-كونت جمعية لمناهضة الصهيونية باسم حركى.. واستقلت من العمل بجهاز الشرطة وعملت بالمحاماة وتفوقت على أجيال كبيرة
لا تتجاوز الصورة المعروفة عن رجال القانون، مشاهد جلوسهم على منصة العدل قضاة ومستشارين ينطقون بالأحكام بعد استماع لمختلف أطراف القضية، أو محامين يرتدون روب المحاماة..
يفندون فى ساحات المحاكم أدلة الدفاع عن موكليهم أو إدانة خصومهم.. لكن السطور التالية تحاول الإبحار فى عالم مختلف عن الصورة المعتادة، وتتجول فى ملامح «الوجه الآخر» لرجال القانون، وتقلب معهم فى الجوانب الاجتماعية لتقترب أكثر من شخصياتهم.
.jpg)
احكِ لنا تاريخ نشأتك الاجتماعية؟
- أنا من عائلة شرطية، وعائلة والدتى تعمل بالقضاء، ووالدى كان ضابط شرطة، وكان طموحى عندما كنت صغيراً أن أدخل كلية الهندسة لأنى كنت أرى نفسى عالماً، ولكن القدر كانت له كلمة أخرى، لأن والدى ألح عليا فى دخولى كلية الشرطة، ورفض دخولى الهندسة، بالرغم من أننى حصلت على مجموع كلية الهندسة، وكنت من أوائل الثانوية العامة عام 1984، فوافقت والتحقت بكلية الشرطة، وكان عمرى 17 عاماً، وتخرجت فيها وكان عمرى 20 عاماً ونصف العام، وعينت معيداً بكلية الشرطة.
هل هناك مواقف مؤثرة حدثت خلال عملك بالشرطة؟
- نعم الكثير، بعد تخرجى طلبت نقلى من العمل بكلية الشرطة معيداً، إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، دفعنى لذلك أن تجارة المخدرات كانت رائجة فى تلك الفترة، وفى نفس التوقيت تقدمت لعمل دبلومة بجامعة عين شمس للحصول على درجة الماجستير، وكان ذلك صعبا للغاية، إلا أننى حصلت على دبلومتين فى سنة واحدة، وكان عمرى وقتها 21 عاماً، وخلال عملى بإدارة مكافحة المخدرات كنت أصغر ضابط بالإدارة، وحققت نتائج رائعة، تفوقت فيها على نفسى، وكان ذلك وقت تولى اللواء عبدالحليم موسى، وزير الداخلية، الذى واجه الإرهاب بصرامة، وبسبب الحقد لم أحصل على وسام الجمهورية بالرغم من استحقاقى له، ووقتها قررت ترك الإدارة.
متى تقدمت باستقالتك من الشرطة؟
- قبل أن أحكى تركى للعمل بالشرطة مع رفض والدى والعائلة تماماً، أوضح أننى سافرت إلى فرنسا لتحضير الدكتوراة عام 1999، وتقدمت بطلب للحصول على إجازة بدون راتب، وسافرت فرنسا على نفقتى الخاصة، ولم أكن أعرف اللغة الفرنسية، وحصلت على دبلومة فى الأدب والحضارة بفرنسا بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع تهنئة اللجنة وهى أعلى درجة، وليس ذلك فقط وحصلت على الأستاذية، وحصلت على الدكتوراة فى 3 سنوات، فى رسالة من 1500 صفحة، فى وقت كان يحصل عليها البعض فى 9 سنوات، ثم رشحت لامتحان مسابقة الأستاذية ووفقت، فأصبحت حالة فريدة وقتها.
هل واجهت صعوبات أثناء وجودك فى فرنسا؟
- طبعاً.. والدى قرر أن يوقف إرسال أموال لى.. لأننى لم أحصل على الدكتوراة كما كان يعتقد، ولم يكن لى أى مصدر دخل، فتوجهت إلى الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى الأسبق، وكان المستشار العلمى لمصر فى فرنسا، وطلبت منه أن يتم تعيينى فى منصب مدير المركز الثقافى المصرى، لأن الشروط تنطبق علىَّ، وذلك المنصب لا يعين به مبعوث، وأنا لم أكن مبعوثا، إلا أننى فوجئت به يعين مبعوثاً فى المنصب بالمخالفة للقانون، ولم أكن أريد العمل فى أى مهنة خشية من إهانة صورة ضابط الشرطة المصرى، لأننى وقتها كنت على قوة وزارة الداخلية..jpg)
وماذا فعلت ولم يكن لديك دخل للإنفاق منه؟
- فى أحد الأيام فوجئت باتصال هاتفى من الدكتور فتحى نجيب، وكان رئيس المحكمة الدستورية العليا، وقريبا لنا، جاء إلى فرنسا من موريتانيا للقائى، وأخبرته وقتها بأننى سأكمل دراستى فى فرنسا بأى طريقة، وعرفنى على والدى الروحى الدكتور على السمان، الذى له فضل كبير جداً، ولم أستطع العمل فى أى مهنة لأننى كنت ضابط شرطة، ولا أريد إهانة الشرطة المصرية، وتقدمت للعمل فى العديد من مكاتب المحاماة وكانوا يرحبون بى، ولكن يتم رفضى بعد عملى بيوم، وكان ذلك فى أكثر من مكتب محاماة، وتقابلت مع الدكتور السمان، وجلست معه ودار بيننا حوار طويل، بعد أن جمع عنى كل المعلومات، وأخبرنى بأنه علم أننى أخدم المصريين جميعاً بدون أجر، ومعروف جيداً لدى الجالية المصرية، والكثير منهم حضر مناقشتى لرسالة الدكتوراة، وعرفت بعدها منه سبب رفضى بالعمل بمكاتب المحاماة، وفوجئت أن سبب الرفض تكوينى جمعية مناهضة الصهيونية، وكنت أعمل باسم حركى فيها هو «عدلى»، وبعدها عرفنى على المجتمع الفرنسى..jpg)
هل هناك مواقف مع الدكتور على السمان؟
- نجحت فى أن أفك لغز قضية فى مكتبه، بعد أن عملت تحليلا واطلعت على القانون الألمانى، وأخرجت وجهة نظرى التى كانت صحيحة، ومن هنا بدأت أعمل مستشارا قانونيا لأصدقاء الدكتور على السمان، وبعدها تجولت فى أوروبا كلها، وأول أجر تقاضيته كانت 25 ألف يورو عن استشارة قانونية لدمج شركتين عام 2002..jpg)
ما هى المهنة التى كنت تفضلها بعيداً عن المحاماة؟
- أحب مهنة القضاء كثيراً، فهى من أهم المهن وأحد المهن التى أعشقها مثل المحاماة تماماً..jpg)
من مثلك الأعلى فى المهنة؟
- هناك الكثير من المحامين العباقرة مثل مصطفى باشا مرعى، أحمد شوقى الخطيب، على منصور، عبدالمجيد عامر، وكذلك عاطف الحسينى، وهم أمثلة ونماذج لمحامين وقامات قانونية كبيرة..jpg)
كيف تزوجت وكم عدد الأولاد؟
- تزوجت بعد تخرجى فى كلية الشرطة، وكان عمرى 20 عاماً، ولم أوفق فى تلك الزيجة، أنجبت خلالها بنتين، وبعد عودتى من فرنسا، تعرفت على زوجتى الحالية، وكانت تقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تعمل إعلامية هناك، وقررت ترك أمريكا، والرجوع إلى مصر للعيش معى، وأنجبت منها بنتان، فلدى نور، وياسمين.ما هى ألعابك المفضلة أو هواياتك؟
- أنا أحب عملى كثيراً، وإدمانى العمل هو حياتى، وأحب بلدى كثيراً، وهوياتى المفضلة لعبة الشطرنج، وأمهر شخص قابلته صاحب مقهى الحرافيش، وهو دكتور تخطيط أنشأ المقهى، وبناتى يلعبون الشطرنج، وأنا ألعب تلك اللعبة منذ أن كان عمرى 6 سنوات..jpg)