أكرم القصاص - علا الشافعي

صحابيات حول الرسول.. "صفية بنت عبد المطلب" أخت الشهيد الصابرة المحتسبة

الجمعة، 25 مايو 2018 02:00 ص
صحابيات حول الرسول.. "صفية بنت عبد المطلب" أخت الشهيد الصابرة المحتسبة صور تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آمن بالدعوة من النساء، سيدات مؤمنات بنور الحق من ربهن، وبرسالة رسوله الكريم، فكن مثابرات ومناصرات للدعوة.
 
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب، عمة النبى (ص)، وأم الصحابى الجليل الزبير بن العوام، وشقيقة أسد الله فى الإسلام حمزة عم النبى وحبيبه.
أسلمت صفية مع الرعيل الأول ممن آمن بالنبى الكريم، وهاجرت فيمن هاجر إلى يثرب.
 
وبحسب "كتاب" نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فصفية كانت من أشد نساء الإسلام إيمانا وصبرا على الشدائد، وتضحيه فى سبيله، وكانت مثالا للأخت المحتسبة الراضية بقضاء الله، ففى غزوة أحد عندما تخلى الرماة عن مواقعهم طالبا للغنائم مخالفين بذلك أمر الرسول أتاهم عدوهم من خلفهم.
وحيث كانت نساء قريش وعلى راسهم هند بن عتبة زوجة أبى سفيان، يشدن من آزر الرجال، والأخيرة تغرى العبد وحشى بالمال والذهب من أجل قتل حمزة ثائرا لأبيها وعمها، وهو ما كان، وهنا جاءت هند تستشفى من موت المقاتل الصلد الذى دافع عن دعوة الإسلام حتى مات فى أرض المعركة واقفا كالأسد، وتنتزع كبده وتلوكه بأسنانها تشفيا وانتقاما ومبالغة فى الثأر.
 
وبلغ الخبر صفية أخت الشهيد، فأقبلت على ساحة الموقعة تبحث عنه، فلما رآها النبى الكريم، وعلم أن عمته ستواجه موقفا صعبا إذا هى رأت حمزة على تلك الحالة، فقال الرسول لابنها الزبير: "أرجعها حتى لا ترى ما بأخيها"، فذهب إليها ولدها وقال لها فى صوت هادئ حزين: "أمى، إن رسول الله يأمرك أن ترجعى"، فقالت من فورها فى هدوء وثقة: "ولم؟ فقد بلغنى أنه مُثل بأخى، وذلك فى الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، ولأصبرن صبرا جميلا، ولأحتسبن إن شاء الله".،وهنا عاد الزبير يخبر النبى بما هى عليه من صبر وثبات ويحمل مقالتها إليه، فقال له الرسول (ص): "خل سبيلها".
ووقفت صفية فى تجلد وإباء، تلقى على الشهيد نظرة وداع وهى تقول: "عليك صلاة الله يا أبا عمارة، وغفر لك، نحن قوم عادتنا القتل والشهادة، لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. حسبى الله ونعم الوكيل.. وغفر الله لك ولى وجزاك جزاء عباده الصالحين".
 
وفى مثالا آخر فى الصبر والشدة، فى غزوة الخندق كانت مع النساء والصبيان فى حصن عليه حسان بن ثابت شاعر الرسول، وكان الموقفى فى  المدينة خطرا جدا فقد حوصرت من كل جانب، ويهود بنى قريظة قد خانوا العهد.. وأصبحت المدينة مهددة من الداخل والخارج.
 
وهنا رأت صفية "يهوديا" يطوف بالحصن، ويمر بالخندق فقالت لحسان:  ياحسان، هذا اليهودى يطوف بالحصن، ولا آمنه أن يدل اليهود من ورائنا على عوراتنا.. وكان حسان يخاف المعارك ويفر من المواجهة، فقال: "لغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب.. لقد عرفت قديما ما أنا بصاحب هذا الأمر، ومالى عليه طاقة".
 
وكانت رأت الصحابية الجليلة أن نساء الرسول من أهل بيت صفية فى خطر.. فكيف تسكت؟
فقررت أن تقتل الجاسوس اليهودى هى، فأخذت عمودا من أعمدة الخيام، وخرجت من الحصن فهجمت على اليهودى فضربته بالعمود على ناصية رأسه فخر على الأرض، وعندئذ عاجلته بضربات متلاحقة حتى أجهزت عليه، ثم عادت إلى الحصن وألقت العمود من يدها، ثم عادت إلى حسان وقالت له: "يا حسان، ها قد قتلت اليهودى، انزل فاسلبه، فأنه لم يمنعنى من ذلك إلا أنه رجل وأنا امرأة"، فقال الشاعر: "والله مابى حاجة إلى سلبه يا ابنة عبد المطلب"، ورؤى هذه الواقعة ابن هشام نقلا عن المؤرخ ابن إسحاق.
ولقد عاشت الصحابية إلى ما بعد وفاة النبى محمد، فعاشت صفية فى المدينة حتى توفيت سنة 20 هـ فى خلافة عمر بن الخطاب، ودفنت فى البقيع فى دار المغيرة بن شعبة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة