شارك الرئيسان الروسى والفرنسى الجمعة فى المنتدى الاقتصادى الذى يجمع كبار رجال الأعمال الروس فى سان بطرسبورج حيث دعا ايمانويل ماكرون الى زيادة الاستثمارات الفرنسية فى روسيا، فيما حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من العقوبات والحواجز التجارية.
وقال ماكرون فى كلمته خلال المنتدى "أمام علاقتنا مستقبل كبير لأن اوروبا تمتد من الأطلسى إلى الاورال. وقال بوتين بدوره ان "فرنسا شريكتنا القديمة والتقليدية والموثوقة". وان رحب بزيادة التبادل بينهما الى 15,5 مليارات دولار فى 2017، قال انها لا تزال أدنى بكثير من المبادلات مع الصين التى بلغت 85 مليار دولار ويتوقع ان ترتفع قريبا الى مئة مليار.
جلسة المنتدى
تنشط نحو 500 شركة فرنسية فى روسيا توظف قرابة 170 الف شخص لا سيما فى قطاع الطاقة والمالية. ولكن ماكرون قال إنه "يمكننا فعل المزيد (...) علينا ان نفتح طرقاً جديدة مثل الاغذية الزراعية والفضاء والمدن المستدامة وخدمات الطاقة والمجال الرقمي".
واكد الرئيس الروسى من جهته ان العالم يحتاج إلى وقف الحروب التجارية فى ما بدا انه رد على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وقال بوتين فى كلمته أمام المنتدى الاقتصادى فى سان بطرسبرج بحضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبى والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون "لسنا اليوم بحاجة إلى حروب تجارية بل إلى سلام تجاري".
وحذر بوتين من أن تضافر العقوبات والحواجز التجارية وانعدام الثقة بين الدول والشركات من شأنه أن يقول إلى أزمة عالمية لا مثيل لها.
وقال "نشهد بداية دوامة من العقوبات والحواجز وهى تؤثر على عدد متزايد من الدول والشركات". واضاف ان هذا "من شأنه أن يؤدى الى أزمة تؤثر على كافة قطاعات الاقتصاد لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل".
جانب من المنتدى
وفى اليوم الأول من زيارته الى روسيا الخميس، اكد ماكرون بعد سنة من اول لقاء منفرد له مع بوتين، انه يريد "احراز تقدم" معه حول الملف النووى الايرانى وسوريا واوكرانيا، على رغم "سوء الفهم" المتراكم.
واجتمع الرئيسان طوال اكثر من ثلاث ساعات فى قصر قسطنطين، فى ضواحى سان بطرسبورج، العاصمة الامبراطورية الروسية السابقة حيث استقبل بوتين الثنائى ماكرون على شرفات تطل على خليج فنلندا.
وقال بوتين فى نهاية هذا اللقاء ان "فرنسا شريكنا التقليدى، نقدر علاقاتنا المفيدة للطرفين... ونتمسك بحوار سياسى كثيف جدا"، مشيدا باجواء الانفتاح بينهما.
من جهته، وعد ماكرون بالعودة الى روسيا لحضور مونديال 2018 فى كرة القدم هذا الصيف اذا ما "اجتازت فرنسا الربع النهائى".
ويشارك ماكرون فى منتدى سانت بطرسبورج الدولى الاقتصادى كضيف شرف الى جانب رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي.
وأعلن ماكرون الذى يرافقه وفد من رجال الأعمال الفرنسيين عن توقيع حوالى خمسين عقدا خلال زيارته ينص احدها على دخول مجموعة توتال الفرنسية فى مشروع نوفاتيك الكبير للغاز الطبيعى المسال فى القطب الشمالى الروسى ب 2،5 مليار دولار.
كلمة بوتين خلال المنتدى
واذا كان الشق الاقتصادى من المحادثات بين رئيسى الدولتين يبدو واعدا، فان المواضيع السياسية المزعجة ما زالت مستمرة ومنها الازمة الاوكرانية والنزاع السورى، وايضا تسميم العميل الروسى المزدوج سيرغى سكريبال فى بريطانيا وتبعته موجة طرد للدبلوماسيين.
وأكد ماكرون الذى التقى مساء الخميس مندوبا عن منظمة ميموريال غير الحكومية وأرملة الكاتب الشهير والمنشق الكسندر سولجنيتسين، انه ناقش مع نظيره الروسى حالتى المخرج الروسى كيريل سيريبرنيكوف الخاضع لإقامة جبرية، والمخرج الاوكرانى المسجون أوليج سنتسوف.
إلا أن الرئيسين شددا على النقاط التى تقرب بينهما فى مواجهة الولايات المتحدة، واكدا عزمهما على الحفاظ على الاتفاق النووى الموقع مع إيران فى 2015 على رغم الانسحاب الأمريكى منه.
واكد الرئيسان ايضا تطابق وجهات نظرهما حول ضرورة متابعة الجهود المتعلقة بنزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية، بعد الغاء واشنطن الخميس قمة مرتقبة بين دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون.
كلمة الرئيس الفرنسى
وقال الرئيسان اللذان تطرقا الى الهجمات الالكترونية التى غالبا ما يتهم الغربيون موسكو بها، انهما يريدان وضع "قواعد مشتركة" و"تبادل المعلومات".
وحول اوكرانيا، دعا الرئيسان ماكرون وبوتين الى متابعة الجهود السياسية من اجل "تسوية سلمية"، فيما أسفرت المعارك منذ أربع سنوات بين الحكومة الموالية للغرب والمتمردين الموالين لروسيا عن 10 الاف قتيل منذ 2014.
وخلال لقائه مع نتاليا سولجنتسين، اعتبر ماكرون ان من الضرورى "عرض الصورة الحقيقية عن اوروبا" فى روسيا" حيث "ينظر اليها على انها ضعيفة وفقدت ثوابتها".
ودعت السيدة سولجنتسين الى التحرك لتقريب بلادها من اوروبا. وقالت "على روسيا ان تكون جزءا من اوروبا، وإلا اتجهت نحو الصين".
منتدى سان بطرسبورج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة