هل اقترب حلم تصنيع سيارة مصرية.. وأين دور القطاع الخاص ؟

الأربعاء، 23 مايو 2018 09:19 م
هل اقترب حلم تصنيع سيارة مصرية.. وأين دور القطاع الخاص ؟ سيارات - صورة أرشيفية
تحليل عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعادت تصريحات خالد بدوى وزير قطاع الأعمال العام الخاصة بتجميع شركات مغذيات السيارات كلها لتتبع "القابضة للنقل البحرى والبرى"، وذلك تحت كيان واحد يدير المنظومة كلها فى الصناعات المغذية للسيارات، الحديث مجددا حول إمكانية تصنيع سيارة مصرية.
 
 لكن السؤال هل تصنيع سيارة مصرية هدف فى حد ذاته أم غرضه توفير فرص عمل وجلب أرباح كبيرة ؟
 
أعتقد أن الأمر الثانى هو المراد، وبالتالى لابد أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة والإجابات كفيلة بتحديد الطريق، أولا هل يمكن تصنيع سيارة منافسة فى الشكل والإمكانيات والسعر ؟  ثانيا هل سنلجأ إلى شركة عالمية لتساعدنا فى ذلك؟ ثالثا، ما حجم الإنتاج وأين سيتم بيعه فى ظل المنافسة العالمية ؟  رابعا، هل سيتم إبعاد القطاع الخاص عن الصناعة أم السعى لمشاركته؟ وهل يمكن إنتاج سيارة نقل مثلا أو حتى شاحنة ذات جاذبية بدلا من سيارات الركوب؟
 
مما لا شك فيه، السوق المصرى يستوعب سنويا نحو 150 ألف سيارة كلها استيراد من الخارج، ومعنى ذلك أن الاستفادة والربح يصب فى جيوب المستوردين فهل تصنيع سيارة محلية سيجعلهم يتخلون عن الاستيراد والمشاركة فى تصنيعها محليا ؟ بالطبع لا .
 
لكن يمكن إقناع عدد من كبار مجمعى السيارات فى مصر بالشراكة فى مشروع تصنيع سيارة بعدة شروط منها تنافسية السعر بحيث يقل ما بين 30 إلى 50 ألف جنيه عن المستورد، وهذا سيكون أكبر عامل جذب لها، أيضا لابد أن تكون جذابة الشكل، مما يستدعى الاستعانة بخبرات عالمية فى هذا الشأن بجانب الاتفاق على استيراد موتور السيارة من شركة عالمية ذات ثقة مثل ميتسيوبيشى مثلا، أو من بيجو أو غيرها، وهو نفس ما فعلته الشركات الصينية.
 
وبعد ذلك لابد من تصنيع الشاسية وكل مكونات السيارة محليا، وعلى أعلى مستوى مما يرفع نسبة المكون المحلى لـ 80٪ على الأقل، وهذا معناه تشغيل مصانع المغذيات المحلية وتوفير آلاف فرص العمل والأهم فتح الأسواق الأفريقية أمام السيارة الجديدة وفق اتفاقيات التجارة.
 
من المهم أيضا الحكومة حاليا تضع استراتيجية لصناعة السيارات، وتحديد نسبة المكون المحلى بحيث تكون المكونات أغلبها مصرية، وأن يتم الاستعانة بالقطاع الخاص فى أمرين الأول دراسة التصنيع ودراسة التسويق، وعلى هذا الأساس يتم تحديد أولويات تصنيع سيارة، أو تصنيع مغذيات الصناعة مثل الكاوتش وغيرها من قطع الغيار، خاصة أن هناك 7 شركات مصرية مختصة فى الصناعة وهى  ناروبين واليايات والنقل والهندسة الأخيرة تصنع إطارات السيارات، إضافة إلى شركة النصر لصناعة السيارات وشركات النيل لصناعة وإصلاح السيارات، الهندسية لصناعة السيارات، مصر لتجارة السيارات ، وهو كيان كبير يتبع وزارة قطاع الأعمال العام وبالفعل يمكنه النهوض بقوة لكنه يحتاج إلى ٥٠٠ مليون دولار استثمارات لدخول غمار  المنافسة العالمية.
 
أيضا يمكن التنسيق مع الإنتاج الحربى بحيث يتم تكوين كيان قوى من قطاع الأعمال والإنتاج الحربى والقطاع الخاص لكى تخرج سيارة مصرية عالمية، كما يمكن إعادة النظر فى وقف مناقصة تصنيع سيارة فى شركة النصر بالشراكة مع شركة صينية والاستفادة منها إن كانت مجزية.
 
 
 
 









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف عفت

مقال ذو رؤية تحليلية سليمة

للأسف لم أقرأ قبل هذا المقال كلام موزون على أساس علمى و خبرة ودراية . و بالرغم من أن أغلب ظنى أن الكاتب ليس من أهل صناعة السيارات إلا أنه يمتلك قدرة تحليليه جيدة جدا بالرغم من بساطتها. والخلاصة فى رأى أن صناعة سيارة مصرية بالمعنى المتداول بين عامة الناس سيكون قرار خاطئ بأمتياز و أهدار لرؤس الأموال دون جدوى وأن فرصة صناعة سيارة مصرية حقيقية قد ذهبت الى غير رجعة نظرا لغياب الرؤية الصحيحة لهذة الصناعة فترة الستينات والسبعينات وأنتهت تماما منتصف الثمانينات. و عوضا عن ذلك أرى أستهداف تجميع موديل واحد فقط يغطى الشريحة الأكبر من الطلب مع انتاج جسم السيارة بالذات محليا وبغرض وقف نزيف العملات الأجنبية وليس المنافسة. شريف عفت

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد حسين

لا امل فى السيارات العائلية - ربما تكون فرصة "صناعة الاوتوبيسات" افضل

من هم صناع السيارات فى مصر ؟ هم تجار سيارات اساسا ، عرفوا انهم بإقامة مصنع "لتجميع" اجزاء السيارات الواردة اصلا من الخارج يمكنهم من تحقيق إعفاء ضريبى وجمركى يصب فى مكاسبهم الشخصية اولا - والدليل واضح : ماهى معظم نوعية السيارات المنتجة فى مصر ؟؟ معظمها وان لم يكن كلها "سيارات فارهة" بعض منها تعدى سعرها المليون جنيه - وهذا ما يصر عليه صناع (تجار) السيارات لأن هذه النوعية بالطبع ربحيتها اعلى من "السيارة الشعبية" التى يحلم بها المواطن المصرى (ذات ال50الف جنيه) - ووزير الصناعة وكل وزارة الصناعة تعلم ذلك ، وتعلم ان معظم السيارات المصنعة فى مصر قد لاتصل نسبة التصنيع المحلى الفعلى بها لأكثر من 10% ، لأن معظم الاجزاء المدرجة انها "محلى" فى فى الاصل اجزاء مستوردة و معاد تعبئتها فى مصر لدى "مصنع تغذية" وهو فى الواقع "مصنع تعبئة" -- ربما يكون المنتج الواعد فى مصر كمنتج محلى هو "الاوتوبيسات"

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله المصري أدم

إنشاء "المدرسه المصريه لصناعة المحركات ووسائل النقل"

التعاقد مع شركه عالميه عملاقه في صناعة السيارات علي إعاده هيكله وتأهيل شركة النصر لصناعة السيارات ,وتصميم طراز جديد يحمل العلامه التجاريه لتلك الشركه العالميه , لا يتم إنتاجه عالمياً إلا بمصر , خصيصاً للأسواق الأفريقيه والشرق الأوسط , بشرط التدرج في نسبة التصنيع المحلي بدءاً من التجميع وصولاً إلي نسبه تصنيع محلي 100% طبقاً لمخطط زمني محدد , مع منح إمتيازات وإعفاءات غير مسبوقه لتلك الشراكه . وذلك بهدف إنشاء مدرسه مصريه خالصه متكامله في تصميم وصناعة وتسويق كافة وسائل النقل البري والمحركات لكافة الأغراض عالمياً . لتتخرج منها كافة شركات صناعة السيارات المصريه العالميه العديده مستقبلاً .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة