نهلة الصعيدى

نساء صالحات.. خولة بنت ثعلبة

السبت، 26 مايو 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضربتِ المرأةُ المسلمة أروعَ الأمثلةِ، وأبهرَ النماذجِ التى حفل التاريخُ بها تُؤكِّدُ على أنَّها كان لها دور جليل وفاعل فى الحياة، ولم تقف موقف العاجز المسكين، ومن هذه النماذج خولة بنت ثعلبة من ربات الفصاحة والبلاغة والجمال وصاحبة النسب الرفيع، زوجها هو أوس بن الصامت رضى الله عنه أخو عبادة بن الصامت رضى الله عنه. وهو ممن شهد «بدر وأحد»، وأغلب الغزوات مع رسول الله، وأنجبت منه زوجته خولة ولدهما الربيع بن أوس، وقد دخل على زوجته يومًا فراجعته بشىءٍ فغضب عليها، وظاهر منها قال لها: أنت على كظهر أمى يريدُ بذلك أن يحرمَها على نفسِه، على عادةٍ كانت سائدةً فى الجاهلية، فخرجت إلى بيتِ النبى، وذكرت له ما لقيت من زوجِها: «يا رسول الله، أكلَ مالى، وأفنى شبابى، ونثرت له بطنى، حتى إذا كبرت سنى وانقطعَ ولدى ظاهر منِّى، اللهمَّ إنى أشكو إليك»، فجعل النبى–صلَّى الله عليه وسلَّم–يقول لها: «يا خولة، ابنُ عمِّك شيخ كبير فاتقى الله فيه، ما أعلمك إلا قد حرمتِ عليه»، فظلت تدعو الله، وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما كان يتغشاه عند نزول الوحى،فقال رسول الله «يا خولة قد أنزل الله فيك وفى صاحبك قرأنا» ثم قرأ عليها: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ *الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ............»، ثم بين النبى، صلى الله عليه وسلم، لها كفارة الظهار؛ لتعود إلى زوجها،وتخبره بما حدث.
 
وهكذا كانت هذه المرأة المسلمة سببًا لنزولِ هذه الآيات وتشريع الظِّهار، وذكر قصتَها فى القرآن، وترديد شكواها على لسان كل من قرأ القرآن.
 
ومما روى فى شأن خولة رضى الله عنها، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر بها فى زمن خلافته وهو أمير المؤمنين فاستوقفته، فوقف لها ودنا منها ووعظته. وقالت له: «يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً فى سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله فى الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشى الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب».
 
حتى أنهت حديثَها وانصرفتْ، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست رجالات قريش على هذه العجوز؟! فقال له عمر: «ويحك! أتدرى من هذه؟»، قال: لا، فقال له: «هذه امرأةٌ سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرفْ عنى إلى الليلِ ما انصرفتُ حتى تقضى حاجتَها».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة