سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على الفرق بين أفعال وقرارات ترامب خلال العام الأول من الرئاسة وحاليا، فبعد أن أحاط نفسه بفريق جديد للأمن القومى أصبح أكثر إقداما على لإتباع جهوده الشخصية الجريئة بدلا من توخى الحذر.
وأوضحت الصحيفة فى تحليل بعنوان "ترامب فى سياسته الخارجية يقدر الأفعال أكثر من الحذر"، أن ترامب خلال العام الأول من الرئاسة تقبل أغلب النصائح الحذرة من مستشاريه عندما أرسل المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان وقام بتأجيل خططه لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وحافظ على بقاء الولايات المتحدة داخل الاتفاق النووى الإيرانى رغم رفضه.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على فكر ترامب، إنه حاليا تحول للثقة فى أن جهوده لإزعاج وترهيب خصومه فى الخارج ستحقق النتائج التى أخفق أسلافه فى إنجازها، مشيرة إلى أنه يتجه بجهوده لإزالة آثار أجندة الرئيس السابق باراك أوباما، كما يدفع نهجه حدود السياسة الخارجية المعتادة لأمريكا وعملية اتخاذ قرارات الأمن القومى.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز، أن استراتيجية ترامب يمكن تلخيصها فى "فن عقد الصفقات"، وهو ما يكون عن طريق رفض الالتزام بالاتفاقيات المتواجدة والتى ليست فى صالح أمريكا، سواء بالانسحاب أو التهديد بالانسحاب، ثم فرض الضغوط من أجل الحصول على صفقة أفضل، لكنه حذر أيضا من أن هذه الاستراتيجية سلاح ذو حدين فقد تؤدى لنجاح عظيم أو فشل كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم اعتراف مؤيدى ترامب بمخاطر استراتيجيته لكنهم يؤكدون على ثمارها التى بدأت فى الظهور بالفعل فيما يخص تغير نية زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون بشأن التفاوض مع أمريكا، وذلك بعد شهور من إثارة الرئيس الأمريكى مخاوف حول حرب محتملة ضد بيونج يانج، بينما تبادل الطرفان تهديدات ووعيد باستهداف بعضهما بالأسلحة النووية، وأضافت الصحيفة أن مؤيدى ترامب يعتقدون أنه قد يتبع النهج نفسه مع إيران عن طريق تهديد الخصم ثم الضغط على حلفائه الأوروبيين لاتخاذ قرارات قاسية لعزل الخصم ومن ثم إجبار الخصم على التفاوض.