"القضاة الأوائل" الحلقة الثامنة.. إسماعيل بن إسحاق "الإمام العلامة".. أسس المدرسة المالكية بالعراق ونقل عشرات الأحاديث الحسنة عن الرسول.. عين لأول مرة الشهادة لقوم ومنع غيرهم

الخميس، 24 مايو 2018 10:59 ص
"القضاة الأوائل" الحلقة الثامنة.. إسماعيل بن إسحاق "الإمام العلامة".. أسس المدرسة المالكية بالعراق ونقل عشرات الأحاديث الحسنة عن الرسول.. عين لأول مرة الشهادة لقوم ومنع غيرهم صورة منصة قضاء
كتب محمد محسوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقب القاضى إسماعيل بن إسحاق بـ"الإمام العلامة"، الذى ولد فى عام 199 من الهجرة نظرا لعلمه الغزير واعتنائه باقتناء العلم منذ الصغر، وتفقه على أهل عصره، وبدا ذلك واضحا قبل وبعد توليه قضاء بغداد.

اهتم إسماعيل بتفسير القرآن والحديث الشريف والفقه أيضا، كان أكثر أوقاته بعد فراغه من الخصوم والقضاء منشغلا بالعلم، ويعد من أهم علماء المذهب المالكى، ومؤسس المدرسة المالكية فى العراق، ولعل من أبرز كتبه كتاب "أحكام القرن"، الذى قال فيه الكثيرون لم يسبق إليه مثيل، وكتاب "معانى القرآن" وكتب عديدة أخرى، كما أن الناس حملوا عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كثير من أمثاله، فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون.

قام إسماعيل خلال توليه للقضاء ببغداد ولأول مرة بتعين الشهادة لقوم ومنع غيرهم، وقال قد فسد الناس، وتولى قضاء بغداد لمدة 22 عاما كاملة.

من بين المواقف التى تدل على رقى تعامله وفطنته حينما دخل عليه عبدون بن صاعد النصرانى وزير الخليفة المعتضد بالله العباسى، فقام له القاضى ورحب به، فرأى إنكار الموجودين لذلك، فلما خرج الوزير قال القاضى لهم: قد علمت إنكاركم، واستشهد بقول الله تعالى فى سورة الممتحنة "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" وقال: هذا الرجل يقضى حوائج المسلمين، وهو سفير بيننا وبين المعتضد، وهذا من البر، فسكت الجميع من رده وحكمته.

الدكتور رفعت السيد الخبير القانونى والدستورى، يقول إن عدم أخذ "ابن إسحاق" بشهادة قوم رجع لعدم راحته لذلك، مضيفا "القاضى يحكم وفق ما يستقر فى وجدانه وعقله ويطمئن إليه قلبه".

وأضاف حاليا لا يمكن اتهام مجموعة بالفساد، إلا إذا صدر ضدهم حكما قضائيا، لأن الحكم يسقط حقوقهم المدنية والسياسية، ومنها أنه لا تسمع شهادتهم، ويمكن أن تؤخذ شهادتهم على سبيل الاستدلال، وهذا الأخذ متروك ليقين القاضى.

وتابع الخبير القانونى والدستورى على سبيل المثال فإن الديوث إذا جاء ليشهد فى قضية، فالقاضى لن يكون مرتاحا من شهادته لأنه فاسد، لكن ربما يكون الشاهد الوحيد له أن يأخذ بها أو لا، وهذا كله متروك للقاضى وضميره.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة