أكرم القصاص - علا الشافعي

فى ذكرى سقوط الأندلس.. طليطلة فى يد القشتاليين

الجمعة، 25 مايو 2018 08:30 م
فى ذكرى سقوط  الأندلس..  طليطلة فى يد القشتاليين صورة تعبيرية عن سقوط الأندلس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 1085 سقطت طليطلة فى أيدى القشتاليين، وكان ذلك بداية سقوط  دولة الأندلس حتى انتهى الوجود الإسلامى بسقوط غرناطة عام 1492، فكيف حدث ذلك؟
 
كانت طليطلة من أكبر دول الطوائف، وتحتل موقعًا مميزا فتقع على مشارف الأندلس الشمالية، وعرفت منذ قيام الأندلس بالثغر الأوسط، نظرًا لوجودها بجوار حدود الممالك الإسبانية.
 
وقامت فى هذه المنطقة بعد سقوط الخلافة الأموية دولة "بنى ذى نون" حيث تولى إسماعيل بن ذى نون حكم طليطلة سنة (427هـ= 1036م) لكنه لم يمكث فى الحكم إلا قليلاً، إذ توفى فى سنة (435هـ= 1043م) وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل، وتلقب بالمأمون.
 
وقد استطال مدة حكم "المأمون بن ذى النون" ثلاثة وثلاثين عامًا، أنفق معظمها فى حروب داخلية مع منافسيه من ملوك الطوائف، واستهل صراعه مع "ابن هود" صاحب مملكة "سرقسطة، واستعان كل منهما فى صراعه بملوك بقشتالة.
توفى المأمون سنة (467هـ= 1075م) بعد أن نجح فى بسط سلطانه على رقعة كبيرة من أرض الأندلس، وامتد حكمه ليشمل بلنسية وقرطبة، وقد خلفه حفيده "يحيى بن ذى النون" وكان فتى مترفًا قليل الخبرة والتجارب، وجنى يحيى بن ذى النون نتائج سياسته الحمقاء، فتعرض لدسائس خصومه بالداخل، وغارات جيرانه بالخارج، فالتجأ يحيى إلى قشتالة يلتمس منها الصون والحماية، نتيجة عجزه عن إدارة دولته، وضبط أمورها، وكان يحيى يعترف بطاعته لملك قشتالة ويدفع له الجزية، كما كان يفعل جده، ولكن ملك قشتالة غالى هذه المرة فى طلباته، واشترط دفع مزيد من المال، وتسليم بعض الحصون القريبة من حدوده.. كل ذلك "ويحيى بن ذى النون" عاجز عن رده، حتى كادت خزائنه تنضب.
 
كان ملك قشتالة قد أعد خطة للاستيلاء على طليطلة، ساعده على تحقيقها تحالفات مخزية مع بعض ملوك الطوائف، مثل الحلف الذى عقده مع "المعتمد بن عباد" ملك إشبيلية، تعهد فيه بأن يعاون ابن عباد بالجند ضد أعدائه من الأمراء المسلمين، وفى مقابل ذلك يتعهد ابن عباد بأن يدفع لملك قشتالة جزية كبيرة، وأن يتركه حرًا طليقًا فى أعماله ضد طليطلة، وألا يعترض سبيله فى الاستيلاء عليها، وكان معظم ملوك الطوائف يؤدون فى ذلة الجزية لملك قشتالة خوفًا من تهديداته، وطلبًا لعونه ضد بعضهم بعضا، ولم يسلم من هذا التصرف الشائن سوى الأمير المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس.
ومن جانب آخر اتبع ملك قشتالة سياسة إرهاق طليطلة بشن الغارات المتوالية عليها، وتخريب مزارعها واستنفاد مواردها، وظل يمارس تلك السياسة أربع سنوات كاملة، منذ أن أعاد يحيى بن ذى النون إلى عرشه سنة (474هـ= 1081م)، حتى يجد الفرصة السانحة للانقضاض على المدينة المنهكة، فلا تقدر على دفع الخطر الداهم عنها.
 
وفى سنة (477هـ= 1084م) ضرب ألفونسو ملك قشتالة حصاره حول طليطلة، ولم يتقدم أحد لنجدتها، وكان يمكن لملك إشبيلية المعتمد بن عباد أن يكون أول من يقوم بالنجدة، لكنه لم يفعل هو ولا غيره، باستثناء المتوكل بن الأفطس، الذى أرسل ولده الفضل بجيش قوى لدفع ألفونسو عن طليطلة، لكنه لم يوفق، على الرغم مما أبداه من حماسة بالغة وما خاصة من معارك دامية.
 
استمر الحصار نحو تسعة أشهر، واستبد بالناس الجوع والحرمان، واشتدت الحاجة دون أن تلوح فى الأفق بادرة أمل، فاضطر يحيى إلى تسليم المدينة، وغادرها إلى بلنسية. أما ألفونسو فقد دخل المدينة ظافرا فى يوم الأحد الموافق 25 مايو 1085م).









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة