قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فى تقرير مشترك مع بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا صدر فى جنيف اليوم الثلاثاء، إن العنف فى ليبيا لا يزال يؤثر تأثيرا مدمرا على الرعاية الصحية فى البلاد حيث تتعرض المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى إلى التفجير والقصف والنهب.
وكما يتم استهداف العاملين فى المجال الطبى أو الاعتداء عليهم أو حتى أخذهم كرهائن أو احتجازهم تعسفيا ، وأشار التقرير إلى انه فى بعض الأحيان يتم حرمان المرضى من الرعاية العاجلة لإنقاذ حياتهم أو الاعتداء عليهم أثناء تلقيهم العلاج.
الدكتور غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا قال فى التقرير إن هذه الهجمات تمثل انتهاكا كبيرا للقانون الدولى ولفت إلى انه ليس هناك احترام للمرضى ولا حرمة لأولئك الذين يقدمون الرعاية مطالبا بان ينتهى ذلك .
وقال التقرير إنه فى الفترة بين 1 مايو 2017 و1 مايو 2018 سجلت الأمم المتحدة 36 اعتداء على المرافق الطبية أو العاملين فى المجال الطبى أو المرضى ونوه التقرير إلى أنه من المرجح أن يكون العدد الفعلى أعلى من ذلك بكثير.
وذكر التقرير الأممى الموثق أن مركز سبها الطبى فى جنوب ليبيا تعرض للقصف أو الإصابة بالرصاص الطائش 15 مرة وذلك بين شهرى فبراير ومايو كما انه وفى نوفمبر 2017 شهد مستشفى الجلاء فى بنغازى أشخاصا يطلقون النار فى أروقة المستشفى حاملين أسلحة ( إيه كى 47 ) فى الوقت الذى.
وأشار التقرير إلى وفاة امرأة فى المخاض مع طفلها الذى لم ير النور بعد عندما قام مسلحون بتأخير مرورهم عند احدى نقاط التفتيش بينما كانوا يحاولون الدخول إلى درنة.
وذكر التقرير أن المجموعات المسلحة بما فيها تلك التى اندمجت رسميا فى الوزارات قامت بالاعتداء على العاملين فى الرعاية الصحية وتهديدهم وحتى حرمانهم من حريتهم بصورة غير قانونية وأكد التقرير الأممى أن الأطباء وغيرهم من العاملين فى المستشفيات يواجهون إهانات وتهديدات وضربا من قبل المقاتلين الذين يسعون إلى الحصول على معاملة تفضيلية لأفراد مجموعاتهم المسلحة المصابين وأقاربهم وذكر التقرير انه فى إحدى الحالات ورد أن أحد المقاتلين كان يصوب مسدسا إلى رأس الطبيب لإجباره على أنعاش والدته وأعادتها إلى الحياة.
شدد التقرير الأممى على أن القانون الإنسانى الدولى والذى ينطبق على حالات النزاع المسلح ينص على وجوب احترام وحماية المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى وجميع الموظفين العاملين فى المجال الطبى والنقل الطبى فى جميع الأوقات كما يحظر استهدافهم بأى اعتداء.
من جانبه قال المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين أن تهديد الأطباء باستخدام السلاح والاعتداء على المرافق الطبية ومنع المرضى والجرحى من تلقى العلاج فى الوقت المناسب هو سلوك مشين خاصة وانه يسبب الضرر لبعض الأشخاص الأكثر ضعفا فى ليبيا وللعاملين فى مجال الرعاية الصحية الذين لديهم القدرة على مساعدتهم.
وأضاف أن تعمد توجيه الاعتداءات ضد المرافق الطبية والعاملين فيها أو القتل العمد أو إيذاء المرضى أو الجرحى قد يشكل جرائم حرب .
وناشد التقرير الأممى جميع أطراف النزاع فى ليبيا اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة عند القيام بتخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية بغية منع أو على الأقل تقليل تأثير الأعمال العدائية على المرافق الطبية والعاملين فيها.
كما دعا حكومة الوفاق الوطنى إلى وضع وتنفيذ تدابير فعالة لمنع أعمال العنف والاعتداءات والتهديدات ضد مقدمى الرعاية الصحية والتصدى لها وضمان المساءلة عن مثل هذه الاعتداءات.
وذكر التقرير أن الاستنتاجات الواردة فى الوثيقة تستند بشكل أساسى إلى شهادات من مجموعة من المصادر بينها طواقم المستشفيات والمرضى والعاملين فى المجال الانسانى والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة