أكرم القصاص - علا الشافعي

تداعيات انسحاب "توتال" من إيران.. تأجيج التنافس بين طهران وقطر على حقل "بارس" المشترك.. طهران تخشى تسليم الشركة الفرنسية معلومات استراتيجية عن الحقل للدوحة.. ووزير النفط الإيرانى يمهلها 60 يوما لتحديد موقفها

الجمعة، 01 يونيو 2018 04:00 ص
تداعيات انسحاب "توتال" من إيران.. تأجيج التنافس بين طهران وقطر على حقل "بارس" المشترك.. طهران تخشى تسليم الشركة الفرنسية معلومات استراتيجية عن الحقل للدوحة.. ووزير النفط الإيرانى يمهلها 60 يوما لتحديد موقفها تميم ومسئول بالحرس الثورى الايرانى وحقل بارس
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى فى الثامن من شهر مايو المنصرم، وعودة العقوبات مجددا على طهران والتى ستطال أيضا الشركات التى ستتعامل مع هذا البلد، لوحت شركة توتال للنفط والغاز الفرنسية بالانسحاب مشروع للتنقيب عن الغاز فى حقل "بارس" الذى تتقاسمه إيران مع قطر فى مياه الخليج العربى ما سيترك تداعيات سلبية أخرى ستؤثر على التنافس المتصاعد بين البلدين فى الاستفادة من الحقل، الأمر الذى دفع طهران لإمهال الشركة 60 يوما لتحديد موقفها من الاستثمار داخلها.

 

وبدأت تلوح فى الأفق أولى تداعيات انسحاب الشركة من إيران بعد أن وقعت عقداً في عام 2017 لتطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبي للغاز، باستثمار مبدئي بقيمة مليار دولار، حيث ظهرت دعوات داخل إيران حذرت من تسلم الشركة الفرنسية معلومات استراتيجية حساسة عن الحقل للمنافس القطرى على نحو ما ذكرته صحيفة "جوان" المتشددة والتابعة للحرس الثورى والتى كانت تعارض توقيع حكومة روحانى صفقة مع الشركة الفرنسية.

 

 

مراسم توقيع عقد توتال الفرنسى
مراسم توقيع عقد توتال الفرنسى 2017

 

 

وأوضحت الصحيفة فى تقريرها اليوم، الخميس، أن تطوير المرحلة الـ 11 من حقل بارس الجنوبى النقطة الحدودية مع الشريك القطرى، ومن وجهة نظر الخبراء فان هذه المرحلة تعد أكثر المراحل استراتيجية فى الحقل، وتابعت الصحيفة "عندما قررت حكومة روحانى عقد اتفاقية مع توتال طرحت آنذاك ملاحظات وتحذيرات فى إطار أخذ الضمانات اللازمة فى حال انسحاب الشركة من العقد وكذلك للحفاظ على معلومات وقاعدة بيانات حقل بارس".

 

ورأت الصحيفة أن معلومات وقواعد بيانات حقل بارس الجنوبى ستصبح فى خطر حال انسحاب الشركة، ونقلت عن نائب رئيس لجنة الطاقة فى البرلمان الذى قال أن تسليم النقطة الحدودية لمرحلة بارس للشريك القطرى فى هذا الحقل كان خطأ استراتيجى. وأضاف: أن توتال الفرنسية حصلت على كل المعلومات حول حقل بارس الجنوبى بشكل كامل من إيران فى ظروف حساسة للغاية، ولفت إلى أن المعلومات أفضل هدية لأى منافس فى حقل مشترك مشيرا إلى أن توتال تعد شريك استراتيجى لقطر فى هذا الحقل.

 

مخاوف طهران من انسحاب الشركة دفع وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه لإمهال مجموعة توتال شهرين للحصول من واشنطن على إعفاء من العقوبات الأمريكية، وإلا فإن المجموعة ستخسر حصتها في مشروع ضخم لتطوير الحقل، وقال الوزير بحسب وكالة أنباء وزارة النفط شانا: "أمام توتال مهلة 60 يوما للتفاوض مع الحكومة الأمريكية. وأضاف: "يمكن للحكومة الفرنسية أيضا أن تجري مفاوضات مع الحكومة الأميركية خلال مهلة الستين يوما هذه للوصول إلى إبقاء (توتال) في إيران".

 

وبموجب الاتفاق المبرم في يوليو 2017، وقيمته 4.8 مليار دولار، تملك توتال 50.1% من الكونسورسيوم الذي يتولى تطوير المرحلة الـ11 من حقل بارس الجنوبي، تليها مجموعة سي إن بي سي الصينية 3%من الحصص، والإيرانية بتروبارس 19.9%.

 

وزير النفط الايرانى زنجنة
وزير النفط الايرانى زنجنة

 

 

أين يقع حقل بارس؟

حقل بارس هو حقل تتقاسمه إيران مع قطر فى مياه الخليج العربى، تطلق عليه إيران بارس الجنوبى ويعرف بحقل غاز الشمال فى قطر، ويعد أكبر حقل غاز فى العالم حيث يضم 50.97 ترليون متر مكعب من الغاز. وتبلغ مساحة حقل غاز الشمال نحو 9.7 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف، ويسهم الحقل البحري العملاق، بجميع إنتاج قطر من الغاز تقريبا ونحو 60% من إيرادات التصدير، وأعلنت قطر فى 2005 تعليقا مؤقتا لتطوير له ليكون أمام الدوحة وقت لدراسة أثر الزيادة السريعة في الإنتاج على المكمن.

 

ويصاعد تنافس صامت بين إيران وقطر، على الحقل المشترك فى الخليج، ففى وقت أعلنت فيه الدوحة تعليق تطوير الحقل فى عام 2005، باشرت إيران التى تعانى نقصا حادا فى إمدادات الغاز المحلية، أعمال التطوير من أجل تحقيق زيادة سريعة فى الإنتاج ووضعت هذا الهدف فى مقدمة أولوياتها.

 

خارطة حقل بارس
خارطة حقل بارس

وكشف مسئولين إيرانيين مؤخرا عن خطة بلادهم لزيادة إنتاج الحقل، وفى فبراير الماضى أكد وزير النفط بيجن زنكنة أن إيران ستنتج 140 مليون متر مكعب إضافى من بارس الجنوبى، في العام الايرانى الجديد الذى يبدأ 21 مارس 2018، حيث وضعت إيران، تحقيق زيادة سريعة فى الإنتاج من حقل بارس الجنوبى فى مقدمة الأولويات، كما وقعت اتفاقا مع توتال الفرنسية في نوفمبر العام الماضى لتطوير مشروع بارس الجنوبى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة