آية و5تفسيرات.."ولله ما فى السموات وما فى الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء"

الأحد، 20 مايو 2018 01:14 م
آية و5تفسيرات.."ولله ما فى السموات وما فى الأرض  يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء" قرآن كريم
كتب ــ أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء الرابع، هى الآية رقم  129 فى سورة آل عمران والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ  يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
 

تفسير ابن كثير 

قال تعالى: (ولله ما فى السماوات وما فى الأرض) أى: الجميع ملك له، وأهلهما عبيد بين يديه ( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) أى: هو المتصرف فلا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والله غفور رحيم .

تفسير بن عاشور

تذييل لقوله: (أو يتوب عليهم أو يعذبهم)، مشيرا إلى أن هذين الحالين على التوزيع بين المشركين، ولمَّا كان مظنّة التطلّع لمعرفة تخصيص فريق دون فريق، أو تعميم العذاب، ذيّله بالحوالة على إجمال حضرة الإطلاق الإلهية، لأنّ أسرار تخصيص كلّ أحد بما يعيَّن له، أسرار خفيّة لا يعلمها إلاّ الله تعالى، وكلّ ميسّر لما خلق له.

تفسير الرازى

فيه مسألتان: 

المسألة الأولى: أن المقصود من هذا تأكيد ما ذكره أولا من قوله: (ليس لك من الأمر شىء)، والمعنى أن الأمر إنما يكون لمن له الملك، وملك السماوات والأرض ليس إلا لله تعالى، فالأمر فى السماوات والأرض ليس إلا لله، وهذا برهان قاطع. 
 
المسألة الثانية: إنما قال: (ما فى السماوات وما فى الأرض) ولم يقل (من) لأن المراد الإشارة إلى الحقائق والماهيات، فدخل فيه الكل. 
أما قوله: (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فاعلم أن أصحابنا يحتجون بهذه الآية على أنه سبحانه له أن يدخل الجنة بحكم إلهيته جميع الكفار والمردة، وله أن يدخل النار بحكم إلهيته جميع المقربين والصديقين وأنه لا اعتراض عليه فى فعل هذه الأشياء، ودلالة الآية على هذا المعنى ظاهرة والبرهان العقلى يؤكد ذلك أيضا، وذلك أن فعل العبد يتوقف على الإرادة وتلك الإرادة مخلوقة لله تعالى، فإذا خلق الله تلك الإرادة أطاع، وإذا خلق النوع الآخر من الإرادة عصى، فطاعة العبد من الله ومعصيته أيضا من الله، وفعل الله لا يوجب على الله شيئا ألبتة، فلا الطاعة توجب الثواب، ولا المعصية توجب العقاب، بل الكل من الله بحكم إلهيته وقهره وقدرته، فصح ما ادعيناه أنه لو شاء [أن] يعذب جميع المقربين حسن منه، ولو شاء [أن] يرحم جميع الفراعنة حسن منه ذلك، وهذا البرهان هو الذى دل عليه ظاهر قوله تعالى: ( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء). 
 
فإن قيل: أليس أنه ثبت أنه لا يغفر للكفار ولا يعذب الملائكة والأنبياء؟ 
 
قلنا: مدلول الآية أنه لو أراد لفعل ولا اعتراض عليه، وهذا القدر لا يقتضى أنه يفعل أو لا يفعل، وهذا الكلام فى غاية الظهور. 
 
ثم ختم الكلام بقوله: (والله غفور رحيم) والمقصود بيان أنه وإن حسن كل ذلك منه إلا أن جانب الرحمة والمغفرة غالب لا على سبيل الوجوب بل على سبيل الفضل والإحسان. 
 

تفسير الجلالين

«ولله ما فى السماوات وما فى الأرض» ملكا وخلقا وعبيدا «يغفر لمن يشاء» المغفرة له «ويعذب من يشاء» تعذيبه «والله غفور» لأوليائه «رحيم» بأهل طاعته.

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

أى الله جميع ما فى السموات وما فى الأرض ملكا وتصرفا وتدبيرا لا ينازعه فى ذلك منازع ولا يعارضه معارض، وهو- سبحانه- يغفر لمن يشاء أن يغفر له من المؤمنين فلا يعاقبه على ذنبه فضلا منه وكرما، ويعذب من يشاء أن يعذبه عدلا منه وَاللَّهُ غَفُورٌ أى كثير المغفرة يحبها ويريدها، رَحِيمٌ أى واسع الرحمة بعباده، لا يؤاخذهم بكل ما اكتسبوه من ذنوب بل يعفو عن كثير منها.

وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد افتتحت الحديث عن غزوة أحد باستحضار بعض أحداثها، وبتذكير المؤمنين بما همّ به بعضهم قبل أن تبدأ المعركة، ثم بتذكيرهم بمعركة بدر وما تم لهم فيها من نصر مؤزر منحه الله لهم مع قلتهم وضعفهم، حتى يعرفوا أن النصر ليس بكثرة العدد والعدد وإنما النصر يتأتى مع صفاء النفوس، ونقاء القلوب، ومضاء العزائم والطاعة التامة الله ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم، وحتى لا يعودوا إلى ما حدث من بعضهم فى غزوة أحد من مخالفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن طمع فى زينة الحياة الدنيا.
 
وبعد هذا التذكير الحكيم والتوجيه السديد، وجه القرآن نداء إلى المؤمنين نهاهم فيه عن تعاطى الربا، وأمرهم بتقوى الله وبطاعته وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وبالمسارعة إلى الأعمال الصالحة التى توصلهم إلى مغفرته ورضوانه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة