فى غرفة بسيطة بعزبة أبو شعير بقرية سراج الدين بمحافظة الشرقية، استيقظت "مؤمنة جلال" 88 سنة فى الصباح الباكر، وفتحب باب غرفتها الوحيدة لجيرانها لكى يشاركوها فرحتها قبل ذهابها إلى مطار القاهرة لتأدية شعائر العمرة، وداخل هذه الغرفة الصغيرة التى لا تتعدى 5 أمتار وقفت السيدات لمساعدة "مؤمنة" فى ارتداء ملابس العمرة، وبمشاعر امتزجت فيها الدموع بالفرحة بكت صاحبة الـ88 سنة بكاء شديد لفرحتها فى تحقيق أمنيتها الوحيدة قبل وفاتها.
وقالت السيدة العجوز لـ" اليوم السابع": لم أصدق أن يتم الاستجابة لمناشدتى لأهل الخير من خلالكم ومساعدتى فى تأدية العمر، معقول كانت أبواب السماء مفتوحة وأنا بقول يارب، يمكن ربنا أراد يعوضنى ويكرمنى بعد 60 سنة شقاء وعمل باليومية لمساعدة زوجى وتربية أولادى.
وأكدت السيدة المسنة، أن أول دعوة لها فى الكعبة سوف تكون للحاج "عبد الحميد" فاعل الخير الذى تبرع لها بتأدية فريضة العمرة، ولأبنائها وجيرانها وكل من طلب منها الدعاء له، وسوف تدعى لمصر والجيش المصرى، كما وجهت السيدة الشكر لمؤسسة "اليوم السابع" لمساعدتها فى توصيل صوتها وتلبية أمنية حياتها قبل وفاتها.
وكان "اليوم السابع" قد زار السيدة المسنة فى منزلها شهر أبريل الماضى، وتبين أنها تعيش فى غرفة بسيطة مقتطع منها حمام عبارة عن متر فى متر، بقرية أبو شعير بمركز بلبيس بالشرقية، وتعيش بمفردها وتعانى من أمراض مزمنة، ملامح وجهها تعبر عن مدى الشقاء الذى عانته مع زوجها على تربية أبنائها.
توفي زوجها منذ فترة، وكان يعمل مزارع باليومية، تحملت معه أعباء الحياة وتربية الأبناء، وكل ما كانت تتمناه هو تأدية العمرة، ولكنها تتقاضى راتب شهرى 300 جنيه فقط تنفق منهم 200 جنيه على الأدوية، كما أن لها من الأبناء ولدين يعملان باليومية فى الأراضى الزراعية، وابن عمدة القرية تطوع وبنى لها غرفة بداخلها حمام لكى تعيش فيها، وتقوم بخدمة نفسها بنفسها.
وبعد ساعات من نشر موقع "اليوم السابع" قصة السيدة المسنة، فى 1 أبريل الماضى، تواصل مع "اليوم السابع" عبد الحميد السعيد البيسونى، مصرى مقيم بأبو ظبى من قرية كفر ميت حواى مركز السنطة، محافظة الغربية، من خلال جمعية "العلم والإيمان" وأكد على أنه سوف يتكفل بجميع تكاليف العمرة لها، وتحمل تكاليف استخراج جواز السفر وبطاقة الرقم القومى للسيدة، وأرسل لها سيارة ملاكى أمس اصطحبتها إلى مطار القاهرة للذهاب مع عدد من أفراد أسرته لتأدية فريضة العمرة، حيث ذهبت السيدة بالجلابية التى ترتديها فقط، ووعدها المتبرع بالتكفل بكافة مصاريفها فى السعودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة