محمد مسعد

عمان تقهر جبروت الطبيعة

الأحد، 27 مايو 2018 09:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كعادتها سلطنة عمان تتميز وتعطى لنا درسا جديدا فى إدارة الأزمات وكيفية التصدى لها، وما قامت به السلطنة على مدى ثلاثة اسابيع عندما تم رصد تنبؤات بحدوث حالة مدارية فى بحر العرب يمكن تأثيرها على شواطئ سلطنة عمان، بدأت الجهات المختصة فورا بالاعلان عن هذه الحالة بكل صراحة ووضوح من اجل متابعتها لحظة بلحظة، وبدأت فى بث الارشادات فى كيفية التعامل مع هذه الحالة المدارية المفاجئة.

وقبل اقتراب الحالة المدارية لشواطئ عمان وتحولها إلى اعصار مكونو المدمر الذى جعل من سقطرى اليمنية منطقة منكوبة بالخراب، تعاونت جميع الجهات الحكومية مع المواطنين الذين تسابقوا على المشاركة فى المساعدة وتقديم يد العون لاخوانهم.

ومع أن الحالة المدارية واعصار مكونو كان من الدرجة الثانية وتحول للأولى وسجلت محطة صلالة أعلى كمية هطول امطار على وجه الكرة الارضية، حيث بلغت 278 مم، والكمية كانت فى ازدياد، إلا أن رحمة الله سبحانه وتعالى اولا وجهود سلطنة عمان وتميزها فى ادارة الازمات ثانيا كانت هى الفيصل فى التصدى لهذا الاعصار المدمر، وتحول الخوف من دمار محتمل لمحافظة ظفار الجميلة، إلى خسائر بسيطة لاتذكر مقارنة بالتوقعات والخوف الذى عايشناه على مدار الثلاثة ايام الماضية.

ومن تابع ماحدث فى سلطنة عمان لعرف قوة هذا الشعب وحبه لسلطانه ووفائه لبلاده، وتعلم دروسا عدة منها، فالسرعة والجدية فى التعامل مع الحالة والتعاون ووقوف الجميع مسؤولين ومواطنين وايضا المقيمين يدا واحدة فى مواجهة هذه الازمة، والنجاح الغير مسبوق لتنفيذ خطط مجابهة الازمات بالإضافة إلى شهامة وتكاتف كل المواطنين والمقيمين فى السلطنة إلى جانب الاخبار والتصاريح الشفافة الواضحة والجريئة والنصائح والارشادات التى مرت بهم إلى طريق السلام، مع تعاون الجميع فى توصيلها عبر كل منافذ التواصل الاجتماعى والاعلام المرئى والمسموع كل هذا تم بطريقة سلسلة ومنظمة وبروح تحدى غير مسبوقة.

أما الجانب الإنسانى فى العمانيين والمعاملة الإنسانية الخاصة كانت واضحة جدا عندما قام أحد الضباط العمانيين بالحديث مع الجاليات الوافدة من أجل نقلهم إلى مكان آمن فقال : لا أريد منكم جواز سفر ولا إقامة ولا أوراق رسمية ولا من أنتم، كل ما أريده منكم الذهاب معنا إلى مكان آمن من أجل سلامتكم، وسنوفر لكم الطعام والشراب وكل ما تحتاجون.

ولا ننسى هنا الإعلام العمانى ووزيره الذى تناول الحدث بكل شفافية وصدق على مدار الأزمة وتوجه إلى المركز الوطنى للحالات الطارئة للجنة الوطنية للدفاع المدنى وحثهم على أهمية الوعى المجتمعى فى متابعة المعلومة من مصدرها الرسمى وتقديم الرسالة الصحيحة من مصادرها الرسمية.

ولو تابعنا عمليات فرق الاستجابة الميدانية فى محافظة ظفار بسبب قوة الأمطار والرياح، وإجلاء أكثر من 10 آلاف شخص إلى مراكز الإيواء، وتفقد قائد الجيش السلطانى العمانى على سير أعمال عمليات قيادة الجيش السلطانى العمانى ونشر وحدات الجيش السلطانى العمانى وفقا لخطة اللجنة العسكرية الرئيسية واللجان الفرعية المنبثقة منها بإسناد من مختلف القيادات ودوائر وزارة الدفاع الأخرى فى كل من محافظتى ظفار والوسطى، وخاصة فى المناطق التى كانت بحاجة المواطن والمقيم إليها ماسة لتقديم العون والمساعدة بصورة مباشرة وتقديم خدمة وسائل النقل والإسناد الفنى وعملية البحث والإنقاذ والإخلاء والاتصالات البديلة والخدمات الصحية، والاستعدادات والجهود المكثفة بسلطنة عمان لمواجهة الإعصار المدارى ( مكونو )، كما قامت الكتيبة الثانية بلواء حرس الحدود بالجيش السلطانى العمانى بأعمال إرشاد وتوعية ونقل مواد اغاثة إلى المناطق، واجتماع اللجنة العسكرية الفرعية لإدارة الحالات الطارئة بقيادة لواء المشاة 11 بالجيش السلطنى العمانى للوقوف على الجهود المبذولة من كافة الوحدات المنتشرة وكيفية التعامل مع تداعيات الاعصار المدارى وفقا لخطة اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة، إلى جانب اجتماع اللجنة الداخلية لإدارة الحالات الجوية الاستثنائية وكافة الجهات المسؤولة بسلطنة عمان.

كل هذه دروس يجب أن نتعلم منها، وكيف استفادت عمان من اعصار جونو الذى ضرب مسقط منذ عدة سنوات، وكان درسا تعلموا واستفادوا منه فى الاهتمام بالتعامل مع الازمات.

كل هذا جعل من الإعصار المدمر رياح وأمطار خير أن شاء الله على عمان،وأخيرا نحمد الله على سلامة عمان وأهلنا فى عمان ونشكر العين الساهرة والجنود والضباط الذين وصلوا مساءهم بصباحهم حتى اطمأنوا على وطنهم.

 

 

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة