اليوم تحل علينا الذكرى الملهمة لأحد أجمل وأهم الأيام فى تاريخ مصر الحديث، ذكرى انتصار يوم العاشر من رمضان.
ففى مثل هذا اليوم البديع عام 1973 سطر جنود مصر البواسل وشعبها الأبى نصرًا مؤزرًا خالدًا زينوا به صفحات التاريخ بمداد من نور، فحاول بكل قوة أن يلهث خلفهم بقلمه، محاولاً أن يسجل جميع بطولاتهم الفردية والجماعية فلم يستطع.
فبعد حرب عام 1967 ظن الكيان الصهيونى البغيض أن بناءه لخط بارليف المنيع سيجعل من عملية استيلائه على أرض سيناء الطاهرة أمرًا أبديًا لا جدال فيه، ولم يدرك حينئذ بصلفه وغروره المعهودان أن للأسود البواسل رأى آخر، فبعد ساعات قليلة من بدء معركة التحرير العادلة فى هذا اليوم الرائع تهاوت تحت أقدامهم الصلبة جميع النقط القوية بطول هذا الخط الحصين، فحولوه من أكبر وأضخم وأغلى مانع صناعى فى التاريخ، إلى مزار سياحى يمرح فيه الأطفال والشباب والكبار ويلتقطون فيه الصور التذكارية.
إن أعظم ما يمكن أن نستلهمه فى هذه الذكرى العطرة أن يقدم كل منا لبلاده فى عمله بمنتهى الجدية والإتقان ما يتناسب مع الدماء الطاهرة التى سالت من شهدائنا الأبرار، لكى تبقى مصر الغالية عزيزة وأبية ومنيعة على أعدائها إلى يوم الدين بإذن الله، وتخبرنا دروس التاريخ التى لا مراء فيها أنه ما من احتلال إلا وقد زال وعاد الحق إلى أصحابه، لذا ففلسطين المحتلة وفى القلب منها القدس الشريف عائدة إلى أصحابها لا محالة وإن بدا للناظرين غير ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة