فى ذكرى ميلاده.. هل عرف الغرب "ابن خلدون" بالفعل ؟

الأحد، 27 مايو 2018 04:00 م
فى ذكرى ميلاده.. هل عرف الغرب "ابن خلدون" بالفعل ؟ ابن خلدون
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التاريخ الثقافى والفكرى العربى ملىء بالعديد من العلماء والشخصيات ذات الفكر والإنتاج المعرفى، بعضهم لايزال ينهل من علمه الآخرون، ليس فقط مقتصرا على العرب أو المسلمين فقط، بل أيضا نهل من فكره الغرب، وهم لا يخجلون من الاعتراف بذلك.

واحد من هولاء العالم المسلم الشهير، ابن خلدون المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وأبرز علماء التاريخ والاقتصاد فى عصره، ويعتبر كتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر" من أهم مصادر الفكر العالمى حتى الآن.

وابن خلدون الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ686، إذ ولد فى 27 مايو 1332، الموافق 1 رمضان عام 732 هـ، دائما ما يتم ذكره على أنه من المكرمين عند الغرب، بل إن العرب يجلونه أكثر من السلمون والعرب، فكيف ذلك؟

منذ قرون هناك أكثر من عالم ومفكر غربى، اتجه إلى فكر ابن خلدون، ووصفوه بـ"العلامة المسلم الذى ملأ دنيا الغرب المسيحى وشغل علماءه"، وبحسب مقال للدكتور عبد الجليل غزالة، فإن "جاكوب خوليو" يعد أول علماء الغرب تأثرا بفكر ابن خلدون، وذلك بعدما تتبع فكر مؤسس علم الاجتماع فى كتابه "رحلات ابن خلدون" عام 1636م، كما قام المؤرخ النمساوى هامر بورشتيفال عام 1812، بترجمة عدة أعمال لابن خلدون إلى اللغة اليونانية ووصفه حينها بـ"مونتيسكو العرب".

الفيلسوف الإسبانى الكبير خوسيه أورتيجا أى جاست، وصف ابن خلدون بـ"فيلسوف التاريخ الإفريقى"، كما يرى أن كتابه "المقدمة" يعد من حيث الزمن أول كتاب يؤلف فى مجال "فلسفة التاريخ"، فيما كان يرى الباحث ويفرد ناتانيل شميث، أن ابن خلدون يمثل أكبر مؤرخ اجتماعى وفيلسوف، وقد قارن بينه وبين عدة مؤرخين عالميين أمثال "تيودور الصقلى" و "نقولا الدمشقى".

فيما ذكرت المؤرخة التونسية حياة عمامو، فى كتابها "السلطة وهاجس الشرعية فى صدر الإسلام" من خلال مبحث يحمل اسم "ابن خلدون وتأثيره فى علماء الغرب"، أن طبع وترجمة مقدمة ابن خلدون كان وراء إخراجها من دائرة المستشرقين العتيقة إلى دائرة الباحثين والمفكرين والعلماء الأوسع، حيث كانت المقدمة ذات أثر كبير فى العلماء والمفكرين الذين اطلعوا عليها وأخذ علماء الاقتصاد والتاريخ والاجتماع يلفتون الأنظار إلى ما يجدونه من النظريات القيمة حول العديد من المسائل التى لم يفرغوا من دراستها وبحثها إلا مؤخراً.

الكاتب البريطانى إد ويست، ذكر فى مقال نشرته مجلة الـ(اسبكتاتور)، أن نظرية ابن خلدون تكشف مدى قصور النظرة الغربية المتمحورة حول الفرد، فى قراءة المشهد العالمى بوجه عام منذ سقوط الشيوعية، ومنطقة الشرق الأوسط بوجه خاص، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن نظرية "العصبية" لابن خلدون تطل بقوة على صورة المشهد العالمى أمس لأن طبيعة العصبية أو "الرابطة بين الفرد والجماعة" فى دولة ما تتوقف عليها طبيعة حكومة تلك الدولة ومؤسساتها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة