التدخين عادة سيئة قد تصل لحد الإدمان، وعادة ما ينتظر المدخنون خلال شهر رمضان لحظة الإفطار لتعويض الساعات التى توقفوا خلالها عن التدخين، ولذلك عادة ما نجد بعض الأشخاص يسارعون لإشعال سيجارة بمجرد انطلاق مدفع الإفطار مع أذان المغرب، وخلال الفترة ما بين الإفطار والسحور يرتفع عداد شرب السجائر لتعويض ساعات الصيام فى اليوم التالى، للدرجة التى تصل بالبعض لشرب أكثر من 20 سيجارة خلال هذه الفترة القصيرة، دون الاهتمام بتأثير ذلك على الصحة.
وفى التقرير التالى سألنا عددا من المدخنين عن عدد السجائر التى اعتادوا على تدخينها ما بين الإفطار والسحور فى رمضان، وجاءت الإجابات متعددة بين من قرر تقليل الكمية وبين من تجاوز الـ20، حيث قال صلاح حمودة أحد المدخنين: "معدل شرب السجائر قد يصل إلى 20 سيجارة حسب الظروف"، مضيفا: "بشرب 15 من لـ20 سيجارة ما بين وقت الفطار والسحور، وممكن أوصل لـ5 سجاير، حسب ظروف الشغل اللى بيتطلب منى السهر لساعات طويلة لتحضير الأكل، والشغل طول فترة الفطار للسحور"، وأكد أحد المواطنين ويدعى الحاج حسين: "بشرب فى حدود 4 سجائر لأن أغلب الوقت بكون بصلى العشاء والتراويح مش بكون فاضى".
فى حين قال مواطن آخر يدعى محمود الديب: "بشرب فى حدود 10 سجائر، وحاولت أبطلها مرة ورجعتلها تانى عشان حرقة الدم ومشاكل الشغل".
وأضاف عبد الله محمود: "بشرب 10 سجائر ما بين الفطار والسحور، لكن محاولتش أبطلها لكن اتعودت عليها أنا عندى 70 سنة"، وأشار عباس الأسيوطى أحد المواطنين إلى عدد السجائر التى يدخنها حتى السحوريصل إلى 5 سجائر، مضيفا: "حاولت أبطلها كتير وكنت ببطلها 10 أيام وبرجع تانى".

أخصائى أنف وأذن وحنجرة: تسبب ورما بالحنجرة وقد يصل الأمر لاستئصال الحنجرة وتركيب "صفارة"
وعن الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط فى تدخين السجائر خلال فترة من الفطار إلى السحور، قال الدكتور سمير أشقر، أخصائى أنف وأذن وحنجرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن تدخين السجائر يؤثر فى أول الأمر على الصدر ثم الحنجرة والتى تعتبر البوابة الأولى للهواء المستنشق إلى القصبة الهوائية ثم الرئة، مشيرا إلى إن الحنجرة تعتبر المسئولة عن إصدار الصوت من خلال تحريك الأحبال الصوتية والتى عبارة عن حزمتين، تتخابط ببعضهما لتصدر الصوت وبعد ذلك تترجم لحروف تنطق من خلال اللسان.
وأضاف الدكتور سمير أشقر أن الإفراط فى تدخين السجائر يضر بالغشاء المخاط بالأحبال الصوتية مما يكون نتوءات تحدث مشكلة فى نقاء الصوت، والذى يتحول إلى صوت أجش أو مبحوح، لذلك فالاستمرار فى تدخين السجائر يسبب زيادة أحجام النتوءات التى تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإزالتها حتى يستطيع المريض التحدث مرة أخرى.
وأشار الدكتور سمير أشقر إلى أن الاستمرار فى تدخين السجائر يسبب فى زيادة حجم النتوءات بالحنجرة، تتحول إلى قرحة، تحول الصوت إلى صوت "تخين"، ومن الممكن أن تنتشر وتسبب ثباتا فى الأحبال الصوتية، مما يؤدى إلى اختفاء الصوت، والعلاج يحدد حسب حالة الورم ونوعه، ومن الممكن أن تتطور الحالة الصحية إلى الاضطرار لاستئصال الحنجرة، واستبدالها بصفارة حتى يستطيع المريض التحدث، الأمر الذى يصاحبه خروج إفرازات ويسبب إحراجا للمريض بين زملائه وأصدقائه، مشيرا إلى إن أحد العمال كان مفرطا فى تدخين السجائر، والتى تسببت فى ورم بالحنجرة وتم استئصالها وتركيب صفارة ليستطيع التحدث، وعندما شاهده زملاءه بالعمل بهذه الحالة، قاموا بإلقاء علب السجائر بالقمامة.
وأضاف الدكتور سمير أشقر: "يعتبر التدخين من العادات السيئة التى تسبب أضرارا خطيرة للمريض، لذلك يجب استغلال شهر رمضان فى الإقلاع عن التدخين، والذى جعله يستطيع التوقف عن تدخين السجائر طوال وقت الصيام يجعله يستطيع الاستمرار حتى نهاية اليوم، مما يساعد فى التخلص من هذه العادة السيئة.

أستاذ صدر بطب الأزهر: التدخين يسبب العقم والسكر وأمراض القلب
وعن الأضرار التى يسببها تكثيف جرعة تدخين السجائر على الصدر، قال الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بطب الأزهر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن المدخنين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الصدرية وبالأخص فى حالة تكثيف الجرعات، ولمعرفة الأضرار الصحية للمدخن، يتم حسابها باستخدام "دليل التدخين"، والذى يعتمد على ضرب عدد السجائر فى عدد السنوات التدخين، مثلاً إذا كان الإنسان يدخن 10 سجائر يوميا تضرب فى 30 سنة مثلا "العمر" يصبح الناتج 300 سيجارة، ثم نبدأ فى تقسيم خطورة السجائر وفقا لعددها، فإذا كانت النتيجة من صفر إلى 200 تكون الخطورة أقل، ومن 200 إلى 400 خطورة أشد، ومن 400 إلى فوق يكون المدخن فى خطر.
وأضاف الدكتور طه عبد الحميد: "تحتوى السيجارة على ثلاث مواد مسرطنة، والتى تختلف آثارها حسب استعداد الإنسان، حيث يمكن أن يصاب أحد الأشخاص فى سن صغيرة بمرض السرطان وآخر عند كبر السن".
وأشار إلى أن مادة النيكوتين المصنوع منها السيجارة تعمل على حرق الغشاء المخاطى المبطن للشعب الهوائية، مما يسبب الإصابة بنزلات الشعبية والربوية.
وأضاف الدكتور عبد الحميد: "عندما يستنشق المدخن هواء السيجارة فإنه يحصل على لتر من دخان السيجارة، والآخر يخرج للهواء، مما يؤثر على الرئة ويسبب سدة رئوية، تؤدى لرفع ضغط شريان الرئوى وإنفجار حويصلات الرئوية وتضخم القلب".

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط وإنما يمتد تأثير النيكوتين على معظم أعضاء جسمك، وفقا لما أكده الدكتور طه عبد الحمى، حيث أشار إلى أن مادة النيكوتين، المكون منها السيجارة، تسبب زيادة نسبة الدهون فى الدم، والذى يترسب فى شريان التاجى للقلب، مما يسبب قصورا فى الشريان التاجى وهبوط فى القلب.
وتسبب مادة النيكوتين فى هبوط الخلايا مثل خلايا الحيوانات المنوية مما يسبب الإصابة بالعقم، وكذلك الإضرار بالبنكرياس مما يؤدى إلى الإصابة بمرض السكر.