خالد صلاح يكتب: العدالة والإنصاف

الأحد، 06 مايو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: العدالة والإنصاف الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترامب
 
قال الرئيس ترامب: أنا فقط أريد الإنصاف والعدالة.. هذا هو شرطى الوحيد حتى أتكلم..
 
الرئيس الأمريكى يشترط المعاملة «بإنصاف» حتى يتكلم مع المحقق الخاص روبرت موللر، حول مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، وربما يثير هذا المطلب «الرئاسى» هواجس كثيرة حول ثقة الرئيس الأمريكى فى «عدالة» التحقيقات فى هذه القضية، إذ يدرك ترامب أن المسألة بكاملها «سياسية خالصة» أكثر من كونها قضية قانونية وملتزمة بالتشريعات وتستهدف تحقيق العدالة.
 
مطلب ترامب فى حد ذاته يمثل اتهامًا بأن الأجواء بالكامل ليست عادلة، وأن الانتقام السياسى هو الغاية الأهم لدى فريق التحقيقات فى ملف التدخل الروسى فى الانتخابات، من وجهة نظر الرئيس الأمريكى فإن العدالة منقوصة فى هذا الملف بالكامل، إذ إن الاتهام سياسى فى المقام الأول، كما أن فريق التحقيقات يسيطر عليه الديمقراطيون، بل إن روبرت موللر نفسه عمل فى خدمة الرئيس باراك أوباما لثمانى سنوات كاملة، حسب رؤية الرئيس ترامب.
 
السياسة خصم للعدالة هنا، ففريق الادعاء سيكون بنفسه هو جهة التحقيق، وهو هيئة التحكيم، وفريق الادعاء هو بنفسه من خسر الانتخابات، فلم يكد ترامب يفوز بالانتخابات حتى تفجرت بعدها المزاعم حول التدخلات الروسية، وعلاقة قيادات حملة ترامب مع سياسيين ودبلوماسيين روس خلال الانتخابات.
 
هذا شأن أمريكى داخلى، ليس عندى فيه وجهة نظر مسبقة.. لكننى أتوقف فقط عند مطلب رئيس أقوى دولة على وجه الأرض، وهو يطلب المعاملة «بإنصاف» ثقة منه أن العدالة ليست هى الهدف الذى ترجوه هيئة التحقيق، التى تخضع لأهواء الحزب الديمقراطى، الرئيس الأمريكى يطلق هذا الشرط ليؤكد أولا أن المشهد كله غير عادل، وليؤكد للعالم أجمع أنه أيًا كانت الآليات الديمقراطية، وأيًا كانت قوة الأحزاب، وقوة القانون، فإن العدالة يمكن أن تخضع لألاعيب وأهواء فى الظلام، العدالة ليست قيمة تتحقق من تلقاء ذاتها، ولكنها خاضعة دائما للقوة التى تبسط سيطرتها على المشهد السياسى، والعدالة لا تستطيع أن تأوى إلى جبل يعصمها من الأهواء، لأن الأهواء لا عاصم منها أبدًا حين يقرر «مطبخ السياسيين الديمقراطيين» أن يطهو للمجتمع الأمريكى وللعالم وجبة تحمل اسم «العدالة»، لكن مكوناتها من عناصر باطلة. 
 
الرئيس الأمريكى يطهو أحيانا وجبات من هذا الصنف ويسوقها للعالم، ومن ثم حين جاء عليه الدور ليتذوق طعام خصومه السياسيين، لم يطلب شيئًا سوى «الإنصاف»، لأنه يعرف أن هذا الإنصاف لا يمكن توفيره، ويعرف كذلك أنه حين تحاصره الاتهامات أو تلاحقه الأدلة، فإن مخرجه الدائم والأسهل أن «الإنصاف» لم يتحقق خلال مسار الاستجواب، وأن السياسة طغت على العدل فى الكواليس.
 
هكذا يسير العالم يا أخى..
 
العدل ليس من سمات أهل الأرض، والعدل ليس اختيارًا على مائدة السياسة، لم يكن، ولن يكون، سواء كنت فى الولايات المتحدة الأمريكية، أو كنت فى بلدان الميليشيات المسلحة وجمهوريات الموز.
 
المحقق-الخاص-روبرت-مولر
 
 
الكونجرس
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

أستاذنا الفاضل ... صدقتم ولمستم كبد الحقيقة ...

وهل من العدالة تدمير الدول ذات الحضارة وتشريد الملايبن .. ؟؟ .. وهل من العدالة تشويه الدين الإسلامي بعصابات يتم إعدادها وتدريبها بواسطة أجهزة المخابرات .. ؟؟ .. وهل من العدل احتضان القتلة وعتاة الإرهاب بواسطة الغرب المتحضر لنجد قتلة الطفلة الشهيدة شيماء عبد الحليم يمرحون في عاصمة الضباب .. ؟؟ .. . وهل من العدل ترك العزيزة مريم دون أن تدفن حتى الآن دون إدانة للمعتدين بحجة ان النظام البريطاني بطيئ الاجراءات .. ؟؟ .. وهل من العدل استخدام ورقة السياحة للضغط الاقتصادي على شعب اتخذ القرار وحدد المسار .. ؟؟ .. نعم يغيب العدل عند من نتصور أنهم قمة العدل .. لأن المصالح فوق قيم العدل وكل القيم .. الله المستعان .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة