عبدالرحمن تاج.. الثائر ضد العدوان الثلاثى

الأحد، 20 مايو 2018 05:35 م
عبدالرحمن تاج.. الثائر ضد العدوان الثلاثى الشيخ عبدالرحمن تاج
شوقى عبدالقادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خيط رفيع يربط بين القاهرة والأزهر، ممتد منذ ألف عام.. شهدت العاصمة والمسجد، عبر التاريخ المشترك العديد من الأحداث المحلية والعالمية، فى ذاكرة مصر بصفة عامة، وقلعة الإسلام الوسطى بصفة خاصة، على مدار تلك الفترة تواجد العديد من الأسماء، تجاوز تأثيرهم «قيادة المشيخة»،   فأصبحوا جزءًا من تاريخ الوطن، بمواقفهم  السياسية، والاجتماعية، وقبل ذلك إنتاجهم الفكرى المعبّر عن وسطية الإسلام. 

 
إذا صلح المعلم صلح التلميذ، تعتبر هذه القاعدة البسيطة هى سر تميز، الشيخ عبدالرحمن تاج، الذى تولى مشيخة الأزهر فى عام 1954 وظل فى هذا المنصب حتى 1958 وهو العام، الذى تم فيه تعيينه وزيرا فى اتحاد الدول العربية، أثناء الوحدة مع سوريا.
 
تنوعت الأماكن التى مر عليها الشيخ عبدالرحمن تاج، ما بين جذور العائلة، التى تنتمى إلى منية الحيط بالفيوم، ومقر عمل والده فى أسيوط، التى حفظ فيها القرآن الكريم، ثم الانتقال إلى الإسكندرية التى التحق بها بالمعهد الدينى فى عام 1910 وفى هذا المكان، بدأت تتبلور ملامح الشخصية على يد معلمين أفاضل جمعوا بين الثراء العلمى والثقافى إلى جانب التوجيه السلوكى للطلاب، وهو ما يتضح من خلال إتاحة الفرصة للطلاب للنقاش والسؤال بل وإتاحة الفرصة إلى أن يتولى التلميذ دور المدرس فى الشرح، إلى جانب اتاحة الفرصة للنوابغ للتعبير عن مواهبهم، انتهت مرحلة تأهيل الشيخ تاج، فى هذا المعهد بنيله الشهادة العالمية فى عام 1923 وكان ترتيبه الأول، لينضم بعد ذلك للدراسة فى الأزهر، قسم القضاء الشرعى، وحصل على منه شهادة التخصص 1926 ليعين فى نفس العام مدرسا بمعهد أسيوط الدينى، وظل به حتى تم نقله إلى القاهرة مدرسا للقضاء فى كلية الشريعة الإسلامية، التى انطلق منها إلى فرنسا، بعدما وقع عليه الاختيار فى عام 1936 للانضمام لبعثة الأزهر فى جامعة السوربون، التى نال منها درجة دراساته الدكتوراه فى الفلسفة وتاريخ الأديان سنة 1942م، وعقب العودة إلى مصر تقلد العديد من المناصب، كان معظمها فى مجال التدريس، إلى أن تولى الإشراف على قسم البعوث الإسلامية، وإيفاد البعوث الدينية للدول الإسلامية، وفى عام 1951 انضم إلى «كبار العلماء» عن رسالته «السياسة الشرعية» بعدها بثلاثة أعوام صدر مرسوم جمهورى بتعيينه شيخا للأزهر، الذى شهد فى عهده سلسلة من الطفرات فى مقدمتها قراره بتدريس اللغات الأجنبية، والاهتمام بمدينة البعوث الإسلامية المخصصة لإقامة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر من مختلف أنحاء العالم، والتى تعتبر فى حد ذاتها «أمم متحدة أزهرية» لو أحسن استغلالها.
 
للشيخ عبدالرحمن تاج، رصيد علمى زاخر سواء كان فى العلوم الدينية أو اللغوية، إلى جانب مواقف تاريخية التى تحفظها ذاكرة الأزهر وذاكرة الوطن، ففى أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 لم يكتف الشيخ عبدالرحمن تاج، بإصدار البيانات وإنما راسل ملوك ورؤساء الدول الأوروبية، لإنهاء هذا العدوان، إلى جانب جمع التبرعات، وإرسال الطلبة والعلماء للتطوع فى الجيش، وكان من أبرز الداعين إلى ضرورة تعريف المجتمع بأحكام الجهاد وشرعيته فى سبيل الدفاع عن الوطن، وهو ما ظل حريصا عليه فى أبحاثه ودراساته فى تفسير القرآن الكريم وعلوم اللغة، والتى ركز فيها على تصحيح الأخطاء الشائعة عن الجهاد ومشروعيته.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة