المداحون "6".. المنشد طه الإسكندرانى: نستخدم الموسيقى فى مدح رسول الله وليس لإثارة الغرائز.. وهذا "حلال".. نجل شيخ المبتهلين: تعلمت المهنة من والدى وأتمنى عمل مهرجان دولى للإنشاد الدينى فى مصر

الثلاثاء، 22 مايو 2018 11:30 ص
المداحون "6".. المنشد طه الإسكندرانى: نستخدم الموسيقى فى مدح رسول الله وليس لإثارة الغرائز.. وهذا "حلال".. نجل شيخ المبتهلين: تعلمت المهنة من والدى وأتمنى عمل مهرجان دولى للإنشاد الدينى فى مصر المنشد طه الإسكندرانى في حواره مع اليوم السابع
حوار - على عبدالرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الطريق من المنزل إلى المدرسة، كان الطفل الصغير يُمنى نفسه ويمتع سمعه وبصره بعمالقة الإنشاد الدينى والمديح والفلكور الشعبى المصرى، الذين اتخذوا من الشوارع والمقاهى المجاورة لمسجد السيدة زينب تجمعًا لهم، يطربون الزائرين والمريدين للست، وحينما يعود للمنزل يجد عالمًا آخر لا يقل عن العالم الروحانى الذى تركه منذ لحظات، حيث والده شيخ المبتهلين يجلس فى شقتهم الصغيرة بحى السيدة زينب يعد بروفات مع بطانته.
 
ساعدت هذه البيئة المليئة بالروحانيات والمدائح النبوية فى تكوين شخصية الطفل طه إبراهيم الإسكندرانى، الذى نضجت أذنه ولسانه قبل جسده، وجعلته يسلك الطريق ذاته موهبة ودراسة، حيث تخرج فى معهد الموسيقى العربية، وأصبح هو وإخوته الخمسة أعضاءً فى بطانة والده، ثم كون فرقته الخاصة بعد وفاة والده.
 
فى الطريق من مسجد السيدة زينب إلى قصر الأمير طاز، حيث المكان المتفق عليه للقاء الشيخ طه الإسكندرانى، كنت أشعر وكأن الشوارع تنطق بمديح الست وآل البيت، وصلت للقصر وجدت الشيخ طه قد بدأ درس الإنشاد الدينى، جلست أستمع للدرس وبعده بدأنا الحوار.
 
طه-الاسكندرانى---(2)
 
 

فى البداية ما أكثر الرسالة التى توجهها دائما لتلاميذك فى مدرسة الإنشاد؟

- دائما أؤكد عليهم الاهتمام بالتراث، وأقول لهم «من فات قديمه تاه»، فيجب على المنشد أن يتعلم ما كان يقدمه الكبار الراحلون ثم يبدع هو الجديد.
 

شاهدتك خلال الدرس تجلس وإلى جوارك آلات موسيقية.. ما رأيك فيمن يحرم استخدام الموسيقى فى الإنشاد؟

- والله نحن نستخدم الموسيقى فى مدح رسول الله، ولا نستخدمها فى إثارة غرائز، وهذا على رأى كثير من العلماء حلال.
 

أنت نجل شيخ المبتهلين الشيخ إبراهيم الإسكندرانى.. كيف تأثرت بوالدك؟

- بالفعل أنا نشأت فى مناخ هيأنى لأكون منشدًا، فقد ولدت فى حى السيدة زينب، وكان شارع السد أشبه بالمسرح المفتوح، حيث كان مستقر فرق الإنشاد الدينى وكبار المداحين والمنشدين، مثل الريس متقال ومحمد طه، وفرق التحطيب، وغيرها من ألوان الفن الشعبى، وكنت يوميًا أرى هذه المشاهد، إضافة إلى أن والدى كان مبتهلًا، وكنت أتابع بروفاته مع فرقته فى منزلنا وأحفظ ما يقولونه، لذا فأنا أدين بالفضل لوالدى فى تعلم الإنشاد الدينى.
 

ومتى كانت انطلاقتك فى الإنشاد الدينى؟

- كنت أشارك فى برامج تليفزيونية وإذاعية، ثم درست فى معهد الموسيقى العربية، لأننى كنت تعلمت من والدى المقامات، وفى فترة الثمانينيات بدأ يختفى التوشيح الدينى، فبدأ والدى يحفظنى أنا وإخوتى الموشحات ليستعين بنا فى الإذاعة، فأصبحنا بطانة والدى لفترة طويلة، إلى أن توفاه الله، وفى عزائه قال لى الشيخ محمد الطوخى: والدك كنز وموسوعة وأنت وإخوتك تعلمتم منه الكثير، لذا يجب عليكم أن تهتموا بتحفيظ شباب المبتهلين ما قمتم بتعلمه من والدكم، وبعدها كونت فرقة «روحانيات» عام 2001، وبالمناسبة كنت أنا وإخوتى نعمل فى بطانته.
 
 
طه-الاسكندرانى---(1)
 

وهل كان والدك يغضب إذا ذهبتهم مع الشيخ الطوخى؟

- بالعكس كان يشجعنا على ذلك، وفى إحدى المرات طلبنا الشيخ الطوخى من والدى لنكون بطانته فى أحد تسجيلاته الإذاعية فوافق بلا تردد وقال له «أنا هكون معاهم»، وظن أنها مجاملة، وفى وقت الإذاعة فوجئ بوالدى يقف معنا خلفه وقال له لا يصح فأنت أستاذ، لكنه رفض واستمر معنا، وأنا غضبت، إلا أنه كان يقول هذا أخى وصديقى ويجب أن أقف بجانبه.
 

وما الفرق بين التواشيح والابتهال والإنشاد؟

- الابتهال يكون فى الأساس ارتجالا غير ملحن، لكن التواشيح يكون لها لحن ثابت ويكون بها بطانة خلف الشيخ تردد معه التواشيح، والإنشاد يشمل الابتهال والتوشيح والقصص الدينى والمديح والقصيدة والأغنية الدينية.
 

هل تعتقد أن العصر الذهبى للمبتهلين يمكن أن يعود من جديد؟

- الإنشاد كان قد بدأ يتراجع بعد عصره الذهبى، عصر الشيخ على محمود، وطه الفشنى، وسيد النقشبندى، وإبراهيم الفران، ونصر الدين طوبار، وغيرهم، بسبب قلة التواشيح، وعوامل أخرى أدت لتراجعه، لكننى أعتقد أن الإنشاد الدينى سيعود من جديد، ونقابة الإنشاد الدينى تسعى الآن لإحياء هذا الفن.
 

متى جاءت فكرة إنشاء نقابة الإنشاد الدينى؟

- فكرة النقابة ليست بجديدة، ولكن فى فترة الثمانينات أنشأ والدى والشيخ محمد الطوخى جمعية لتدريب وتعليم فن الإنشاد الدينى «تواشيح وابتهالات» بدون مقابل، أطلقوا عليها «أولى الألباب»، وكانت مشهرة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وكان مقرها فى السيدة زينب، لكنها لم تستمر كثيرًا بسبب ضعف الإقبال عليها، أما نقابة الإنشاد الدينى الحالية فجاءت فكرتها عام 2008، حينما التقيت الشيخ محمود التهامى، وبعد سعى على إنهاء الأوراق وتقديمها فى البرلمان إلى أن تمت الموافقة على إنشاء نقابة العاملين بالإنشاد الدينى والمبتهلين فى أكتوبر عام 2013، وهى تابعة لوزارة القوى العاملة، ثم بدأنا فى عمل مدرسة للإنشاد 2014 وأصبحت مدرسًا بها.
 

وما أهداف النقابة؟

- إحياء الإنشاد الدينى من جديد وتطويره، وتخريج مُنشد مثقف ومنشد متعلم ومدرك لما يقول، ويكون مُشرفًا لمصر.
 

ما طموح الشيخ طه الإسكندرانى؟

- أتمنى الاهتمام أكثر بالإنشاد الدينى فى مصر، وأتمنى عمل مهرجان دولى للإنشاد الدينى يقام فى مصر ونستضيف فيه دول العالم، وهذا سيكون دعاية للسياحة.
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة