"العريش لازم تعيش".. الأهالى يواصلون تحديهم طيور الظلام بليلة رمضانية مميزة وسط المدينة.. وزارات التعليم والداخلية والشباب والرياضة ونقابة المعلمين تتكاتف فى احتفال إفطارك عندنا لذوى القدرات الخاصة وأسرهم

المشاركون يرفعون شعار العريش لازم تعيش

الأسر تؤكد أن ليلة رمضان أخرجتهم من كبت الظروف

التعليم أهدتهم مبالغ مالية والداخلية كراتين رمضان والشباب والرياضة أطقم ملابس رياضية

نظمت 4 جهات رسمية بالعريش وهى التربية والتعليم والشرطة، ونقابة المعلمين ووزارة الشباب والرياضة ليلة رمضانية قضاها 150 شخصا من ذوى القدرات الخاصة فى قاعة نادى المعلمين، وذلك لإدخال البهجة على قلوبهم وأسرهم، فى احتفال رمضانى جديد شهدته ليالى العريش الرمضانية، ولسان حال جميع المشاركين من طلبة وذويهم ومسئولين وقيادات مجتمعية يرفع شعار "العريش لازم تعيش".

وقال الطالب محمد سعيد لـ"اليوم السابع" إنه يسكن حى العبور شرق مدينة العريش، وتلقى الدعوة من إدارة التربية الخاصة بمديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، وحضر هو وأسرته، والتقى أصدقائه وزملائه فى مدرسته، وآخرين من مدارس أخرى، كما التقى كثير من قيادات ورموز المجتمع فى شمال سيناء، وواصل قائلا: "تم تلوين وجهة والرسم عليه وطير بلالين فى الاحتفال".

وتابعت سامية محمد والدة الطفلة "زينب" إحدى الطالبات من ذوى القدرات الخاصة، بقولها إنها حضرت مع ابنتها، ورافقهم أبنائهم، وقضت ليلة جميلة خلالها انضمت لأسر فى إفطار جماعى، واسعدها فرحة ابنتها وهى تستلم هدايا من قيادات التربية والتعليم والشرطة وتلتقط الصور التذكارية.

أضاف أنهم اعتادوا على المشاركة فى احتفالات حتى تشعر ابنتهم أنها لاتختلف كثيرا عن غيرها من زملائها وهذا يشجعها وويساعدها فى النطق والحركة، كما استفادت وأسرتها من الليلة لتعيش أجواء رمضانية رغم أحوال العريش الصعبة، و"تتنفس بدلا من الكبت" على حد قولها.

وبدورها أوضحت الدكتورة عزة كمال، مدير إدارة التربية الخاصة، بمديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، أن الاحتفال استهدف، الخروج عن المألوف فى مدينة العريش ومن حالة الصمت والسكون، باستهداف فئة من الأبرياء الصغار وهم ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين دائما يسعدهم اى احتفال.

أضافت أن المبادرة حملت عنوان "فطارك عندنا"، وتكفلت بها التربية والتعليم بعمل الإفطار وتقديم هدايا مالية، والتعاون مع مديرية أمن شمال سيناء فى توزيع هدايا وزارة الداخلية على الأطفال وهى كراتين رمضان لهم وأسرهم، حيث قام مندوب من مديرية أمن شمال سيناء نائبا عن اللواء رضا سويلم مدير الأمن بتوزيعها، ومع نقابة المعلمين التى وفرت قاعة الاحتفال التابعة لها وتجهيزها بخدمة فاخرة، ومل التعاون مديرية الشباب والرياضة التى بدورها قدمت هدايا لكل طفل.

أضافت أن الاحتفال ضم إلى جانب الأطفال من ذوى القدرات الخاصة وعددهم 150 طالبا من المراحل الدراسية المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية من طلبة الدمج وطلبة المدرسة الفكرية وطلبة مدرسة النور، وبمشاركة أسرهم وأعضاء هيئات التدريس فى هذه المدارس.

وأعربت مدير إدارة التربية الخاصة بتعليم شمال سيناء عن شكرها باسم الطلبة وأسرهم لوزارة الداخلية التى أرسلت لهم الهدايا ولكل من شاركهم فرحتهم، وأكدت أن طلبة شمال سيناء من فئة الاحتياجات الخاصة، لديهم إبداعات وقدرات لاحدود لها يتحدون بها كل الظروف الجسدية التى قدرهم أنها لازمتهم وكل الظروف المحيطة بهم نتيجة الأحداث وصعوبة الحياة، ويشاركون دائما بفعالية وقوة فى كل احتفال وهم فى شهر رمضان كان لديهم إصرار أن يعيشوا أيام وليالى رمضان ليلة احتفالية.

وقال "محمد حامد بحيرى" نقيب معلمى شمال سيناء، إن النقابة فتحت أبوابها للعصافير من الصغار الأنقياء فى أخلاقهم من ذوى القدرات الخاصة فى إطار دور مجتمعى تقوم النقابة، لخدمة الطالب والمعلم فى العريش.

أضاف أنهم إلى جانب توفير المكان لهم ممثلا فى قاعة احتفالات فاخرة مجهزة، شاركوا كفريق عمل بالنقابة فى حفل الإفطار وكانت سعادتهم لا توصف وهم يرون الابتسامة على وجوههم.

"العريش لازم تعيش" بهذه العبارة استهل إيهاب حسن بيتا، مدير مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، حديثه عن مشاركته فى الأحتفال وفريق عمل مديريته لافتا أنه فى ظل ظروف صعبة جدا تعيشها العريش، تأتى الرسائل لتقول إن أهل شمال سيناء يعيشون ويحيون أيامهم ولياليهم فى رمضان، وهم يترحمون على أرواح شهداء من الجيش والشرطة، ويحيون الأمان فى الشوارع بفضل حماية رجال الجيش والشرطة.

أضاف أنه وجه كلمة للصغار والشباب المشاركين من ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم، خلالها أكد أن الإعاقة هى فخر لمن يحملها، مشيرا إلى أن الإعاقة أحيانا تكن ضريبة الدفاع عن الوطن وهو ما أصبح عليه عددا من ابطال القوات المسلحة والشرطة الذين كان لهم فخر الإصابة وهم يقومون بعمليات التطهير والحرب على الإرهاب فى سيناء.

وتابع: "أن يفرح هؤلاء الصغار وأن تعيش العريش كلها ليلة رمضانية وأن تتكاتف كل هذه الجهاد لرسم البسمة والسعادة على وجوه بريئة محبة للخير ولكل الناس فهذا مؤشر على أن الحياة تعود للعريش وأنها آمنة وفى آمان، وأن أهل العريش عندهم التحدى والصبر لتجاوز المرحلة الصعبة التى عاشوها وهم يستشرفون واقع أفضل لهم".

وقالت المهندسة ليلى مرتجى، وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، إن كل هذه الكوكبة من رموز وقيادات المجتمع السيناوى حضرت لتقول لأولادنا من ذوى الاحتياجات الخاصة "كل سنة وانتم طيبين"، ونكون مساهمين فى سعادتهم وفرحتهم.

أضافت أن الاحتفال يجسد ملحمة تضامن كل المجتمع مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وأنهم فى القلب ولهم كل الاهتمام، حتى فى ظل الظروف التى تعيشها العريش، كما أن الرسالة من أرض الفيروز لكل أهل مصر، أننا فى العريش بنعيش ونفرح مع من يعلمونا الصبر على كل ضراء ويتحدون كل العقبات لإثبات وجودهم وهم صغار كان قدهم أصابتهم بإعاقات متنوعة ما بين سمعية وبصرية وذهنية، ويعلمنا اهلهم وذويهم كيف الصبر على الابتلاء بالإعاقة وتحويلها من محنة لمنحة، وهذا ظاهرا لنا فى كم ما ظهر من ابداعات وتميز لهؤلاء الصغار فى مجالات عدة.