحدد لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة