جلست ساعات كثيرة لحصر عدد الجرائم والمجازر التى ارتكبتها عصابات الاحتلال الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطيني، فوجدت أن الأمر صعب للغاية بسبب كثرتهم، فمنذ مايزيد عن نصف قرن والشعب الفلسطينى يشهد مجازر متتالية يسقط على أثرها خيره شبابه ، يقدم نفسه فداءا للوطن دون تفكير.
فمنذ وعد بلفور فى 2 نوفمبر 1917، وسياسة إسرائيل تعتمد على القتل المستمر فى الفلسطينيين الذى أودى بحياة الالاف منهم، كى ينفذوا مخططهم الأول بتصوير فلسطين على أنها أرض بلا شعب، ولكى يحققوا هذا يلجأوون دائما الى التخلص من ابناء الشعب الفلسطينى لإفراغ فلسطين من أهلها .
هذه المجازر الإسرائيلية كان أخرها وليست آخرها، مجزرة ضد مليونية "مسيرة العودة"، حيث برزت العنصرية الإسرائيلية مع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ليدخل الفلسطينيين مرحلة جديدة من المناضلة للحفاظ على الأرض، وهو الأمر الذى تجلى خلال الأسبوعيين الماضيين بخروج الشعب الفلسطينى فى مليونية "مسيرة العودة" ، ليقابلها مجزرة جديدة من قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، لم ينتهى الأمر عند هذا الحد بل قادت إسرائيل بدعم من أمريكا إطلاق حملة دولية للضغط على دول العالم لنقل سفاراتهم إلى القدس المحتلة، منهم من استجاب، والأخر أعلن رفضه بشكل واضح نقل سفارتهم إلى القدس.
الأمر الذى استفز شعوب كثيرة عربية وأوروبيه، حيث خرج العديد من المواطنين فى بلدان كثيرة للتنديد بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينيى ، أبرزها ما فعله الأوروبيون أمام مجلس الاتحاد الأوروبي بوضع 4500 حذاء أمام المجلس للتذكير بعدد الشهداء الفلسطينيين، فى موقف واضح وصريح للرفض الأوروبى للممارسات ألإسرائيلية وفى خطوة تضمانية مع الشعب الفلسطينى وحقه فى الدفاع عن أرضه وحماية مقدساته.
واستمرارا لسياسة إسرائيل الإستفزازية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم ، مواطنين مقدسيين يعملان "مسحراتية" بالبلدة القديمة بالقدس، بحجة ازعاج المستوطنين الإسرائيليين، واقتادتهما إلى أحد مراكز التوقيف فى المدينة.
هذه ليست أول عملية اعتقال فى الشهر الكريم للمسحراتية، بل تأتى بعد أقل من 24 ساعة من اعتقال ثلاثة من مسحرى البلدة القديمة، وإصدار قرار بعدم إيقاظ الناس على السحور، فى تحدى واضح وصريح ليس فقط للشعب الفلسطينى ، بل لكل عربى يؤدى طقوسه فى شهر رمضان الكريم
من يعتقد أن المجازر الإسرائيلية ستقف غلطان، ومن يظن لحظة أن إسرائيل تريد سلام غلطان أيضا، فهى دولة صبغت يدها باللون الأحمر دائما ، ومستمرة فى مخطط التهجير حتى تصبح فلسطين بلا شعب، بل تقوم وستقوم دائما باستفزاز مشاعر العرب حتى يخرجون عن صمتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة