"الأقباط فى أفريقيا".. كنائس وأديرة تعزز الوجود المصرى بالقارة السمراء.. "الكاتدرائية" تمزج بين الأدوار الروحية والخدمات الإنسانية عبر مستشفيات ومراكز تعليمية.. وتدفع الدبلوماسية الرسمية للأمام

السبت، 26 مايو 2018 12:00 ص
"الأقباط فى أفريقيا".. كنائس وأديرة تعزز الوجود المصرى بالقارة السمراء.. "الكاتدرائية" تمزج بين الأدوار الروحية والخدمات الإنسانية عبر مستشفيات ومراكز تعليمية.. وتدفع الدبلوماسية الرسمية للأمام كنائس وأديرة تعزز الوجود المصرى بالقارة السمراء
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن القديس "مارمرقس" الرسول الذى دخل يبشر برسالة المسيح في الإسكندرية قبل قرون، يعلم أن رسالته ستمتد وتتسع من مصر التى قصدها وقتل فيها على يد الوثنيين حتى تبلغ جنوب أفريقيا وكينيا وتنتشر في أراض واسعة داخل القارة السمراء، التى كان أهلها يدينون بديانات أفريقية أو ربما بمذاهب مسيحية أخرى غير تلك التي بشر بها "كاروز الديار المصرية" كما تحب الكنيسة أن تسميه وهي الكلمة التي تعني البشير.

الكنيسة القبطية وابنتها الكنيسة الأثيوبية

انتبه البابا كيرلس السادس الذى حكم الكنيسة ما بين عامي 1959 وحتى عام 1976 لأهمية الدور الأفريقي مبكرًا، حتى وإن واجه بعض الصعوبات وشهد عصره انفصال الكنيسة الأثيوبية عن كنيسة الإسكندرية التي كانت تابعة لها من قبل إلا أن البابا كيرلس لم يقطع تلك الصلات التاريخية وعمل على توطيدها رغم الانفصال.

ترجع جذور العلاقة الكنسية بين مصر وأثيوبيا إلى القرن الرابع “في عهد البابا أثناسيوس الرسولي”, وكان أول بطريرك هو " أبونا سلامة” أب السلام”, وهو اسم قبطي،  وقد تولت الكنيسة القبطية رعاية الكنيسة الإثيوبية لمدة 1684 سنة عبر 111 مطران من سنة “330 إلى 1951″حين تولى أول مطران إثيوبي رئاسة إثيوبيا: وهو أبا جورجيوس “, ثم رقي عام 1959 علي يد البابا كيرلس السادس و دعي باسم الأنبا باسيليوس, ومن هنا تولت الكنيسة الإثيوبية رعاية نفسها بنفسها، دون أن يعزل البابا كيرلس كنيسة الإسكندرية عنها.

العلاقات بين كنيسة أثيوبيا وكنيسة الإسكندرية وطيدة وطويلة يقول البابا تواضروس عن ذلك "حين زرت أثيوبيا قال لي الأقباط هنا مارمرقس أبونا وكنيسة الإسكندرية أمنا" باعتبار الكنيسة الاثيوبية ابنة للكنيسة المصرية في الإيمان والعقيدة.

يترأس الكنيسة الأثيوبية حاليا الأنبا ماتياس، و هو رقم”6″ في تعداد الآباء البطاركة الإثيوبيين، وسبق وأن زار الكاتدرائية عام 2016 وبادله البابا تواضروس الزيارة العام التالي بينما لم يتوقف الأنبا بيمن اسقف قوص ونقادة عن زيارة أثيوبيا التى يبتعث لها كل شهرين إذ يتولى منصب منسق العلاقات الكنسية المصرية الأثيوبية، ويؤكد أن الكنيسة القبطية تمد ابنتها الأثيوبية بمساعدات طبية وعينية بشكل مستمر، كما تعمل الكنيسة على ترجمة كتبها وعظاتها إلى اللغة الأمهرية لتنشر الإيمان القبطي.

 

انفصال اريتريا عن اثيوبيا دفعها للانفصال عن الكنيسة المصرية

عام 1993 أعلنت دولة اريتريا استقلالها عن جارتها أثيوبيا، وهو الأمر الذى صاحبه رغبة من الدولة الوليدة في الاستقلال كنسيًا أيضًا عن كنيسة الإسكندرية، الأمر الذى عبر عنه الرئيس الأريتري أسـياسي أفورقي الذى زار البابا شنودة عام 1993 ، ليطلب استقلال كنيسة دولته، فما كان من البابا شنودة إلا أن وافق وعين خمسة أساقفة ارتريين لكنيسة اريتريا هناك، وفقا لما يذكره بحث الدكتور جوزيف رامز.

إلا أن العلاقات القبطية الأريترية لم تتوقف، ومازال رعايا اريتريا المقيمين بالقاهرة ، يحضرون قداس العيد بالكاتدرائية كل عام إذ يتم تخصيص مقاعد خاصة لهم، ويحرصون على حضور أعياد العذراء بالأديرة المختلفة مثل دير العذراء بجبل درنكة بأسيوط ودير العذراء المحرق بالقوصية.

 

الأنبا انطونيوس مرقس مبعوث البابا تواضروس في أفريقيا

في حين يتولى الأنبا أنطونيوس مرقس، أسقف عام شئون إفريقيا”ومقره حالياً”جوهانسبرج” بجنوب إفريقيا، متابعة كافة الكنائس القبطية في القارة السمراء إذ يشغل هذا المنصب يونيو 1976، يعاونه أسقف عام هو الأنبا بولس، تم تعيينه  أيضاً في يونية 1995، للمساعدة في خدمة الكنيسة في عملها في إفريقياوهو مسئول عن أسقفية “كينيا”، وفقا لبحث قدمه الدكتور جوزيف رامز أمين، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، فى دراسة بعنوان "الكنيسة القبطية والعلاقات العربية – الإفريقية".

ulXOlvM
 

 

أما بالنسبة للسودان، فإن الكنيسة القبطية فاعلة بقوة في الدولة الجارة ولديها ما يقرب من 23 كنيسة في مناطق الخرطوم وأم درمان وعطبرة بالإضافة إلى أربعة مدارس ثانوية، وعدد من المدارس الإعدادية و المكتبات و النوادي، و كان يقدر عدد المسيحيين الذين يتبعون الكنيسة القبطية هناك بأكثر من نصف مليون نسمة بالإضافة إلى وجود ما يقرب من ثلاثة أديرة في السودان تدخل السودانيين في الرهبنة المصرية التى قدمها القديس الأنبا انطونيوس للعالم أجمع كطريقة للعبادة في القرن الرابع الميلادي.

 

وفي  كينيا، تمتلك الكنيسة القبطية ما يقرب من 14 كنيسة هناك ودير ومركز قبطي، ومستشفى لتقديم الخدمات الصحية ومراكز للتدريب المهني وحضانة، كما توجد أرض مسجلة باسم الكنيسة القبطية في سانجا نينيا بكينيا، بحيث إنها معدة لبناء كنيسة أخرى علىها يخدم في هذه الكنائس أيضاً 7 كهنة، من بينهم 5 من الكهنة الكينيين المحليين المرسومين هناك، وراهبة، وحوالي 20 شماسا محليين يخدمون هناك أيضاً، ويقدر شعب الكنيسة هناك بحوالي 15ألف نسمة.

 

أما بالنسبة لتوجو وتنزانيا فقد حصلت الكاتدرائية فيهما على قطعتي أرض يعدان لتأسيس كنيسة قبطية هناك، جرى الاتفاق على إحداهما أثناء زيارة رئيس توجو للكاتدرائية  العام قبل الماضي.

 

أما في زائير فللكنيسة القبطية 3 كنائس هناك وكذلك 9 كنائس أخرى في جنوب أفريقيا، من بينها المركز القبطي في جوهانسبرج، كما يوجد مركز تنمية متكامل في مدينة الكيب وأيضاً مركز تنمية متكامل في نونجوما ناتال ومشروع مركز تنمية متكامل في “باريز” بالإضافة إلى ذلك هناك أرض أخـرى مسـجلـة باسم الكنيسة القبطية في بورت إليزابيث.

 

كما تم بناء كاتدرائية كبيرة فخمة حسب الطقس القبطي على اسم القديس مارمرقس في جوهانسبرج وتم الصلاة فيها وكذلك تدشينها البابا شنودة الثالث ، فضلا عن أراضي أخرى في مراحل التسجيل في ديربان وفي ننجوما ناتال.

كل تلك الكنائس المنتشرة بطول القارة السمراء وعرضها تجعل الكاتدرائية تتجاوز أدوارها الروحية والثقافية نحو أدوار أخرى تدفع الدبلوماسية الرسمية للأمام في القارة السمراء.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة