صور.. "أولياء من غير عدد".. أشهر 20 ضريحا فى محافظات مصر.. شد الرحال للتبرك بهم وطقوس خاصة فى شهر رمضان .. قصة بطولة السيدة حورية ببنى سويف.. وحكاية الرز باللبن والشيخ حسن بالفيوم.. والأمير ضرار بقنا للإنجاب

الأحد، 27 مايو 2018 04:12 ص
صور.. "أولياء من غير عدد".. أشهر 20 ضريحا فى محافظات مصر.. شد الرحال للتبرك بهم وطقوس خاصة فى شهر رمضان .. قصة بطولة السيدة حورية ببنى سويف.. وحكاية الرز باللبن والشيخ حسن بالفيوم.. والأمير ضرار بقنا للإنجاب أولياء مصر الصالحين لا عدد لهم
أعد الملف - أسماء على بدر - أيمن لطفى - أحمد مرعى- هند المغربى- عماد عرفة- عبدالله صلاح- رباب الجالى- وائل محمد- محمود عجمى- نيفين طه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين وآل البيت فى كافة محافظات مصر، بعد أن تم اختيار هذه الأرض لتكون أمناً وأماناً لهم وظلوا متواجدين حتى مماتهم منهم من تم اكتشاف قبورهم ومنهم لم تكتشف بعد حتى الآن، حيث تم دفنهم فى أماكن الخلوة الخاصة بهم وهى الطرق المتبعة قديما تقديراً لما قاموا به فى حب الله والزهد وعمل الخير.

 ويرصد "اليوم السابع" قصص وحكايات أضحة أولياء الله الصالحين وتبارك المواطنين بهم وتقربهم وتعلقهم بهم ، خاصة فى شهر رمضان المبارك فمنهم من لديه طقوس خاصة واحتفالات يقوموا بها خلال الشهر الكريم .

 الأقصر وحكاية أبو الحجاج الأقصرى
 

 تضم مدينة الأقصر عدد كبير من أضرحة أولياء الله الصالحين بالأقصر التى تجذب الآلاف من الأهالى فى محافظات الصعيد خلال شهر رمضان المبارك وطوال العام، أبرزها مسجد وضريح الإمام أبو الحجاج الأقصرى، الذى يجذب كافة أبناء المدينة للزيارة لكونه واحد من المساجد والأضرحة التاريخية فى الأقصر منذ عشرات السنين، ورغم تناثر المعابد والمقابر والأديرة الخاصة بملوك الفراعنة فى البر الشرقى والغربى، إلا أن الأهالى والسياح يسعون لزيارة المسجد والضريح التاريخى.

وقال الحاج محمد عثمان الخبير السياحى ورئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر، أن السائحين الأجانب يقومون بوضع أضرحة بعينها فى جداول زياراتهم للأقصر للتعرف على تاريخ صاحب الضريح وأسباب تواجدها فى محيط المعابد والمدينة، فهناك ضريحين بقلب آثار الأقصر يقبل عليها السياح بصورة يومية وهما ضريح الإمام أبو الحجاج الأقصرى فى قلب معبد الأقصر بكورنيش النيل، والذى تمت تسميه أشهر ساحة وميدان فى المحافظة باسمه، والثانى ضريح الإمام على بن دقيق العيد الذى مازال راسخاً فى مدخل معابد الكرنك منذ عشرات السنين، أما الضريح الثالث فقد أكد ابن مدينة أرمنت محمد عبد الدايم الرزيقى أنه يوجد بقلب مدينة أرمنت غرب الأقصر وهو ضريح الشيخ أبو حطب الذى له تاريخ كبير وسيرة مع سيدنا موسى عليه السلام فيقبل السياح والمصريين والخبراء على زيارته ومعرفة تاريخ هذه الأسرار التاريخية.

وأضاف الخبير السياحى محمد عثمان لـ"اليوم السابع" أن عدداً كبيراً من البعثات الأجنبية يقومون بعمل أبحاث ودراسات على تعانق مقر العبادة الفرعونى وهو معبد الأقصر بكورنيش النيل، وكذلك التاريخى المميز لضريح أبو الحجاج الأقصرى حيث أنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزاء من معبد الأقصر، الأمر الذى جعل ضمه لوزارة الآثار أمر حتمى، وكذلك يرصدون الأهالى المصريين الذى يقومون بالتبرك بالضريح والإمام أبو الحجاج وذلك عبر توزيع الخبز الصغير والأرز باللبن والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركة بأهل الله الصالحين، ويقصده السائحين لعمل جولات داخله والتعرف على تاريخ صاحب الضريح والتقاط الصور التذكارية داخله.

أما الضريح الثانى فهو ضريح الشيخ "تقى الدين أبو الفتح محمد بن على بن وهب بن مطيع القشيرى"، والذى اشتهر بلقب "على بن دقيق العيد"، والذى يتواجد على بعد خطوات من صرح ومدخل معابد الكرنك.

وقال الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، إن عدد كبير من السائحين يتوجون إلى المرشدين بالأسئلة على تواجد الضريح فى هذا المكان، فيقومون بعمل شرح سريع لهم عن تاريخه وتاريخ الإمام على بن دقيق العيد، والذى ولد فى عام 1228 ميلادية وتوفى عام 1302م، وهو أحد علماء الأزهر الشريف، وكان يلقب بـ"قاضى القضاة" لحكمته فى فترة توليه القضاء بمصر، وله مقام فى القرافة الشهيرة بالقاهرة، وهو من مدينة قوص بمحافظة قنا التى اشتهرت بالعلماء، وجده "مجدى الدين القشيرى" كان أحد علماء الأزهر أيضاً، وكان أحد من تولوا القضاء المصرى فى وقته، فكان له هذا المقام فى الجبانة القديمة بالمنطقة الأمامية لمعبد الكرنك، والتى تمت تحويلها فى الخمسينات إلى جبانة "السيد يوسف" للحفائر وأعمال التوسعات وقتها.

ومع شهرة الضريح وتوافد السياح عليه يقول الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، إنه قد تم الاحتفاظ بضريح الشيخ "على بن دقيق العيد"، وبقى أمام المعبد وكان يزار لفترة قريبة من الأهالى للتبرك بالشيخ فى الأفراح والاحتفالات لأخذ البركة، وكان يقابله مقام آخر فى المنطقة القديمة يسمى "الشيخ بعيبش" وقد تمت إزالته لكون يتعارض مع طبيعة الآثر ولم يجدوا داخله أية رفات لجسد أحد مدفون، كما يتوجه إليه بصورة يومية السائحين المقبلين على زيارة أشهر معابد مدينة الأقصر فى التاريخ، ويقومون بالتعرف على تاريخه بالكامل فى فقرة من شرح رجال الإرشاد السياحى والأثريين وكذلك التقاط الصور التذكارية أمام الضريح المتواجد على بعد خطوات من مدخل معابد الكرنك.

أضرحة أسوان
 

 وفى أقصى جنوب مصر حيث مدينة أسوان، التى تضم ضريحاً للإمام حسن بن عبد الله بن إبراهيم أحد تلامذة سيدى أبى الحسن الشاذلى المدفون فى حميثرة بطريق البحر الأحمر، وهو رحاله قادماً من بلاد المغرب مجاهدًا فى سبيل نشر الدعوة، ويرجع تاريخ دفنه بمسجد بمنطقة القصيرية وسط مدينة أسوان حمل اسمه "الحاج حسن"، إلى عام 313 هجرية، بعد أن أوصى قبل موته بالدفن هناك ليكون ضريحه مزاراً لمن يعرفون قدر علمه وجهاده.

ويحظى ضريح الحج حسن، بحب المئات من أهالى محافظة أسوان وأيضاً المحافظات الأخرى المجاورة، وفى شهر مايو من كل عام، يحتفل المئات من أبناء الطرق الصوفية بمولد الحاج حسن وسط "طبول وزغاريد ومديح وصلوات على الرسول" من محبى ومريدى الشيخ الراحل، وتقوم إدارة المسجد بتوفير وتجهيز موائد الإفطار والسحور للمترددين ومريدى الحاج حسن خلال شهر رمضان أمام ساحة المسجد.

وتحرص النساء بصحبة أطفالهن إلى زيارة ضريح الإمام كل جمعة فى رمضان، والتبرك بالضريح والدعاء عنده، وأحياناً تكون الدعوات لله أمام الضريح تتعلق بمسائل "فك عقدة العانس" و"رد المطلقة" و"الإنجاب لمن أصابتها العقم" وغير ذلك من الموضوعات التى تشغل بال النساء والأسر المصرية بشكل عام.

فيما يقوم الرجال بتنظيم حلقات ذكر وإنشاد دينى بحجرة القبر والمتصلة بالمسجد، ويستمع آخرون لحلقات دروس العلم داخل هذا المسجد الذى تحول إلى مزاراً سياحياً ودينياً لأهالى أسوان وزوار مصر من المصريين والأجانب.

 أضرحة أسيوط
 

وفى أسيوط، يتوافد المئات من الأهالى وأبناء الطرق الصوفية ومحبو آل البيت على مسجد العارف بالله سيدى "جلال الدين السيوطى" بمدينة أسيوط، لقضاء أوقات شهر رمضان المبارك داخل أورقة المسجد ومقام العارف بالله وسط ابتهالات وأناشيد المريدين والمحبين والتبرك بأسوار المقام؛ إذ يُعد المسجد واحدا من المزارات الدينية والذى يعود إلى الإمام جلال الدين السيوطى المولود سنة 849هـ وتوفى 911هـ وحفظ القرآن كاملًا فى سن الثامنة، وأتقن فى علوم القرآن والتفسير.

ويحرص الأهالى على عقد حلقات الذكر والأناشيد داخل حجرة المقام المحلق بالمسجد والمكوث بداخله وتلاوة بعض من الآيات القرآنية والأناشيد الدينية فى حب الإمام السيوطى، فيما يقوم آخرون وبعض الأسر على إيقاد الشموع والدعوات أمام مقام العارف بالله جلال السيوطي، وطلب العون والتبرك وتحقيق الأمنيات.

فيما يقوم بعض الأطفال بالطواف داخل المسجد وخارجه وسقى الزائرين بالماء عقب آذان المغرب وتقديم وجبات الإفطار على المواطنين.

 

يقول عبدالقادر حسين، أحد أهالى محافظة أسيوط، إنه من زمان ويحرص على قضاء أوقات شهر رمضان المبارك داخل ساحة مسجد سيدى جلال الدين السيوطى، لقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى أحاديث رسول الله فضلا عن التبرك بمقام العالم الجليل.

وأضاف جلال مصطفى على، من سكان منطقة القيسارية بمدينة أسيوط، أن مسجد سيدى جلال الدين السيوطى يتميز بعبق التاريخ والأجواء الروحانية فنحن أهالى المنطقة القيسارية نتسارع على التواجد داخل المسجد خلال شهر رمضان لقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى الدروس الدينية من إمام المسجد والدعاء فى رحاب السيوطى.

وقال الشيخ على عبد المعطى، أمام وخطيب ومدرس بمسجد السيوطى، لـ"اليوم السابع": مع بداية شهر رمضان المبارك نعيش أجواء إيمانية ونفحات روحانية فى رحاب مسجد سيدى جلال الدين السيوطى، والذى يعد قبلة للمحبين لأولياء الله الصالحين وطلاب العلم، فبداخل هذا المسجد تقام فيه جميع الشعائر الدينية ويتوافد المصلون والمحبون خاصة فى شهر رمضان المبارك حيث يتم عقد العديد من الدروس الدينية عقب صلاة العصر وعقب صلاة التراويح، وأيضا خطبة الجمعة.

وأضاف الشيخ على عبدالمعطى، أنه فى شهر رمضان، يكون إقبالا من الموطنين على حلقات العلم والدروس فضلا عقد حلقات الذكر من قبل المريدين والمحبين لآل بيت رسول الله، كما نقوم بإلقاء الدروس الدينية عن فضل شهر رمضان الكريم وفضل الصيام فى الإسلام كونه ركنا عظيما يساهم فى بناء شخصية المسلم من جديد، كما يعيد ضبط المجتمعِ على الإيثار والفضيلة والوحدة والترابط، فما أعظم أن يشعر الصائمون ساعة إفطارهم من فرح وسرور.

وتابع: "العارف بالله الشيخ جلال الدين السيوطى، ولد فى غرة شهر رجب من سنة 849 هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، كما تميز بقدرته على حفظ الكتب فى سن مبكر من العمر ومنها كتب منهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك والعمدة، فاتسعت مداركه وزادت معارفه حتى المئات من الكتب بلغت 600 مصنف فى الفقه والحديث والتفسير والبلاغة والنحو والأدب والتاريخ؛ ومن أشهر مؤلفاته:" فضائل مكة والمدينة ومختصر الأحياء، الإتقان فى علم القرآن، وشرح الصدور بشرح حال الموتى.

أضرحة بنى سويف
 

يعد ضريح السيدة "حورية" حفيدة الإمام الحسين بن على الكائن بمسجدها بمدينة بنى سويف مقصدا لمريدى ومحبى آل البيت الذين يأتون لزيارة صاحبة المقام والجلوس بعض الوقت داخل ضريحها وقراءة الفاتحة والصلاة بمسجدها.

وصاحبة المقام والضريح اسمها زينب الحسينية شرف الدين ولقبها زينب الصغرى، ويمتد نسبها من الأب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، ونسبها من الأم يمتد الى بنت كسرى ملك الفرس ، واطلق عليها اسم حورية نظرا لجمالها وتقواها،ورافقت رضى الله عنها الجيوش الإسلامية فى فتح مصروأظهرت شجاعة فائقة فى قتالها جنبا إلى جنب مع الرجال خلال معركة "البهنسا" بالمنيا جنوب مصر وبعدها استقر موكبها فى مدينة بنى سويف حيث استقبلت بترحاب من الأهالى الذين توافدوا عليها للحصول على بركة حفيدة الحسين ودعائها لهم بالخير، ورحلت إلى الرفيق الأعلى بكرا لم تتزوج و دفنت بمكان إقامتها، وبنى "محمد بك إسلام" أحد أعيان المحافظة مسجداً بجوار ضريحها والذى أصبح فيما بعد جزءا من المسجد ، وأتم بناءه نجله عثمان بك سنة 1323 هجرية ، والمقام كائن فى نهاية المسجد ويفصله عن المسجد باحة، وتوضع لافتة تحمل سيرة السيدة حورية فى أحد حوائط الباحة، بجوار باب الضريح. 

وضريح السيدة حورية عبارة عن تحفة معمارية من الأرابيسك المدون على جنباته كلمات مدح وثناء على السيدة حورية ونسبها ، وتم تطويرمقصورة الضريح فى السادس من مارس 2015 ، وتحتفل الطرق الصوفية ببنى سويف ومجلس إدارة مؤسسة مسجد السيدة حورية فى الأسبوع الاخير من شهر شعبان سنويا بمولد صاحبة الضريح حفيدة الإمام الحسين، ويقيم أقطاب الطرق الصوفية وعائلاتهم من ابناء بنى سويف والمحافظات الأخرى السرادقات بالساحة المواجهة للمسجد والشوارع المحيطة به أيضا، وينتشر الباعة على جانبى الشارع المؤدى إلى المسجد لعرض بضاعتهم من البلح والفول السودانى والهدايا، وكذلك الملاهى وألعاب الأطفال، وتغلق إدارة المرور الشوارع المؤدية للمسجد بالحواجز الحديدية وينتشر ضباط وأفراد الأمن لحفظ النظام بالمنطقة التى تكتظ بالزوار خاصة فى الليلة الكبيرة "الختامية" التى تعلو فيها أصوات أشهر المنشدين بالمديح والابتهالات داخل سرادقات أقطاب الطرق الصوفية وسط إقبال من المواطنين ومريدى السيدة حورية حتى صلاة الفجر.

 قنا
 

فى محافظة قنا وعلى بعد ما يقرب من 60 كيلو متر شمال مدينة قنا تجد أحد أشهر الأضرحة فى صعيد مصر هى أضرحة الأمير ضرار وإخوته "خوله" و"الناظر" التى تقع بقرية "هــو" التابعة لمركز نجع حمادى وتقع بمنطقة مدافن جبل هو ويلجأ إليها البسطاء للتبرك بها والبوح بأمانيهم.

سيدة ونجلتها المتأخرة فى الزواج وأخرى تأتى بنجلتها التى تأخرت فى الإنجاب وآخر يتوضأ بالمياه المباركة مع دعائه المتكرر إلى الله بالشفاء وهناك بجانب الضريح أخرى تستند بطفلها تدعو له بدوام الصحة والعافية وأن يحفظه الله من عيون الحاسدين هذه هى القصص التى تجدها بمجرد أن تصل إلى ضريح الأمير ضرار بن الأزور وأشقائه " الناظر " و"خولة "وسط منطقة مدافن قرية هو.

تقول الروايات أن الأمير ضرار بن الأزور الأسدى، كان أحد أبطال صدر الإسلام، واشتهر بجهاده فى حروب الردة تحت قياده خالد بن الوليد، وأخته خوله بنت الأزور الأسدى، التى حاربت بشجاعة وسط الجيش الإسلامى فى حرب الروم متخفية، لإنقاذ أخوها من الأسر، وسميت بالفارس الملثم.

ويتردد منذ سنوات طويلة، أن الأمير ضرار جاء وإخوته خوله والناظر إلى صعيد مصر، وبالتحديد إلى محافظه قنا، ووافتهم المنية فيها، واعتبرهم الناس من أولياء الله الصالحين، وبنو لهم أضرحة يتباركون بها فى قرية "هــو".

ولهذه الأضرحة الثلاثة من يقيمون على خدمتها ويستفيدون أيضا بما يقدمه المترددون من نذور، وتجد أيضا مريدين ممن يروجون للكرامات التى تحل على زائريها وينسجون القصص والروايات التى تجتذب البسطاء، ومن أشهر القائمين على خدمة أضرحه الأمير ضرار وإخوته عائلة "النقباء" التى تقيم بجوار ضريح الأمير ضرار وتتوارث على مر السنين خدمة الأضرحة ، وتنقسم إلى سبعة عائلات، يتولى كل بيت حراسة الضريح ورعايته يوم من أيام الأسبوع، وتحصيل النذور فى هذا اليوم، وتوارثت العائلة المكان جيلا بعد الآخر، وتحفظ عن ظهر قلب الخطوات التى ابتدعوها لينفذها الزائرون للحصول على البركة.

وفور وصول الزوار تبدأ إحدى أفراد عائلة النقباء بشرح خطوات التبرك بالضريح والتى تبداها بأخذ ماء من بئر موجود فى مدخل بوابة الأضرحة لتتوضأ بالمياه وتبين بزيارة الأضرحة والدعاء.

وتقول ما تسمى "النقيبة" التى التقيناها إنه تقام ليلة للأضرحة السبت من كل أسبوع وتقوم فيه العائلات الكبرى بالاستعانة بكبار المنشدين والمقرئين وتقديم الولائم لأهالى المنطقة والزائرين.

وأضافت أن الاحتفال السنوى يكون يوم 15 شعبان، ويسمى عيد "البيات" السنوى، حيث تقوم عائلة النقيب بأخذ ثوب الضريح والطواف به فى القرية لمباركة المكان، كما تقوم كل عائلة بزيارة موتاها والمبيت عند المقابر لليوم التالى، وتقام الولائم ويوزع الطعام والفاكهة، ويتم شراء الطبول والألعاب للأطفال وسط مدافن القرية.

ومن جانبه قال الحاج محمد إحدى القانطين بمنطقة الأضرحة، أن هناك العديد من الأفكار الشائعة والخاطئة يرددها الزائرين للأضرحة الثلاثة أشهرها أن الزوار يعتقدون خطأ أن من يتمكن من زيارة الضريح 7 أيام سبت متتالية ، تحسب له حجة، وهذا ليس له علاقة بالإسلام وحج بيت الله الحرام و يعتقدون أيضا بأن زيارة أصحاب الرسول وأضرحتهم كزيارة قبر النبى عليه الصلاة والسلام.

هذا فى الوقت الذى تقوم به السيدات بالتبرك بالرمال المحيطة بالأضرحة أيضا وسير السيدات المتاخرات فى الأنجاب ليتمكن من إنجاب الأطفال وكذلك التبرك بمياه البئر فى الضريح، ويعتبر مقام سيدى " عبد الله القرشى" بقنا أحد الأولياء المقربين لـ"آل بيت رسول الله" وفى رمضان تأتى زيارته هذا المقام من جانب أبناء محافظة قنا بفضيلة وعادات قديمة يلجأون للزيارة والتبرك من صاحب المقام وهو فقدان الزائر لشىء غال أو دعاء المظلومية على شخص يؤذى المريد، ويخصون بذالك أيام الأسبوع فى رمضان وفائدة الأربعاء ، فى اللشهور العادية، ولكن فى رمضان لاتقتصر الزيارة على هذا اليوم فقط.

 زيارة مقام سيدى عبد الله القرشى فى شهر رمضان لاترتبط بيوم فى أغلب القاصدين والراغبين يأتون لزيارة المقام، ويخصصون الأدعية وبغض الأوراد المعينة ، والذى يرددها الشخص الذى فقد شىء معين فى يأتى للتبرك والزيارة والدعاء بورد فائدة الأربعاء حتى يخصل على الشئ الذى فقدة بمجرد العودة إلى منزله.

 وزيارة مقام القرشى وأخذ "فائدة الأسبوع" والتى ترتبط بعادات قديمة لدى القنائيين لكن فى رمضان يسمح بقراءة تلك الأوراد فى أى يوم من الأيام من شهر رمضان المبارك، ويشهد المقام قبل صلاة الظهر على مدار الأسبوع توافد أبناء المحافظة لأخذ البركة وحتى يتمكن الزائر من معرفة الضرر الذى لحق به، أو يعثر على الشىء المفقود.

الفيوم
 

تشتهر محافظة الفيوم بوجود عدد كبير من المقامات والأضرحة بمراكز ومدن المحافظة بها والتى يصل عددها إلى 300 مقام وضريح ، ومعظم شوارع مدينة الفيوم يطلق عليها أسماء شيوخ هذه المقامات ، كما تسمى بها عشرات القرى على مستوى المحافظة.

ففى مدينة الفيوم يوجد مسجد الشيخ على الروبى وهو أشهر الأضرحة على مستوى المحافظة يتردد عليه عشرات الزوار من داخل المحافظة وخارجها.

 وللمسجد قصة تاريخية ، حيث كان أمر ببنائه السلطان برقوق عام 893 هجرية تكريما للعابد الناسك الشيخ على الروبى الذى إستوطن الفيوم وولد الشيخ على الروبى فى القرن الثامن من الهجرة فى العهد الاول للسلطان الناصر محمد بن المنصور وكان يمتد نسبه إلى العباس "عم الرسول صلى الله عليه وسلم" فهو على بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبو المجد بن عبد الله بن شافعى بن محمد المعتصم بن أبو بكر بن إسماعيل بن أحمد بن أمير المؤمنين عبد الله المأمون ، ويقال أن الروبى بشر برقوق بتوليه السلطنة عندما كان لا يزال أميرا، وعندما تولى بالفعل سلطنة مصر بنى لأستاذه مقاماً ومسجداً ليجتمع فيه بمريديه من أجل العبادة والذكر، وألحق بالمسجد مئذنة ذات سلمين، وظل يحفظ لأستاذه الود حتى وفاته.

 وفى بداية دخولك للضريح تجد ساحة الضريح المتسعة وفى نهايتها باب يؤدى إلى الضريح الموجود داخل غرفة وهو مصنوع من الخشب بالطراز الاسلامى يعلو قبر الروبى وتوجد أيضا غرفة جانبية صغيرة بنفس المكان مدفون بها أحد المشايخ ، ألحقت بالضريح فى العهد العثمانى عندما تم تجديده، ويقع مسجد الروبى ملاصقا لساحة الضريح كما يوجد مصلى السيدات 

وبداخل ضريح الروبى تم العثور على لوحة خشبية كُتب عليها"بسم الله الرحمن الرحيم.. ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".. هذا ضريح الشيخ العابد الزاهد على الروبي.. انتقل إلى رحمة الله فى السادس والعشرين من ذى الحجة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، ويوافق هذا التاريخ عام 1391 ميلادياً.

 والضريح يقصده الزوار من مختلف مراكز ومدن المحافظة خاصة من العاجزين والمعاقين وكبار السن الذين يأتون ويتضرعون اليه ويطوفون حوله استبراكا به واقتناعا بشفاعته لهم لقضاء حوائجهم وحفظ أبنائهم وشفاء مرضاهم ، ويكثر زوارة فى أيام الجمعة وهذه الأيام للاحتفال بليلة النصف من شعبان وتقام الموائد والولائهم فى المسجد هذه الأيام وتقدم للزوار أشهر الأطعمة كما يقام مولد سيدى الروبى كما يطلق عليه رواده .

ويقول إبراهيم عبد الباقى مدير عام الآثار الإسلامية بمحافظة الفيوم، أن المنطقة الأثرية عبارة عن مسجد وضريح وقبه بناهم السلطان برقوق اعترافا منه بجميل الشيخ على الروبى رحمة الله عليه الذى يتصل نسبه بالعباس بن عبد المطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو من أولياء الله الصالحين وكان يطلق عليه الشيخ العبد الزاهد وقد بشر السلطان برقوق عندما كان أميرا أنه سيصبح سلطانا وبالفعل تحققت البشرى فقرر السلطان بناء المسجد اعترافا بفضل الشيخ عام 784 هجريا وحتى يجتمع فيه محبى العلم ومحبى الشيخ وعندما توفى الشيخ على الروبى عام 785 هجريا تم عمل الضريح ودفن فيه.

ولفت عبد الباقى إلى أن المسجد الذى بناه السلطان اندثر وبنى مكانه المسجد الحالى أما القبة والقبة الضريحية والمئذنة فبقيا كما هما وتم تجديدهم فى العصر العثمانى والقبة والضريح مثل معظم القباب والأضرحة فى مصر فى هذه الفترة ، حيث أن تصميمها عبارة عن جزءمربع ثم جزء مثمن ثم جزء مستدير ثم قبة وبها سارى من النحاس والمئذنة بنيت فى العصر المملوكى وجددت فى العصر العثمانى وبنفس النمط والقبة بها فتحات من الداخل للتهوية والإضاءة.

وأشار مدير عام الآثار الإسلامية بالفيوم ،إلى أن الضريح نال الكثير من الاهتمام فى الترميم وكان آخر ترميم له فى عام 2006 ، وأنه يعانى بعض المشكلات مثل تسرب مياه الصرف الصحى بداخله وتم مخاطبة المحافظة والاتفاق على حل هذه المشكلة فى وقت قريب، كما يعانى المسجد والضريح من انتشار العشوائيات حوله مما يعيق محبى وزائرى الضريح .

أما ناصر سيف اليزل فهو العجوز الذى تجاوز الخامسة والستين من عمره ولم يفارق الضريح يقضى معظم يومه بجواره قائلا " سيدى على الروبى زارنى فى الرؤية وأعطانى سلاح وألبسنى ملابس جندى وقال لى انت حارس وخادم ومن وقتها لم أفارق الضريح وسخرت نفسى لخدمته وسيدى لى لديه رسول اسمه محمد يقوم بإيصال رسائله الى المدينة ، ويؤكد أن سيدى على بيكلمنى وانا عارف كل الأسرار زى أن السكرتيرة الخاصة به هى الشيخة مريم الموجود لها مقام بوسط مدينة الفيوم وأنا بفضل تقربى للضريح أرى ما لايراه الناس وأعلم نفوسهم وأى شخص يدخل هنا ليؤذى المكان سيدى على الروبى يدلنى عليه وأراقبه ولو لزم الأمر أتدخل وأمنعه.

 كما يحظى مقام الشيخ حسن بحى الحواتم بمدينة الفيوم باهتمام عدد كبير من أهالى الفيوم الذين يحرصون على زيارته خاصة يومى الخميس والجمعة للاستبراك بالمقام ويقام له احتفال كبير ومولد فى أعياد شم النسيم ورغم عدم وجود قصة معروفة لسبب تسمية الضريح وتضارب الأقاويل حوله، إلا أن المنطقة الموجود بها تسمى بمنطقة الشيخ حسن والسيدات يترددن عليه خاصة يوم الخميس وهن يحملن معهن الأرز بلبن والأطعمة ويقدمونها لزوار الشيخ استبراكا به على حد قولهن.

 وكان للسيدات أيضا نصيب من مقامات الفيوم وأضرحتها ففى وسط مدينة الفيوم بميدان السواقى يوجد مقام الشيخة مريم الشهير والذى يختلف الناس على الرواية الحقيقة له فالبعض يقول انها مسلمة والبعض يقول إنها مسيحية ولذا يقصدها المسلمون والأقباط الذين يحرصون على زيارتها خاصة فى أعياد شم النسيم .

 القليوبية
 

 تنتشر العديد من الأضرحة بمحافظة القليوبية، حيث يقوم المواطنين بالتبرك بها ظنا منهم أنه تحل مشاكل العنوسة وتأخر الإنجاب

وتنتشر تلك الأضرحة فى عدة مدن وقرى المحافظة، ويقوم الأهالى لهم بإعداد الموالد وتجميع ذويهم وتقديم المأكولات لبعضهم البعض، للتبرك بصاحب الضريح

ومن أهم الأضرحة بالمحافظة مقام سيدى عواض بمدينة قليوب، ومقام سيدى حسن العراقى بمدينة طوخ، وضريح سيدى عبدالله النجار، وضريح الشيخ يسرى بمدينة بنها

وضريح جدنا سيدى محمد أبو وردة بمدينة طوخ، وسيدى عبد الرحمن وسيدى رضاض وسيدى العوام واليتيم، وسيدى عواض بقليوب، والدكرورى بقرية كفر الجمال بطوخ، ومقام الطوخى بمدينه طوخ.

و ضريح المغازى بقرية العمار، وضريح سيدى النفيلى بكفر العمار، و ضريح طه، وضريح القرنفيلى بقرية نوى بشبين القناطر.

وضريح شريف الدكرورى بالقناطر الخيرية، وضريح سيدى سعيد بشبين القناطر، وبن الجمال، والسنارى بقرية طحوريا، وضريح سيدى شومان بقرية ميت كنانة بطوخ فى نوى، وضريح سيدى الأربعين بقرية الحصة بطوخ

عروس البحر بلد الأضرحة
 

تعتبر محافظة الإسكندرية من أشهر المحافظات التى يتواجد بها أكبر عدد من الأضرحة نظرا لوجود البحر الذى كان يأتى اليه العديد من الأئمة والشيوخ والتمركز فى محافظة الإسكندرية للعمل والاستقرار .

وهناك مناطق بالإسكندرية يوجد بها أكبر عدد من الأضرة الخاصة بآل البيت مثل كوم الدكة ووسط البلد وشارع فؤاد والنبى دانيال ومنها منطقة بحرى والانفوشى وميدان المساجد التى كانت مقابر قديما ويتم دفن الاولياء فيها ، حتى فى العصر الحديث عندما يتم اكتشاف ضريح تحت الأرض يتم نقل رفاته الى ميدا المساجد ببحرى .

 وعند ذكر اسم محافظة الإسكندرية يأتى فى اذهاننا المرسى ابو العباس كما يطلق عليه الموطنون باللغة العامية، وهو اسمه الحقيقى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أميرمصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب.

وكان ابو العباس المرسى عاشقاً للقرآن والتفقه فى أمور الدين وكان محباً لعمل الخير واشتهر بالصدق والأمانة وكان رمزاً للتاجراً الماهراً الأمين وقدوة للشباب فى التدين والنجاح فى التجارة ، وفى عام 640 اعتزوم والده الحج بصحبه أخيه وامه وركبوا البحر وبالقرب من تونس هبت عاصفة واغرقت المركب ومن فيها ماعدا ابو العباس ونجا من الغرق ، فاستقر فى تونس ومن بعدها انتقل الى مصر بعد أن اتعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى.

وبعد مرور مئات السنين على وفاته اشتهرت مدينة الإسكندرية واقترنت بأسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصاً ويقرأون له الفاتحة ، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام والقبة التى تموضعها فى مصلى السيدات والقاء الشموع ، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد.

وبعد وفاته عام 686 هـ دفن فى مقبرة باب البحر وفى عام 706هـ بنى عليها مسجداً، وتم تطويره فى عهد الملك فؤاد الأول ووضع له تصميم المعمارى الإيطالى ماريو روسى.

البحر الأحمر
 

يعد ضريح سيدى أبو الحسن الشاذلى، أهم الأضرحة واشهرها بمحافظة البحر الأحمر، حيث يقع على بعد قرابة 150 كيلو متر من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر، وبوادى حميثرة، وسط الجبال الوعرة.

 سميت القرية التى يقع فيها الضريح والمسجد باسم أبو الحسن الشاذلى نسبة لصاحب الضريح، والذى يعد أحد أقطاب الصوفية ، والذى وافته المنية فى ذلك الوادى عند مروره به إلى "ميناء عيذاب" التى تقع جنوب البحر الأحمر، للذهاب لقضاء فرائض الحج.

 الآلاف من كل محافظات مصر ومن دول أخرى يزورون الضريح وقد وصلوا اليه من مسافات بعيدة وتحديدا فى توقيت الاحتفال بمولده، حيث يقوم الحاضر إلى تلك المنطقة بإحضار طعامه وشرابه ومكان مبيته من الخيم معه، وفى بقعة قريبة من الضريح ومقامه أو من الوادى يقيم مقصده ويزور المقام.

 وتبلغ مساحة ضريح ومسجد أبو الحسن الشاذلى، آلاف متر، وبلغت تكلفه تجديده 12 مليون جنيه، وأن المساحة التى تم تخصيصها، اقيم عليها المسجد والضريح والعارف بالله الشيخ أبو الحسن الشاذلي، بالإضافة لساحة كبيرة للزوار.

 وتنظم الطرق الصوفية رحلات لموريديها لزيارة ضريح الشيخ أبو الحسن الشاذلى، حيث تقوم الطرق الصوفية، بإحضار كميات كبيرة من المشروبات والإطعمة والمواشى الذين يقومون بذبحها فى أيام المولد، داخل ساحات كل طريقة هناك، حيث يوجد بمحيط الضريح ساحات أقامتنها تلك الطرق الصوفية لاستقبال أبنائها فى وقت المولد والزيارات للضريح .

 تستمع داخل ضريح أبو الحسن الشاذلى لحلقات الذكر والمديح، والدعاء، وأصوات مختلفة تسمعها وأنين التقرب بواسطة تلك المقام، والجميع يرفع أكف الضراعة ويدعوا الله داخل المقام، ولوحظ أيضا من يرش العطور بداخله ومن يبيع البخور على أبوابه، ومن يدعى لك ومن يطلب منك الدعاء، لابنه أو ابنته أو شخص مريض له أو به داء.

 ومن ناحية أخرى، هناك الكثير ممن حول الضريح يقيمون حوله من أجل لقمة العيش من التجار، من يبيع حلوى المولد ومن يبيع لعب الأطفال والمشغولات البدوية وحتى أصحاب المقاهى كان لهم نصيب فى أن تكون لهم لقمة عيش هناك.

 

 

 


 

 

 


 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة