صور.. جولة فى أضرحة الإسكندرية وطقوسها الفلكلورية.. "سيدى مفرح القلوب" أشهر أضرحة عروس البحر لعلاج القلوب الموجوعة.. "طقطقة" حبات الفول تكشف الزوج الخائن..والمواطنون: يقام له مولد في نصف رمضان الثاني

عديدة هى أضرحة الإسكندرية التى لا يعرف عنها المواطنون معلومات كافية، ولكن لها مريدون ومحبون يحيون ذكراهم فى الموالد فى كافة أنحاء الإسكندرية، وكل ضريح له قصة وحكاية مختلفة ليس فقط الأضرحة المتواجدة فى ميدان المساجد بجوار المرسى أبو العباس ولكن هناك العديد من الأضرحة والأولياء..يُعرفها "اليوم السابع" فى حلقات متتالية عن أولياء الله بعروس البحر.

" سيدى مفرح القلوب.. ولى الله المحبوب" عبارة مكتوبة على ضريح سيدى مفرح الموجود بشارع فؤاد بالإسكندرية قد لا تكتشفه نظرا للزخم والعمارات الشاهقة العتيقة بشارع فؤاد أشهر شوارع الإسكندرية.. تحديداً أمام القنصلية الأسبانية تجد قبة خضراء اللون ولافتة مكتوب عليها " سيدى مفرح" يتوافد عليه السيدات كل جمعة ويزدحم الضريح بالنساء فى المصلى الخاص بهن، وهناك حكايات وأساطير لهذا الضريح.. تجول "اليوم السابع" داخل الضريح لمعرفة حقيقتها.

"مفرح يا ولى الله.. يحبك فاسألن لى عفو ربى.. مفرح قد أتيتك فى اضطرار وقد أثقلت من جهلى وذنبى".. أبيات شعر مدونة فى حب سيدى مفرح الملقب بمفرح القلوب داخل ضريحه دونها الإمام المجدد السيد محمد ماضى أبى العزايم حال زيارته روضة سيدى مفرح بالإسكندرية بتاريخ 22 جمادى الأول عام 1353هـ، فهو ضريح يلجأ إليه أهل الإسكندرية ومحبو الصوفية لقراءة الفاتحة، خاصة من لديه حزن أو هم ورغبة فى أن يذهب حزنه.

يقول الشيخ جابر قاسم، وكيل الطرق الصوفية بالإسكندرية إن منطقة شارع فؤاد وكوم الدكة بها العديد من الأولياء والأضرحة نظراً لوجودهم بالإسكندرية بعد الفتح الإسلامى وكانوا متواجدين فى تلك المنطقة، موضحا أنه عندما جاءت السيدة زينب إلى مصر التى اختارتها بعد قتل الحسين فجاء جميع آل البيت إلى مصر ومنهم من استقر بالإسكندرية .

وأضاف قاسم ، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن منطقة كوم الدكة كانت عبارة عن مقابر رملية فى العصور القديمة وتم دفن الأولياء فى مقر الخلوة الخاصة بهم قديماً فى تلك المنطقة ومكان إقامتهم لذلك تم اكتشاف العديد من الأضرحة التى يتواجد بها الشواهد الخاصة بها منها ما تم تحويطها ومنها ما تم نقلها إلى ميدان المساجد بأبو العباس.

وأكد وكيل الطرق الصوفية بالإسكندرية أنه من ضمن أهم الأولياء بتلك المنطقة سيدى مفرح وهو ولى من أولياء الله الصالحين والذى لقب بـ "مفرح القلوب" لبركته وكان قديماً يأتى إليه الناس لكى يشكو همهم وبمجرد أن يحدثوه ويقرأ لهم القران تتغير حياتهم من هنا ظهرت بركته وارتبط بها المواطنون .

بينما يقول أحمد أمين، أحد رواد الضريح، إن سيدى مفرح هو من أهم مساجد شارع فؤاد بالإسكندرية ويتواجد فيه ضريحه وله بركات عديدة ويقام له مولد كل عام فى النصف الأخير من شهر رمضان .

وأضاف أن هناك معتقدات خاصة بالنساء وهى أنها إذا رغبت في الاطمئنان على إخلاص زوجها لها، يمكنها أن تزور الضريح وقت صلاة الجمعة ومعها 7 حبات فول وصاجة وشمعة، وتضع الفول على الصاجة ويتم تسخينها بالشمعة وفى حالة " طقطقة" الفول فزوجها يخونها وعليها أن " تكنس" الضريح وتقول كل ما تريده حتى يتم هدايته كي يكف عن خيانته لها.

وأشار إلى أن الأهالي  توارثوا عددا من المعتقدات من أجدادهم المحبين لأولياء الله ومنهم من كان يقول جملة دائمة فى حالة إن وقع بينه وبين شخص حزن أو ضيق وهى: والله لاكنس  عليك سيدى مفرح " وهى جملة كانت تقال فى فترة الأربعينات والستينات وما قبلهما، ويعرفها أهل الإسكندرية وحدهم، وخاصة الكبار والأجيال القديمة منهم.

بينما قالت الحاجة شوقية غريب، من أهالى كوم الدكة، إن ضريح سيدى مفرح يحوي أهم اولياء الله الذين يلجأوا إليهم لقراءه الفاتحة ويأتى إليه النساء لجلب الفرح والسعادة وهداية الزوج وللاستقرار.

وأضافت أن هذه العادات قديمة، لا يعتادها  إلا القليل من المواطنين الذى يعلمون بركة سيدى مفرح فقط والجميع يأتى للصلاة وقراءه الفاتحة فقط ، ونادرا من يقوم بهذه الطقوس ولكنه ولى من اولياء الله وله بركته التى شاهدها آبائهم وأجدادهم وعلموها لهم وتوارثوها .

وأشارت إلى أنه ليس سيدى مفرح فقط الذى لديه كرامات ومريدين ولكن أولياء الإسكندرية جميعهم يحبهم المواطنون ويتباركون بهم ويأتون إليهم خصيصا لقراءة الفاتحة ويحضرون الحضرة والفطار بجوارهم فى شهر رمضان المبارك وحضور المولد الخاص بهم.

بينما قال عامل الضريح، إن سيدى مفرح هو من أهم الاضرحة فى شارع فؤاد ويأتى إليه الناس من السيدات والرجال وهو خاضع تحت رقابة وزارة الأوقاف والمسجد الخاص به مشهر، والضريح يتم فتحه فى الأوقات الرسمية للصلاة ويتم استقبال فيه المواطنين بشكل دورى ومنهم السياح الأجانب الذين يرغبون فى زيارته.