صور.. أهالى "القصر" بالوادى الجديد يطالبون المحافظ بتمليكهم الوحدات السكنية

الأحد، 27 مايو 2018 05:00 ص

الوادى الجديد – ماهر أبو نور

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أجملها تلك الابتسامة التى ترتسم على وجه متعب من الهموم و الأحزان التى التهمت ملامحه، حتى أصبح بقايا إنسان وهو حال البسطاء من أهالى قرية القصر الاسلامية التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد وتحديدا فى المنطقة الأثرية التى تم حظر البناء فيها بموجب قرار المجلس الأعلى للآثار مما جعل تلك الأسر يعيشون رحلة معاناة عمرها 27 عام تحت أنقاض منازل آيلة للسقوط وظلوا يطالبون بتسليمهم أراضى أو وحدات سكنية وتمت بالفعل الموافقة على تفعيل قرار التسليم الذى تأخر كثيرا لتتحول ملامح الحزن إلى فرحة كبيرة لم تخل من التوجس والريبة حيث أن تلك الوحدات السكنية بنظام الإيجار كحق انتفاع وليست تمليك .

وكان "اليوم السابع" انفرد بنشر قضيتهم فى تقرير بعنوان "الوجه الآخر لأعرق قرية تاريخية بالوادى الجديد.. منازل آيلة للسقوط ونقص خدمات" وتبعته بعدة تقارير عن مشكلات هؤلاء البسطاء وعدم قدرتهم على حل مشكلاتهم ومنها تقرير بعنوان " صور.. مواطن بالوادى الجديد يستغيث بوزير الآثار لصدور قرار بإزالة منزل مرخص له بالبناء" وتقرير آخر بعنوان " صور.. مسنة تستغيث.. غلبها المرض وأجبرها "النمل الأبيض" على العيش فى الشارع" وتقرير ثالث بعنوان " صور و فيديو.. مأساة أرملة وأطفالها يعيشون فى منزل آيل للسقوط " وهى بعض النماذج من حالات المعاناة التى يعيشها أهالى القصر وبالفعل كانت الاستجابة عاجلة من اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد بالتوجيه العاجل بتنظيم القرعة العلنية لتوزيع الوحدات السكنية فى مرحلتها الاولى بإجمالى 64 متضرر من المواطنين .

وقال هيثم سيد حنفى من أهالى قرية القصر لــ" اليوم السابع" أنه يعمل فى مهنة صناعة الفئوس والقادوم للمزارعين ولا يستطيع أن يعيش فى وحدة سكنية بدون حظيرة ملحقة لها فهو يطالب بالحصول على "مسطاح " أو حظيرة صغيرة يضع فيها احتياجاته حيث أنه لا يعمل سوى تلك المهنة التى يتكسب منها وينفق على أسرته ويتمنى أن يتم تمليك الوحدات السكنية لهم بديلا عن الإيجار حيث أنهم لن يكونوا قادرين على سداد الإيجار ويتم تحويلها إلى نظام التمليك وخاصة أنهم سيتركون منازلهم وعمالتهم غير منتظمة.

وأضاف محمد على حسين أحد المتضررين من المشكلة أنه بالفعل حصل على وحدتين سكنيتين له ولوالده المسن بتوجيهات من المحافظ ويتمنى أن تغيير نظام الإيجار ليتحول إلى نظام التمليك حيث أنهم ليس لديهم وظيفة ثابتة توفر لهم القدرة على سداد القيمة الإيجارية بجانب ما خسره فى تكلفة بناء منزله الذى تم وقف استكمال بنائه لمخالفته قرار الحظر الصادر من المجلس الاعلى للاثار بسبب تضارب قرارات الأجهزة الحكومية بمنحه تصريح بالبناء ووقفه مرة أخرى بعد الانتهاء من تنفيذ أعمال البناء بالكامل وانفاق كل مدخراته علي المنزل الموقوف عن استكمال بنائه .

وأكد محمد سيد سنوسى من اهالى القصر المتضررين أنه يتقدم بالشكر للمحافظ ورئيس المركز على تحقيق مطالبهم بتسليم الوحدات السكنية بصورة عاجلة ويطالب المحافظ بتغيير الشروط فيما بعد بنظام التمليك بالتقسيط حتى يشعر المواطنون بالارتياح وخاصة أن الإيجار متغير وقابل للزيادة فى ظل معاناتهم المستمرة لسوء الحالة المعيشية لاغلب المتضررين .

ومن جانبه أكد كمال إبراهيم رئيس مركز الداخلة فى تصريح خاص لـــ"اليوم السابع" أن اللواء محمد الزملوط وجه بسرعة حل كافة المشكلات التى يعانى منها أهالى قرية القصر وبالفعل تم إجراء القرعة العلنية بصفة عاجلة بعد مراجعة الكشوف الخاصة بالمستحقين من المتضررين مؤكدا أن هناك جهود يتم بذلها من أجل تحويل تلك الوحدات السكنية فى الفترة القادمة إلى نظام التمليك بدلا من حق الانتفاع حتى يتسنى للمواطنين الاستقرار .