يوسف أيوب

العرب قادرون على التأثير بشرط

الثلاثاء، 08 مايو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهم درس نتعلمه من تراجع إسرائيل عن الترشح لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة لعامى 2019-2020 أن الدول العربية قادرة على أحداث التأثير دولياً شريطة أن يكونوا منظمين ، ولديهم هدف يسعون لتحقيقه، فمنذ إعلان تل أبيب نيتها للترشح لعضوية مجلس الأمن ، قررت الدول العربية تشكيل لجنة خماسية ترأسها الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط ، وضمت فى عضويتها ممثلين عن مصر والأردن وفلسطين وجيبوتى، هدفها واضح ومحدد وهو ألا تصل إسرائيل إلى عضوية المجلس مهما حدث . 
 
هذه اللجنة تحركت على كل الإتجاهات ، ولم تترك بابا الا وطرقته ، طالبة من كل الدول الأعضاء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الا يمكنوا إسرائيل، دولة الإحتلال بأن تكون لها هذه العضوية ، وكثفت المجموعة من تحركاتها خاصة مع الدول التى تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول العربية ، وتحديداً فى أسيا وأفريقيا ، وكان من نتائج التحركات العربية، إلغاء القمة الإفريقية الإسرائيلية التى كان مزمعا عقدها فى أكتوبر الماضى بتوجو ، وهو ما كان بمثابة الضربة القوية الاولى التى وجهها العرب لتل أبيب، فيما كانت الضربة القاضية فى دفعها لسحب اوراق ترشيحها لمجلس الأمن ، بعدما نجحت التحركات العربية فى إقناع الدول المعنية بخطورة حصول إسرائيل على مقعد غير دائم بمجلس الامن.
 
الدول العربية نجحت لأنها كانت صاحبة حق ومنطق ، حتى وهى تعلم أنها تواجه تحركات إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة ، التى دفعت بالسفيرة نيكى هيلى ، إلى منصب مندوب واشنطن فى الأمم المتحدة ، لثقة إدارة دونالد ترامب بأنها لن تتأخر فى الحفاظ على المصالح الإسرائيلية ، كونها مناصرة متعصبة لإسرائيل ، لكن لم تستطع هيلى ولا غيرها الصمود أمام الجهد العربى الموحد، الذى اتسم بالتحرك الهادئ والمركز والمؤثر فى الوقت نفسه .
 
 ما حدث فى هذا الأمر رسالة للجميع بأهمية أن يكون لنا موقف واحد ومحدد اذا أردنا تحقيق أهدافنا ، كما أن الامر مرتبط بمن سيختاره العرب ليكون متحدثاً بأسمهم فى المنتديات والفعاليات الدولية، وبنظرة سريعة للجنة الخماسية، سنجد أنها ضمت دولاً نشطة دولياً وتحظى بأحترام كبير ، كما أن رئاسة أبو الغيط لهذه المجموعة منحها ثقل وقوة ، لما للأمين العام للجامعة العربية من احترام وتقدير دولى ، ولا ننسى ان وجود مصر فى هذه المجموعة جعلها أكثر حركة وديناميكية ، خاصة أن الدبلوماسية المصرية طيلة السنوات الأربع الماضية شهدت تحركاً مدروساً على كل الجبهات ، فى سبيل إعادة الوجه المشرق لسياسة مصر الخارجية ، وإستعادة الدور المصرى الذى كاد أن ينحسر ، لولا أن جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد له الحياة مرة أخرى ، ليتولى بعد ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وضعه على المسار الصحيح ، وأن يستعيد لمصر قوتها وتواجدها الذى يتناسب مع موقعها الجغرافى وتاريخها وما تطلع به دوماً من أدوار تخدم المصالح العربية .  
 
بالتأكيد فإن تراجع إسرائيل عن مسعاها فى الترشح لعضوية مجلس الأمن الدولى يعد انتصارا للمبادئ والقيم الإنسانية وإعمالا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وأيضاً إدراك من المجتمع الدولى لعدم أهلية إسرائيل، كونها سلطة احتلال، ليكون لها هذه المكانة الدولية رفيعة المستوى ، فكيف لدولة محتلة ، ومعروف عنها خرقها الدائم للقرارات الدولية ، أن تكون أمينة على السياسة الدولية ، او لها قرار فى مصائر الشعوب ، هذا الإدراك ساعدنا كثيراً فى الوصول للنتيجة التى سعينا لها من البداية ، لأنه أعطى رسالة قوية وشديدة اللهجة لدولة الاحتلال، حتى اذا فكرت مرة أخرى وحاولت الترشح سيكون عليها أن تتذكر ما حدث لها، باعتباره نموذجاً قابلاً للتطبيق فى أى لحظة تفكر فيها إسرائيل بالترشح .
 
علينا كعرب أن نستفيد مما تحقق ونبنى عليه ، وأدعو الأمين العام لجامعة الدول العربية ، النشيط جداً والكفء ، أحمد أبو الغيط أن يعتبر ما حدث نموذج لأى تحرك مستقبلى ليس فقط فى مواجهة إسرائيل، وإنما مع أى دولة تهدد الأمن القومى العربى ، سواء كانت تلك الدولة عربية أو غير عربية، لأن الهدف فى النهاية أن تبقى المنطقة العربية مؤمنة من أى تدخلات خارجية أو حتى داخلية تزيد من ازماتها، وهذا الأمر ينطبق على إيران التى تحاول العبث بالأمن القومى العربى ، فى الخليج وسوريا والعراق وفلسطين ، واليوم ثبت بالدليل أنها حاولت فى المغرب ، والأمر نفسه ينسحب إلى قطر ، التى تستغل عضويتها فى الجامعة العربية لتأليب العرب على بعضهم العرب ، لذلك فأننى أدعو أبو الغيط ليكون له وللجامعة مواقف مشابهة تجاه هذه الدول، لأنها للأسف لا تختلف كثيراً عن إسرائيل، فكلاهم يسعى لتدمير الدول العربية.  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة