قرأت لك.. كتاب "مزاج حُر" رحلة فى روح العالم بين الواقع والخيال

الخميس، 03 مايو 2018 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب "مزاج حُر" رحلة فى روح العالم بين الواقع والخيال غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أرقص مع دهشتي، شغفي، وأحلامي"، هكذا افتتح الكاتب محمد الفخرانى روايته "مزاج حر"، الصادرة حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، بهذه الجملة، وهى ثالث الأعمال الروائية للكاتب بعد "فاصل للدهشة، ألف جناح للعالم".

وتدور الرواية حول كاتب يحقق حلمه، بأن يتجول فى العالم على قدميه، دون أن يحمل معه ماء أو طعام، أو مال، فقط حقيبة صغيرة من قماش، يعلقها بكتفه، وفيها أوراق وأقلام، وقطع قليلة من ملابسه، يبدأ الكاتب جولته من محطة قطار مجهولة تظهر له، ومنها ينفتح العالم بجماله، ومفاجآته، وشخصيات لها ألعابها، وإيقاعها الخاص، فيقضى بعض الوقت مع كل شخصية، يتبادل حوارات، ويعيش مواقف، تكشف له أكثر عن روح العالم، وتمنحه الفرصة لملامستها، والمرور خلالها، وأن يمر العالم أيضا خلال روحه.

فى جزء من الرواية يقابل الكاتب ثلاث شخصيات كان قد كتبها فى روايته السابقة، يجلس معهم فى مقهى، ويكتشف أنهم يعرفون عنه أكثر مما يعرف عنهم، يطرح من خلال ذلك أسئلة حول علاقة الكاتب بكتابته. فى روايته "مزاج حر"، يصنع محمد الفخرانى مزيجا خاصا من الواقع والخيال، ليس من المهم توصيفه، ما يهم هو التجوال فيه بمزاج حر!

وينتقل الكاتب فى تجواله عبرالزمان والمكان، ويصير كل شيء ممكنًا، يصادف شخصيات لها ألعابها، وإيقاعها الخاص: متشردين، مهرجين، ملائكة، شياطين، "البنت السمكة"، "شهرزاد"، البائع المتجول، وغيرها، ربما كل هذه الشخصيات هم أيضًا متجولون فى العالم على طريقتهم، يقضى بعض الوقت مع كل شخصية، يتبادل حوارات، ويعيش مواقف، تكشف له أكثر عن روح العالم، وتمنحه الفرصة لملامستها، والمرور خلالها، وأن يَمر العالم أيضًا خلال روحه.

ويقول "البائع المتجول" داخل الرواية: "أروع الأشياء فى العالم مجانيَّة، والحب ليس إلا لحظة استثنائية من الدهشة"، لا يبحث الكاتب خلال تجواله عن أحداث كبيرة، إنما يريد أن يتعرف إلى المزيد من أسئلة العالم، وأن يقدمهو أيضًا أسئلته الخاصة، ليس مهما الحصول على إجابة، هو يبحث عن تلك النغمة التى تجمع مفردات العالم معًا، وفى الوقت نفسه يبحث عن التفرُّد الكامل، وخصوصية كل مفردة.

تنطلق الرواية فى دفقة سردية واحدة تتناغم مع حالة التجوال الحر وبانتقالات سلسة بين أزمنة وأمكنة مختلفة، ولا تترابط الرواية فيما بينها بخط سردى تصاعدى، إنما تترابط بالتفاصيل التى تتناثر داخلها لتشكل حالة من التناغم، كما تتحدث الرواية عن الكتابة والقراءة، وتؤكد أن الكتابة لا تحتاج غير شغف وقلم وورقة أو شيء يمكن استعماله فى الكتابة، كما أن القراءة لا تحتاج غير شغف وكتاب، وأن البحث عن كتاب ما، وقراءة عناوين أخرى قبل العثور على العنوان المطلوب، هو قراءة فى حد ذاتها، ومتعة إضافية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة