"القضاة الأوائل" حلقة 13.. محيى الدين بن الزكى "خريج مدرسة القضاء".. تنبأ بموعد تحرير القدس.. وطالبه صلاح الدين بإلقاء أول خطبة جمعة بالمدينة المقدسة بعد الفتح.. اتصف بالأمانة العلمية عند النقل من السابقين

الأربعاء، 30 مايو 2018 10:30 ص
"القضاة الأوائل" حلقة 13.. محيى الدين بن الزكى "خريج مدرسة القضاء".. تنبأ بموعد تحرير القدس.. وطالبه صلاح الدين بإلقاء أول خطبة جمعة بالمدينة المقدسة بعد الفتح.. اتصف بالأمانة العلمية عند النقل من السابقين محكمة - أرشيفية
يكتبها محمد محسوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 
عرف بالذكاء بالفطنة منذ الصغر، ونشأ فى بيت قضاء حيث كان جده وأبوه قاضيين فتأثر بهما، وكان حسن اللفظ والخط، منذ أن ولد فى عام 550 من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه القاضى الأمين محيي الدين بن الزكي.
 
القاضى "ابن الزكي" كان يحفظ العقيدة المسماة بالمصباح للغزالي، ويحفظها لأولاده، ويمنع طلابه وينهاهم دائما عن الاشتغال بالمنطق وعلم الكلام، وكان يمزق كتب من كان عنده شىء من ذلك بالمدرسة النورية.
 
شهد" بن الزكي" أحداث جللة منذ الصغر، لعل أبرزها حينما كان عمره 33 عاما وشهد فتح القدس على يد السلطان الفاتح صلاح الدين الايوبى، وخطب حينئذ أول خطبة جمعة بالقدس بعد الفتح بأمر من صلاح الدين الأيوبي، أطلق عليها خطبة التحرير، على الرغم من وجود العديد من القامات فى ذلك الوقت، وهذا يدل على مدى علمه وشعبيته على الرغم من صغر سنه، ونقش اسمه على قبة النسر فى التثمين بخط كوفي أبيض.
 
صلاح الدين الأيوبى
صلاح الدين الأيوبى
 
من بين الصفات الحسنة التى اتصف بها"بن الزكى" الأمانة العلمية،حيث أنه حينما فتحت ميدنة حلب أنشد قصيدة قال فيها: وفتحك القلعة الشهباء في صفر، مبشر بفتوح القدس في رجب، حيث  صدق ما قال وكان فتح القدس بعد أربع سنوات من فتح القلعة الشهباء، وفتحت فى رجب فكان فتح القدس كما قال "بن الزكى" وحينما سأل كيف عرف ذلك؟ فرد قائلا: أخذته من تفسير ابن برجان في قوله تعالى: {ألم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ}.
 
 كان من الممكن أن ينسب "بنى الزكى" هذا الشئ والتوقع لنفسه بل نسبه لمصدره الرئيسى، وهو تفسير ابن برجان، ومن هنا اشتهر بأمانته العلمية، ونسب الحق لأصحابه.
 
يقول الدكتور أحمد المالكى الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر الشريف، إن "ابن الزكى" اتصف باخلاق القضاة والعلماء، حيث وجد النجابة في تفسير ابن برجان، فتلقفها بالقبول والاستحسان، وصاغها شعرا، وكان ذلك قبل تحرير الأقصى بأربع سنين، ومما يعد درة على جبينه أنه نسب مصدر هذا الإلهام إلى أهله وهو تفسير ابن برّجان ولم ينسبه إلى نفسه.
 
الاقصى
الاقصى
 
 وأضاف، أن البعض سيتساءل حول كيف عرف " ابن برجان" فى عام 522 هجريا أن القدس ستفتح عام 583 هجريا ؟، موضحا أن التفسير جاء من خلال أنه فسر مطلع سورة الروم معتمدا على المكان " أدنى الأرض أى بلاد الشام" والزمان "بضع سنين على أنها بشارة من الله لفتح بيت المقدس في سنة 15 هجريا زمن عمر بن الخطاب" وبناء عليه استطاع ابن مرجان في تفسيره "تنبيه الإفهام إلى تدبر الكتاب الحكيم وتعرف الآيات والنبأ العظيم" بتوقع موعد تحرير القدس بتاريخ 583 هجريا شهر رجب الذي احتل عام 489 هجريا وهذا ما حدث.
 
وتابع "المالكى"، اعتمد ابن برجان على قراءتين "غلبت الروم بضم الغين، و"غلبت الروم" بفتح الغين، وكذلك اعتمد روايتين تحدد وقت نزولهما، مشيرا إلى أن الرواية الأولى التي تحدد موعد النزول هو وقت انتصار فارس على الروم عام 8 قبل الهجرة بخمس سنوات و3 أشهر، أما غلبة الروم لفارس فكان في نفس تاريخ معركة بدر، أى بعد سنة و9 أشهر وبذلك يكون 7 سنوات بين هزيمة الروم وانتصارهم. 
 
قضاة
قضاة
 
فى سياق متصل قال "المالكى"، "ابن برجان " قال فكذلك قول الله "غلبت الروم" أخبار وبشارة منه عن التقدير المتقدم لظهور "الكاين" فكان ذلك زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلبهم على بلاد الشام واستخرج بيت المقدس من أيديهم.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة