"إتش سى" تؤكد: الاقتصاد المصرى يخرج من دائرة الخطر ويدخل مرحلة التعافى

الإثنين، 07 مايو 2018 12:54 م
"إتش سى" تؤكد: الاقتصاد المصرى يخرج من دائرة الخطر ويدخل مرحلة التعافى البورصة المصرية
كتب - هانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت شركة اتش سى للأوراق المالية والاستثمار، أن الإصلاحات الاقتصادية التى طبقتها الحكومة بدأت تجنى ثمارها، وإن كان ذلك على حساب عبء أكبر للديون على المدى القصير، مشيرة إلى أن السياسات النقدية والمالية التقشفية، نجحت فى إعادة صافى الاحتياطى الدولى (NIR) إلى مستويات سابقة مستقرة، مما ساهم فى تحقيق انطلاقة للاقتصاد وتحسين التوقعات.

 

وقالت سارة سعادة، محلل أول الاقتصاد الكلى بإدارة البحوث بشركة "اتش سي" للأوراق المالية والاستثمار، إن توقعات صندوق النقد الدولى الاقتصادية لمصر جاءت "إيجابية"، بشرط تطبيق سياسة تيسير نقدى حذرة ونمو أكثر شمولا، وهو ما ورد فى تقرير المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

 

وأضافت أن مصر نجحت فى إحراز عدد من الأهداف، تشمل تقليص التضخم وزيادة صافى احتياطياتها الدولية، ولكن ذلك كان على حساب زيادة المديونية، وذلك رغم الاعتقاد بأن المستوى الحالى العالى للدين المحلى (97% من الناتج القومى الإجمالي) يمثل عبئا على الموازنة العامة، إلا أننا على ثقة من أن التزام مصر ببرنامج الإصلاح، وخطة تصحيح أوضاع المالية العامة، وتوقعاتنا بزيادة نمو الناتج المحلى الإجمالي، سيؤدى إلى الانخفاض التدريجى لنسبة الدين المحلى إلى الناتج المحلى الإجمالي.

 

وترى سارة سعادة أن الزيادة فى الدين الخارجى الذى بلغ 100 مليار دولار أمريكى وفقا لأحدث الأرقام المعلنة، بعد أن كان 67 مليار دولار أمريكى فى ديسمبر 2016 -تمثل مصدرا رئيسيا لتحديات الاقتصاد المصري، كما تشتمل المخاطر الخارجية الأخرى على زيادة أسعار النفط العالمية، مما قد يخل بالتوازن بين استقرار الأسعار، وبين خطة تصحيح أوضاع المالية العامة. كما نؤمن بأن نمو استثمارات القطاع الخاص عامل رئيسى لزيادة استدامة نمو الناتج المحلى الإجمالى.

 

وأشارت إلى أنه مع التطلع إلى نمو أكثر شمولا، نتوقع أن تتبنى الحكومة عددا من التدابير النقدية والمالية، لتحفيز نمو استثمارات القطاع الخاص، خاصة وأن تباطؤ التضخم يدعو بقوة لسياسة تيسير نقدية؛ متوقعين أن يبلغ إجمالى خفض أسعار الفائدة 800 نقطة أساس طوال الفترة 2018-2019، حيث سيواصل التضخم السنوى التباطؤ إلى متوسط قدره 13% فى السنة المالية 2018/2019، و 11% فى السنة المالية 2019/2020، مع تحقيق استقرار إلى حد كبير فى سعر الصرف الأجنبى فى المدى القصير، وهو أمر من شأنه أن يؤدى إلى تحسين مناخ الاستثمار فى مصر، وتحفيز النمو.

 

وأكدت سارة سعادة أن قرار البنك المركزى المصرى بتخفيض أسعار الفائدة بـ100 نقطة أساس فى كل من فبراير ومارس، يمثل تحركا إيجابيا جدا، ويمثل بدءا لدورة التيسير النقدي، متوقعة أن يواصل البنك المركزى التيسير، ولكن بحذر، خاصة وأن الحكومة لم تنته بعد من خطتها لتصحيح أوضاع المالية العامة، مما يفرض مخاطر تضخمية على المدى القصير، قائلة : "لذا نتوقع أن تتسم دورة التيسير بالتبصر والحكمة، ومع الأخذ فى الاعتبار للأثر المتأخر لتحركات معدلات الفائدة على التضخم، والارتفاع المحتمل فى التضخم الشهرى قبل شهر رمضان، والرفع الجزئى لدعم الطاقة فى شهر يوليو".

 

وعلى هذا الأساس تعتقد سعادة أن البنك المركزى المصرى لن يقوم بمزيد من الخفض لمعدلات الفائدة فى الربع الثانى من سنة 2018 والربع الثالث من سنة 2018، وسيواصل التيسير فى الربع الرابع من سنة 2018. كما ترى أن دورة التيسير لا تمثل مخاطر خاصة بهروب رؤوس الأموال، أو بانخفاض قيمة العملة، نظرا للأرقام القوية المسجلة للمركز المالى الخارجي، مع انخفاض عجز الحساب الجارى وتغطيته بالكامل من قبل الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى نصف السنة الأول من السنة المالية 2017/2018، وهو اتجاه تتوقع استمراره.

 

وأضافت: "بالنظر إلى أن الناتج المحلى الإجمالى قد نما فى النصف الأول من السنة المالية 2017/2018 من 3.83% إلى 5.23% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهى الأرقام التى من المرجح ان تستمر فى التحسن بموجب نمو الاستثمار وعدد من الإصلاحات التشريعية القادمة. وهو ما يدفعنا إلى توقع أن يبلغ الناتج المحلى الإجمالى 5.3% فى السنة المالية 2017/2018، قبل أن يصل إلى 6.0% فى السنة المالية 2018/2019، و6.2% فى السنة المالية 2019/2020".

 

وتتوقع سارة سعادة وجود فائض مبدئى قدره 3.10% فى السنة المالية 2019/2020 من الناحية المالية فى ظل تدابير تصحيح أوضاع المالية العامة الجارية، كما قالت: " نعتقد أن الحكومة ستواصل الجهود لتصحيح أوضاع المالية العامة، رغم وجود أثر تضخمى قصير الأجل، خاصة وأن هذه الإصلاحات تعتبر أساسية من أجل تحقيق استقرار الأسعار على المدى الطويل. وقد تبنت الحكومة برنامجا للإصلاح الضريبى الشامل، يستهدف تحقيق فائض مبدئى قدره 1.8%-2.0% فى السنة المالية القادمة، وهو ما يتمشى بقوة مع توقعاتنا، مع توقعنا بأن يزيد هذا الرقم ليصل إلى 3.1% فى السنة المالية 2019/2020.

 

وجاءت هذه الأرقام بناء على تقديرنا لنسبة الإيرادات الضريبية إلى الناتج المحلى الإجمالي، والتى نعتقد أنها ستزيد لتصل إلى 14.2% فى السنة المالية 2017/2018، و14.7% فى السنة المالية 2018/2019، و15.2% فى السنة المالية 2019/2020، بعد أن كانت 13.3% فى السنة الماضية. أما بالنسبة للمصروفات غير شاملة مصروفات الفائدة، نتوقع أن تقل نسبتها المئوية إلى الناتج المحلى الإجمالي، لتصل إلى 18% فى هذه السنة المالية، و17% فى السنة المالية التالية مباشرة، و16% فى السنة المالية التى تليها، بعد أن كانت 21% فى السنة المالية الماضية."

 

وأكدت سارة سعادة أن برنامج الحكومة للبيع الجزئى للأصول، المخطط والذى مدته 3 سنوات، سيؤثر إيجابيا على العجز الكلى على المدى القصير، مع تحقيق الجزء الأكبر من عملية بيع الأصول فى السنة المالية 2018/2019. بناء على ذلك، تتوقع أن نسبة عجز الموازنة الكلى إلى الناتج المحلى الإجمالى تصل إلى 10.1% فى السنة المالية الحالية، و8.4% فى السنة المالية 2018/2019، و7.1% فى السنة المالية 2019/2020.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة