صور.. حريق مصنع سكر كوم أمبو ليس الكارثة الوحيدة.. كشف عوار منظومة الإطفاء.. وجرارات نقل القصب قنبلة موقوتة تهدد المواطنين.. تحصد أرواح 20 شخصا على الأقل سنويا.. وتعطل حركة المرور على الطريق الزراعى بالساعات

كشف الحريق الذى سب فى مصنع السكر بمدينة كوم أمبو عن قصور مختلفة سواء فى منظومة الإطفاء المتبعة داخل المصنع، أو من حيث تخزين المحصول والمنتجات التى تخرج من محصول القصب ومنها صناعة الخشب الحبيبى، أو الأضرار البيئية للمصنع، أو الكوارث المرورية لجرارات توريد القصب للمصنع.

وتحدث أهالى مدينة كوم أمبو والمدن والقرى المجاورة للمصنع، لـ"اليوم السابع" عن أعداد الحوادث المرورية والكثافات والعشوائية التى تسببها جرارات نقل القصب من المزارعين إلى داخل المصنع.

قال محمد زغلول، محامى، إن مدينة كوم أمبو التى تضم مصنع السكر والمدن والقرى المجاورة لها، تتعرض لحوادث مرورية عديدة أثناء موسم توريد القصب ويروح ضحيتها أعداد كبيرة من الأبرياء بسبب عدم التزام سائقى الجرارات الزراعية التى تنقل المحصول بالإرشادات المرورية اللازمة علاوة على سوء حالة الطرق، وكان من بين هذه الحوادث حادثة مصرع المستشار محمد عبد الفتاح الصغير، مدير نيابة نصر النوبة، وزوجته وطفليه، فى حادث تصادم مروع بين سيارته الملاكى وإحدى مقطورات القصب المتوقفة على جانب الطريق المظلم ليلًا بالقرب من قرية عنيبة بمركز نصر النوبة، مما يمثل ناقوس خطر يدق على أرواح الأبرياء وعلى المسئولين سرعة اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على أرواح الأبرياء التى تزهق بدون ذنب سنويا بالتزأمن مع موسم القصب.

وأضاف محمد حسانى، موظف بالصحة، ومن أهالى مدينة كوم أمبو، أن موسم حصاد القصب فى محافظة أسوان يمتد لمدة طويلة تصل لنحو 6 أشهر من كل عام تبدأ بشهر ديسمبر وتنتهى بشهر مايو الجارى، وبالتزأمن مع نهاية الموسم وقبل بدء موسم جديد تعد فرصة للمسئولين لكى يقوم بتنظيم حركة الجرارات أو الاستعانة بوسائل نقل أخرى، وتعتبر الجرارات الزراعية التى تجر المقطورات المحملة بالقصب هى الوسيلة الرئيسية لنقل المحصول إلى مصنع السكر طوال تلك الفترة، موضحًا بأن مقطورات القصب تتسبب فى وقوع العديد من الحوادث المرورية، لافتًا إلى أن مقطورات القصب والجرارات الزراعية لا توجد فيها إضاءة خلفية أو عواكس للإضاءة، لذلك تعتبر هذه المقطورات بمثابة القنابل الموقوتة على طريق نصر النوبة وكوم أمبو، لذلك يجب أن تقوم إدارة مرور نصر النوبة التى تم افتتاحها مؤخرا بتشديد الرقابة على هذه المقطورات والجرارات والتأكد من كفاءتها وسلامتها الفنية من أجل الحد من الحوادث.

فيما أشار وجيه حسن، موظف، ومن أهالى نصر النوبة، إلى أن مقطورات القصب تحصد أرواح ما يتراوح ما بين 10 إلى 20 شخصًا على الأقل خلال الموسم الواحد ومعظمهم من الأطفال، فى ظل الفوضى المرورية التى تسببها مقطورات القصب، موضحًا بأن محصول قصب السكر كان يتم نقله بالكامل فى مركزى كوم أمبو ونصر النوبة بواسطة قطارات الديكوفيل لسنوات طويلة ولكن للأسف الشديد ألغت شركة السكر الكثير من خطوط الديكوفيل وإزالتها منذ نحو 10 أو 15 سنة تقريبًا من قرى نصر النوبة والعباسية بكوم أمبو، لدرجة أن 80% من القصب يتم نقله حاليا بواسطة الجرارات والمقطورات الزراعية بينما يتم نقل نحو 20 % فقط من المحصول بواسطة قطار الديكوفيل فى الأراضى الزراعية القريبة من المصنع، مطالبًا بضرورة إنشاء مصنع لقصب السكر فى مناطق نصر النوبة أو وادى النقرة كما كان مخططا لذلك من قبل لاستيعاب المساحات الجديدة التى يتم زراعتها من محصول قصب السكر فى هذه المناطق وذلك للحد من الحوادث والاختناقات المرورية، خاصة وان مصنع سكر كوم أمبو أصبح عاجزًا حاليًا على استيعاب جميع المساحات المزروعة من القصب ويرفض المصنع التعاقد مع مزارعين جدد، لذلك يضطر المزارعون لبيع محصولهم إلى عصارات القصب أو مصانع العسل الأسود والجلاب وخلافه.

وأوضح علاء عبد الكريم، نقيب فلاحى أسوان، بأن جرارات نقل القصب تتوقف لساعات طويلة أمام مصنع السكر بكوم أمبو نظرا لقيام إدارة المصنع بتشغيل 3 عصارات فقط بالمصنع رغم أنه يحتوى على 7 عصارات، علاوة على أن المسئولين فى المصنع لا يقومون بإعطاء "كارتة" دخول الجرارات المحملة بالقصب إلا بعد مرور ساعات طويلة من الانتظار مما يؤدى إلى تكدس المقطورات على الطريق الزراعى، مشيرًا إلى أنه رغم ما قام به محافظ أسوان من وضع حواجز حديدية لحماية الطريق الزراعى من تكدس جرارات القصب أمام مصنع سكر كوم أمبو إلا أن هناك فوضى مرورية تحدث بالطرق المؤدية إلى مصنع سكر كوم أمبو.

ولفت نقيب فلاحى أسوان، إلى أن طريق وادى النقرة متهالك للغاية ويحتاج إلى صيانة دورية للحد من الحوادث وأيضا لتقليل المدة التى تستغرق الجرارات فيها نقل المحصول، موضحًا بأنه المفترض أن يتحمل مصنع السكر تكلفة نقل القصب من الأرض الزراعية إلى المصنع وفقا للتعاقد مع المزارعين، ولكن الغريب أن المصنع يسدد مبلغ زهيد جدا مقابل النقل بواقع 4 جنيهات فقط للطن، فى حين أن التكلفة الحقيقة تتراوح ما بين 50 إلى 100 جنيهًا حسب المسافات التى يقطعها الجرار والمقطورات التى يجرها خلفه، بينما لا يحصل المزارع على أى مقابل للنقل فى المناطق القريبة من المصنع، وذلك على الرغم من أن مزراعى البنجر فى الوجه البحرى يحصلون على مقابل قيمة نقل محصول بنجر السكر.

وفى المقابل، أكد محمد المهدى، مدير عام الزراعة، على أن المساحة المزروعة من محصول قصب السكر تبلغ نحو 82 ألفا و282 فدانًا، بمتوسط 46,8 طن للفدان، بإجمالى 3 ملايين و845 ألفا و755 طنًا، خاصة مع وجود مصنعين كبيرين فى صعيد مصر، هما مصنعا كوم أمبو وإدفو لصناعة السكر، واللذان يوفران آلاف فرص العمل، سواء بطريقة مباشرة كعمال المصانع، أو حتى بطرق غير مباشرة كالمزارعين والعاملين بنقل المحصول إلى المصانع.

من جانبه، حاول اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، قبل عامين، إنهاء مشكلة تكدس جرارات القصب أمام مصنع سكر كوم أمبو والتى تتسبب يوميًا فى شلل مرورى بطريق القاهرة / أسوان الزراعى وأيضًا بالشوارع الداخلية لمدينة كوم أمبو، وذلك من خلال إنشاء سور حديدى لمسافة 50 مترًا لإلزام جرارات التحميل بمسار الدخول والخروج من وإلى المصنع وبدون التعدى على الطريق الرئيسى من الجانب الشمالى وهو الذى سيتوازى مع التوسعات الجديدة فى موقع انتظار الجرارات بداخل المصنع عقب موسم العصير لينتهى العمل به قبل بدء الموسم القادم لاستيعاب أكبر عدد من الجرارات، علاوة على تثبيت نقطة تمركز أمنى على مدار الـ24 ساعة وطوال فترة الحصاد لمحصول القصب وذلك لتنظيم عملية دخول جرارات تحميل المحصول للبوابة الرئيسية للمصنع سواء القادمة من ناحية مزلقان رؤوف شمالًا أو من اتجاه مركز دراو جنوبًا لمنع تقابل المقطورات القادمة من الاتجاهين وخاصة أن 75% منها قادم من اتجاه الشمال و25% قادم من اتجاه الجنوب، إلا أن كل هذه الحلول لم تقضى على ظاهرة تكدس الجرارات أو تمنع حوادث المرور التى سببها الرئيسى مقطورات القصب.

جرارات نقل القصب (10)