نهلة الصعيدى

خطورة العنف فى الأسرة ضد الأطفال

الأربعاء، 23 مايو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأطفال هم شباب الغد، ورجال المستقبل، هم أمل الأمة، ودرعها، وحماة استقرارها، هم المفكرون والعلماء، والأطباء والمهندسون، هم العقول والسواعد، هم قرة أعيننا، وغِراس حياتنا، وقطوفُ تعبنا، وهم مستودَع أماناتنا؛ من أجل ذلك وجَّه الإسلام عنايته إلى تربيتهم؛ حتى يسعد بهم المجتمعُ، ويصعدوا هم بالمجتمع، وقد شمِلتْ عناية الإسلام جميعَ جوانب حياتهم؛ لينموا نموًّا متكاملاً، نموًّا يشمل: جسمهم وروحهم، وخلقهم وعقلهم، ليكون بيننا المواطن الصالح، الذى يعرف حقوقه وواجباته، ويؤدى ما عليه قبل أن يطلب ما له.
 
وإذا أردنا لهذه الأمة عزًّا ومجدًا وسؤددًا، علينا أن نربى أبناءنا بما يتفق مع جوهر ديننا، وصحيح عقيدتنا فى معاملتهم وحبهم والحفاظ عليهم وحمايتهم، والرحمة بهم؛ لأن العُنف الأُسرىّ من أخطر الأسباب التى تؤدى إلى وجود أطفال مرضى ليسوا بأسوياء، ولا شك أن هذا ينعكس على المجتمع، ويعود عليه بالخراب والدمار، وهذا العنف بعيد كل البعد عن ديننا، فالرحمة بالأولاد والتبسط معهم من أخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولنا فيه أسوة حسنة، فهو القدوة العظمى والمربى الأول، فقد كان، صلى الله عليه وسلم، أحسن الناس خلقًا، وهو الذى قال الله فى شأنه: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم».
 
وقد قال، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُحرَمَ الرِّفْق يُحْرَمَ الخَير كلُّه»، وقال، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ».
 
إن الرحمة كانت تملأ قلبَ محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، فتفيض عيناه بما تكنُّه جوارحه، إلا أن هذه الرحمة التى استكنتْ فى قلبه، صلى الله عليه وسلم، لم تُخرِجْه عن حد الاعتدال، فقد كان يوجِّههم إلى ما فيه نفعهم وصلاحهم، وإن كان فيه قسوة عليهم، فهذا مقتضى الرحمة؛ فعندما أخذ الحسن بن على، رضى الله عنه تمرةً من تمر الصدقة، فجعلها فى فِيهِ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «كِخْ كِخْ ارمِ بها، أمَا علمتَ أنَّا لا نأكل الصدقة؟!».
 
إن أشكال العنف ضدّ الأطفال والتى يرفضها الشرع لا تقتصر على الاعتداء الجسدى فحسب، بل تشمل الاعتداء المعنوى والنفسى، بإهمال التربية فمن حقِّ الطفل أن يحصل على التعليم والخبرة فى الحياة، وإلَّا فإنه سيفقد الكثير فى تعاملاته المستقبلية، وكذلك أيضًا بالنِّسبة للإهمال المادى، كالغذاء والعلاج، والمَسْكن وغيرها، وأيضًا الاعتداء الجنسى الذى يعد أبشع أنواع العُنف المُمارس ضد الأطفال، لأن ما يحصل للطفل بسبب هذا الاعتداء لا يمكن أن يتصوَّره بشر، والاستغلال المادى: كبيع الأطفال، وإجبارهم على العمل الشَّاق.
 
والواجب علينا تجاه كل ذلك أن نحرص على معاملتهم برفق وعطف، فإنهم أمانة، ولا يغيب عن بالنا أن الرحمة إن حلَّتْ فى قلوبنا، وترسَّختْ فى نفوسنا، وبعد العنف عن حياة أطفالنا، خرج لنا جيل سوىّ نافع لوطنه، خادم لأمته.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة