فى ذكرى ميلاد صاحب "الزينى بركات".. جمال الغيطانى الأديب المؤرخ

الأربعاء، 09 مايو 2018 05:00 م
فى ذكرى ميلاد صاحب "الزينى بركات".. جمال الغيطانى الأديب المؤرخ جمال الغيطانى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحد من الكتاب الذين رسموا أحداث الواقع أمامهم بالكتابة، صاحب حكايات الأدباء، راوى الحروب، ومؤرخ التراث، هكذا كان الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى.

 

الغيطانى والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الثالثة والسبعون، إذ ولد فى 9 مايو من عام 1945، وغاب عن عالمنا فى 18 أكتوبر من عام 2015، تاركا خلفه العديد والعديد من الأعمال الروائية والتاريخية، وحكايته مع الحرب وكبار الأدباء.

 

وتتميز العديد من روايات وأعمال "الغيطانى" الأدبية، بانتقائه حكايات التراث ليعيد صياغتها بالواقع المشابه لها من العصر، تاركًا إسقاطاته للجمهور، ومقاصده لمخيلة القارئ، لقد استطاع الكاتب جمال الغيطانى عبر رواياته الشهيرة وعبر مجموعاته القصصية، والتى ربما لم تلق اهتماما نقدى واسع، أن يؤسس سردا جديدا يجمع بين السرد التاريخى والسرد الواقعى ويوحد كتابة متكاملة العناصر وعميقة الرؤى.

 

تحركت مجموعات الغيطانى القصصية وأعماله الروائية فى مجال رحب، واستكشفت مناطق غير مأهولة فى اتجاهات عدة، فبعض الأعمال تتناول وقائع تومئ إلى زمن الكتابة الآنية، لكنها تنتمى إلى تاريخ مصر فى العصر الوسيط، وتتمثل لغة مؤرخيه (خاصة ابن إياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور)، مثلما فعل فى "الزينى بركات" التى كتبها فى السنوات التى أعقبت هزيمة 67، ووجد ما يوازيها فى هزيمة مصر فى مواجهة الغزو العثمانى الذى اجتاح البلاد عام 1517، نتيجة فساد الحكم الذى اقترن بتسلط السلطة الحاكمة وظلم الشعب الذى لم يجد المأكل والملبس، فضلًا عن قمع المثقفين الذين غيبتهم المعتقلات البشعة، وذلك بحسب ما وصفه الكاتب والناقد إيهاب الملاح.

 

ويستطرد "الملاح" وبجانب الأعمال السابقة، تأتى خطط الغيطانى، التى تتمثل لغة شيخ مؤرخى مصر الإسلامية المقريزى فى خططه، وبعضها الآخر يتناول وقائع تجنح إلى المراوحة بين الواقع والكابوس، أو بين الحلم والأسطورة لتكثيف عالم حافل بأشكال من وطأة ثقيلة وجاثمة "وقائع حارة الزعفرانى" و"الزويل" مثلا.

 

بجانب التاريخ فى كتابات الغيطانى، فالأديب الراحل، عبر عن مجالسته لكبار الأدباء نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومصطفى أمين، برسمة استطلاعات ورؤى مصورة من خلال لقاءاته معهم، فكان أحد المميزين فى استدعاء الذاكرة وتجسيدها فى صورة كتابية حية بطريقة محترفة.

 

كما كان للراحل على هامش رحلته الأدبية، كتبات كثيرة ومتنوعة، وغزيرة أيضا، بعضها تهتم بقضايا ومجالات مختلفة وغزيرة الوصف كالحرب بوصفه كان محررا عسكريا ما بين هزيمة 1967 وانتصار أكتوبر عام 1973، والآثار الإسلامية، والعمارة والفنون، والتراث العربى، وأدب الرحلات، والحوار الصحفى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة