التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الجمعة، فى القصر الرئاسى بسنغافورة "أستانا"، مع رئيسة سنغافورة "حليمة يعقوب"، وذلك فى اليوم الثانى لزيارته إلى سنغافورة، المحطة الثانية من جولته الآسيوية، التى تشمل كذلك إندونيسيا وسلطنة بروناى.
وفى بداية اللقاء، قدم الإمام الأكبر التهنئة لـ"حليمة يعقوب" على فوزها بهذا المنصب الرفيع، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف حرص –حينها- على إصدار بيان تهنئة لها وللشعب السنغافوري، لأن هذا النجاح يشكل تطبيقا عمليا لفكر الأزهر الشريف الذى يدعو المسلمين إلى الاندماج الإيجابى فى المجتمعات التى يعيشون بها، والإسهام بقوة فى تقدمها ورقيها، كما أن هذا النجاح يعد نجاحا لكل النساء المسلمات، وشهادة حية على أن المرأة تستطيع أن تسهم بقوة فى نهضة المجتمع وبنائه، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين سيعقدان مؤتمرا عالميا حول التحديات المعاصرة التى تواجه المرأة، ويسعده حضورها ومشاركتها فى المؤتمر.
وأشاد بالإسهام القوى لمسلمى سنغافورة فى النهضة التى تعيشها بلادهم، وحرصهم على التعايش الإيجابى مع باقى مكونات المجتمع، والتمسك بقيم التسامح والعيش المشترك وقبول الآخر، لأنها تشكل قيما إسلامية أصيلة، مشددا على استعداد الأزهر لتقديم كل الدعم لاستمرار وترسيخ هذا النموذج الإيجابي، الذى يستحق أن يحتذى به، سواء من خلال استقبال أبناء سنغافورة للدراسة فى الأزهر، أو بإيفاد المبعوثين لتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية.
وأوضح الإمام الأكبر أن مصر وسنغافورة تربطهما علاقة وثيقة ومتميزة، وأن الأزهر الشريف حريص على توطيد تلك العلاقات والدفع بها إلى آفاق جديدة، حيث لدينا فى الأزهر العديد من المبادرات المهمة لترسيخ ونشر قيم السلام والتعايش، ومواجهة الجماعات المتطرفة وتفنيد مزاعمها الكاذبة، التى تشوه صورة الإسلام والمسلمين، كما أن مجلس حكماء المسلمين ينشط بقوة لدعم جهود الأزهر فى ذلك، ويرسل قوافل سلام لمختلف أرجاء العالم؛ للدعوة للحوار والتسامح، ونحن حريصون على أن تكون هناك مشاركة فاعلة وتبادل للخبرات مع سنغافورة فى هذا المجال، وقد زرت مركز إعادة التأهيل الديني، أمس، وأرى أنه تجربة متميزة تستحق الدعم والتطوير.
من جانبها، أعربت رئيسة سنغافورة "حليمة يعقوب" عن سعادتها وتقديرها لزيارة الإمام الأكبر المهمة إلى بلادها، موضحة أن أبناء سنغافورة ينظرون باحترام وتقدير بالغ إلى الأزهر الشريف، وجهوده فى نشر قيم الوسطية والاعتدال، وأن مسلمى سنغافورة يثقون به لتعليم أبنائهم العلوم الشرعية، لأن منهجه يقوم على التسامح ورفض الإقصاء والتشدد، وهذه مبادئ مهمة هنا فى سنغافورة، وتساعدنا على الاندماج والمساهمة بقوة فى نهضة بلادة.
وقدمت الرئيسة "حليمة يعقوب" الشكر للإمام الأكبر على الدعم والرعاية الذى يحظى به أبناء سنغافورة، الدراسين فى الأزهر الشريف، مشيرة إلى أن خريجى الأزهر يشكلون خير سفراء له، ويساهمون بقوة فى نهضة المجتمع، ونحن حريصون على توثيق ذلك التعاون.
وأشادت رئيسة سنغافورة بمبادرة إنشاء مجلس حكماء المسلمين فى تعزيز ثقافة السلام والحوار، من خلال المؤتمرات والندوات وقوافل السلام التى يرسلها لمختلف دول العالم، معربة عن تفائلها بالمجلس ودوره فى ظل قيادة الإمام الأكبر د . الطيب له، ورحبت بدعوة فضيلته لها للمشاركة فى مؤتمر المرأة مؤكدة حرصها على الحضور.
حضر اللقاء من الجانب السنغافورى: د. محمد مالكى عثمان، كبير وزراء الدولة لشئون الخارجية والدفاع، الوزير المرافق لفضيلة الإمام الاكبر، والدكتور محمد فتريش، مفتى جمهورية سنغافورة، وحاج عبد الرزاق مايكار، مدير المركز الإسلامى فى سنغافورة.
ومن الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر: أ.د.محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والسفير محمد أبو الخير، سفير مصر فى سنغافورة، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الازهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة